المحتوى الرئيسى

محمود مختار.. نحات شاهد على نهضة مصر

05/10 07:29

على الرغم من أن عمره الفني كان قصيرًا لوفاته مبكرًا، إلا أنه نجح في أن يخلف تراثا كبيرًا متميزًا من أعماله التي تضمنت تماثيل ميدانية وأعمال أخرى تعبر عن حياة الريف والقرية المصرية التي تأثر بها، وتمثل صورا للحياة اليومية التي أجادها إبداعا، وعبر عنها بشكل فني رائع، وأحيا التقاليد الفنية المصرية في مختلف عصورها دون أن يغفل تجارب الفن الحديث، وأصبح رائد فن النحت المصري المعاصر، إنه الفنان التشكيلي محمود مختار، والذي يصادف، اليوم الخميس، الموافق 10 مايو ذكرى ميلاده.

وترصد «الدستور» أبرز المعلومات عن الفنان التشكيلي محمود مختار:

ولد الفنان التشكيلي محمود مختار في العاشر من مايو عام 1891م ببلده طنباره إحدى قرى مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في أسرة بسيطة، ولأسباب أسرية انتقل مختار للعيش بقرية نشا بالقرب من مدينة المنصورة في بيت جدته لأمه، فتعلم في كُتاب القرية، ثم رحل إلى القاهرة مع والدته عام 1902م وهو في الحادية عشر من عمره، وهناك التحق بإحدى المدارس الابتدائية.

وبسبب حبه للفن التحق بمدرسة الفنون الجميلة في بداية إنشائها عام 1908م والتي أسسها الأمير يوسف كامل بحي درب الجماميز على غرار المعاهد الفنية في أوروبا، وافتتحت في 12 مايو من نفس العام، لتكون أول مدرسة للفنون الجميلة في مصر.

وكان مختار يمتلك موهبة أصيلة وذكاءً فنيًّا فريدًا، وبسبب نشأته الريفية كان متأثرًا بنهر النيل وضفافه وحقول القرية، فاعتمد في أعماله على الفن المصري القديم، كان الريف المصري هو العنصر الأصيل الذي اختاره في بحثه عن الخصوصية المصرية في فن النحت فجمع في أعماله بين مشاعر الشعب وأفراحه وأحزانه.

وسافر إلى باريس عام 1911، في بعثة لمتابعة دراسة الفن، وتتلمذ هناك على يد المصور الفرنسي كوتان، ثم على يد النحات الفرنسي انطونان مرسييه، وفي عام 1913، وشارك مختار في معرض صالون الفنانين الفرنسيين، فعرض تمثال عايدة والذي استوحاه من أوبرا عايدة للموسيقار الإيطالي فيردي، والتي وضع موسيقاها لحفل افتتاح قناة السويس زمن الخديوي إسماعيل، ليصبح أول عمل فني مصري يعرض في معارض مهمة لها وضعها في الحركة الفنية.

وخلال إقامته في فرنسا ثقلت موهبته وازدادت خبرته، وطُلب منه العودة إلى مصر ليصبح ناظرًا لمدرسة الفنون الجميلة العليا لكنه رفض المنصب، واستمر في باريس حيث عمل مديرًا لمتحف جريفين بباريس أثناء الحرب العالمية الأولى، فكان مصريًا صميمًا لم ينبهر بحضارة فرنسا، ولم تتغير طينته فكانت مصر تسكن داخله.

وكانت الحرب العالمية الأولى 1914-1918، فرقت الصحاب واضطر إلى العمل في مصانع الذخيرة يعمل عشر ساعات ليلا في إعداد القنايل وحمل الذخائر.

وساهم محمود مختار في إنشاء مدرسة الفنون الجميلة العليا وكما شارك في إيفاد البعثات الفنية للخارج، كما اشترك في عدة معارض خارجية بأعمال فنية لاقت نجاحا عظيما وأقام معرضا خاصا لأعماله في باريس عام 1930، وكان ذلك المعرض سببًا في التعريف بالمدرسة المصرية الحديثة في الفن.

ولم يكن مختار مجرد نحات عبقري بل مفكرًا يحس قضايا شعبه ويعبر بتماثيله عن رغباته وأحلامه، وكان ينفذ تماثيله بالخامة المناسبة للشكل والمضمون، فالمناجاة بالرخام الأبيض ووجه الفلاحة بالصلصال المصبوب برونزًا حتى تكتمل ملامس الصلابة والمشقة رغم الجمال المصري الأصيل، والحجر الصناعي لتمثال الخماسين حتى يوحي بهبوب العاصفة.

وأنجز معظم تماثيل الفلاحات بين عامي 1924 و1930 ومن أهمها (الخماسين) والفلاحة التي تمسك جرتها بيد واحدة وتنحني عليها كأنها تملؤها، وغيرها من الأعمال التي توحي بالحركة وتنفجر بالديناميكية.

تواصل الفنانة نرمين ماهر، تصوير مشاهد فيلمها السينمائي الجديد "الصفقة" مع الفنان أحمد التهامي داخل أحد المستشفيات. وحصل "الدستور" على عدد من صور كواليس الفيلم من مشهد حادث يتعرض له شقيق البطل وتنقذه ...

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل