المحتوى الرئيسى

لأنها امرأة.. مقص الرقابة الإيرانية يطال حكمة كرة قدم ألمانية!

05/09 23:06

"لقد كانت مباراة متعبة لسادة الرقابة في إيران"، هكذا كتبت مراسلة التلفزيون الألماني"ARD"، ناتالي أميري على حسابها الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وتقصد ناتالي بتغريدتها هذه مباراة كرة قدم برسم الدوري الألماني "البوندسليغا"، جمعت بين فريقي كولونيا وبايرن ميونيخ نهاية الأسبوع الماضي، وانتهت بفوز بطل ألمانيا بـ3-1.

وقادت الحكمة الألمانية يبيانا شتاينهاوس (39 عاما) اللقاء، بيد أن قناة إيرانية بثت اللقاء، كانت تعمد إلى نقل صور لملعب المباراة والجماهير بدلا من صور لحكمة اللقاء شتاينهاوس، إذ يبدو أن بعض المسؤولين في إيران لا يرغبون في أن ترى جماهير كرة القدم في هذا البلد، امرأة تقود مباريات الساحرة المستديرة.

وتُعد يبيانا شتاينهاوس أول حكمة تقود مباراة ضمن بطولات النخبة الأوروبية، إذ قادت في  العاشر من أيلول/سبتمبر 2017 مباراة برسم المرحلة الثالثة من الدوري الألماني لكرة القدم، بين فريقي هرتا برلين وفيردر بريمن (انتهت بالتعادل 1-1). ومنذ بداية الموسم الكروي الحالي تقود شتاينهاوس مباريات "البوندسليغا".

منع الإيرانيات من دخول الملاعب

وتمنع إيران منذ قرابة 40 سنة على النساء دخول ملاعب كرة القدم، غير أن الاتحاد الإيراني لكرة القدم أعلن، عقب زيارة قام بها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني سيرفع قريبا الحظر المفروض على النساء. كما أكد وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحمان فضلي، أنه سيتم تخفيف القيود المفروضة على دخول النساء لملاعب كرة القدم.

في المقابل، رفضت السلطات الدينية في إيران مقترح وزير الرياضة بتخصيص منصات عائلية في الملعب، للنساء من أجل مشاهدة مباريات كرة القدم.

وتؤكد بعض وسائل التواصل الاجتماعي أن بعض النساء في إيران ترتدين ملابس رجالية في محاولة لدخول ملاعب كرة القدم، إذ ألقي القبض مؤخرا على 35 امرأة متنكرة في زي الرجال في مباراة كروية بالدوري الإيراني.

قبل قيام الثورة الإسلامية في إيران لم يكن ارتداء الحجاب شائعاً، بل كنّ أغلب المحجبات يرتدين "تشادور"، والذي هو عبارة عن عباءة سوداء تغطيهن من قمة الرأس إلى أخمص القدمين. لكن بعض طالبات الجامعة اخترن ارتداء ربطة الرأس. بعد قيام الثورة تغير الوضع فشاع الحجاب الإسلامي في إيران ومنها انتشر إلى العالم العربي والإسلامي.

نهاية سبعينات ومطلع ثمانينات القرن العشرين إبان سنوات الحرب مع العراق، فرضت الأزمات الاقتصادية الخانقة صعوبات حياتية جمّة على الإيرانيين، ولم يعد أحد يفكر في الأناقة ومستلزماتها، وهكذا باتت الموضة ظاهرة كمالية يصفها الثوريون بأنّها "طاغوتية". آنذاك شاعت الجبة (مانتو) وربطة الرأس داكنة اللون وباتت إلزامية.

مع انتهاء الحرب أواخر ثمانينات القرن العشرين، تراجعت الأزمات الاقتصادية والسياسية، ما انعكس على ملابس الناس بشكل مباشر، لاسيما أن انتشار أجهزة عرض الفيديو وأشرطته أعاد الحياة إلى ذائقة المجتمع العصرية؛ فظهرت على الجبة ألوان تنوعت بين الخردلي والحشيشي والبنفسجي الداكن. لكن الأقمشة خشنة الملمس بقيت سائدة.

خلال الثمانينات كانت الجبة فضفاضة طويلة تصل إلى مفصل القدم. أزياء النساء في تلك الفترة مقارنة بمرحلة التسعينات كانت أشبه بالمعاطف، وما لبثت أن زحفت على أكتفاها البطانات الضخمة. وكانت الجبب تزرر حتى نهايتها، بحيث لا يظهر سوى طرف سروال فضفاض من تحتها.

مطلع الثمانينات كانت ربطة الرأس قاتمة اللون، وتربط حافتها بإحكام تحت الحنك بحيث تغطي الرقبة، لكن انفتاح الاستيراد في مطلع التسعينات، أغرق الأسواق بسراويل الجينز القادمة من آسيا فبات شائعاً تحت الجبة التي تحول تصميمها إلى شكل "خفاشي" كما يصفنه الإيرانيات.

شاعت خلال الثمانينات والتسعينات "المقنعة" وهي ربطة رأس مخاطة مقفلة ترتديها المرأة كما تظهر الصورة. شاعت المقنعة في البداية في المدارس الابتدائية حيث ترتديها البنات منذ سن السادسة، ثم باتت إلزامية في المدارس وعلى العاملات في المصانع ودوائر ومؤسسات الدولة، واللواتي لم يلتزمن بها يجري نقلهن إلى أماكن نائية لإجبارهن على الاستقالة.

بحلول منتصف التسعينات تقاصرت جبب النساء لتصل مستوى الركبة وباتت ضيقة تظهر استدارات الجسد، كما تغيرت خاماتها إلى أقمشة رقيقة، وتغيرت موديلاتها فباتت تكشف عن مساحات أكبر من ملابس المرأة ولم تعد معطفاً محكم الغلق. واختفت الجبة الخفاشية بألوانها المعتمة. كانت قوات السباه تطارد النساء في المدن وتمنع التطور الجديد.

منذ الألفية الثالثة باتت الجبب أقصر وأشد ضيقاً، وحلّ شال خفيف يلقى على الرأس بعفوية مقصودة محل ربطة الرأس والمقنعة. أكمام الجبة القصيرة اختلفت أيضا عن الجبة القديمة وكذلك ياقاتها فباتت أكثر انفتاحاً وتظهر جزءاً من عنق المرأة. وشاعت في طهران الجبب الكتانية ولم يعد للجبة الإسفنجية المعطفية وجود.

مع هذا الانفتاح بدأت الشرطة بالتشدد، وللالتفاف على إجراءاتهم التعسفية شاعت المعاطف الضيقة الطويلة الخالية من الأزرار التي مهما طالت تبقى كاشفة عن مساحة كبيرة من ملابس المرأة، وشاع تحتها ما يعرف ب "ليغنغ" أي السروال الملتصق بالجسد كما شاعت الأحذية الرياضية من الماركات الشهيرة. أما ربطات الراس فأضحت تكشف عن مقدمة ونهاية شعر المرأة بإصرارٍ شديدٍ رغم القيود.

منذ العقد الثاني من الألفية الثانية شاعت موضة "سابورت" وبات زيا لكل البنات، أما سروايل الفيزيون اللحمية فباتت زي الطهرانيات الثابت، وأمست الجبة مجرد عباءة عصرية بألوان أنيقة مفتوحة من كل الجهات، فيما استقر الشال كغطاء نهائي للشعر. مع كل ذلك تعاظمت كمية الماكياج الذي يضعنه الإيرانيات حتى نهاراً.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل