المحتوى الرئيسى

«حزب الله» و«إخوان تونس» يقلبان موازين القوى في الشرق الأوسط

05/09 13:06

«بان»: ضعف نسبة التصويت والقدرة على الحشد والتعبئة سبب تقدم التيارات الأيديولوجية

«حسن»: موقف حزب الله من إسرائيل ودوره في الدفاع عن الأراضي السورية واللبنانية أدى لزيادة شعبيته

«الزنط»: المال السياسي والدعم الإقليمي سبب تفوقهما

أثار تفوق التيار الشيعي المتمثل في حزب الله وحركة أمل في الانتخابات النيابية اللبنانية، وحزب النهضة في الانتخابات البلدية التونسية، الكثير من الجدل على الساحة الإقليمية والدولي، لاسيما وأن التوقعات كانت تشير إلى تراجع شعبية التيار الإسلامي سواء السني أو الشيعي على مستوى الوطن العربي بعد ثورات الربيع العربي.

ففي لبنان وصف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله  العام حسن نصر الله المدعوم من إيران تفوق حزب الله بـ«الانتصار الكبير» لخيار المقاومة في لبنان، واعتبر نصر الله النتائج بمثابة «انتصار سياسي ومعنوي كبير لخيار المقاومة الذي يحمي سيادة البلد»، معتبرا أن «تركيب المجلس النيابي الجديد يشكل ضمانة وقوة كبيرة لحماية هذا الخيار الإستراتيجي ولحماية المعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة».

أما سعد الحريري زعيم تيار المستقبل المدعوم من المملكة العربية السعودية،  فقد أقر بخسارة ثلث المقاعد التي يسيطر عليها تياره السياسي في البرلمان المنتهية ولايته.

وقال الحريري: «عملي هو تحقيق التوافق بين اللبنانيين. ولبنان لا يحكم إلا بجميع مكوناته السياسية. ومن يقول غير ذلك يضحك على نفسه، لذلك علينا أن نعمل مع بعضنا لبناء البلد فهو لم يعد يتحمل خلافات سياسية».

وفي أول رد فعل إسرائيلي على نتائج الانتخابات اللبنانية، دعا وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، عضو في مجلس الوزراء الأمني المصغر، إلى عدم التفريق بين "حزب الله" ولبنان في أي حرب مستقبلية، موضحا أن مكاسب الحزب في الانتخابات اللبنانية تظهر أنه لا فرق بين الدولة والحزب.

وفي تونس فاز حزب النهضة بقيادة راشد الغنوشي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، بالانتخابات البلدية، وقال القيادي في «النهضة» لطفي زيتون: «النهضة فاز في الانتخابات، متقدما على نداء تونس بفارق يصل خمسة في المائة، فوزنا هو تتويج لانفتاح النهضة وبحثها الخيار الديمقراطي والتوافق الذي عمل عليه رئيس الحركة راشد الغنوشي».

وقال الناطق باسم حركة «النهضة» عماد الخميري:«النهضة فازت.. المهم في هذه النتائج أن الحزبين الكبيرين النهضة ونداء تونس فازا، وهذا مهم بالنسبة للتوازن السياسي في البلاد».

 والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل هناك تداعيات سياسية لهذا التفوق السياسي لحزب الله وحركة النهضة على تيارات الإسلام السياسي في المنطقة العربية، وهل لهذه التطورات السياسية تأثير على الصراع السياسي في الشرق الأوسط، لاسيما بين كل من إيران وحزب الله وسوريا من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية من جهة أخرى؟.

يقول أحمد بان الخبير في شأن الجماعات الإسلامية، هناك عدة أسباب مشتركة أدت لتقدم كل من حركة النهضة في تونس وحزب الله في لبنان، منها ضعف نسبة التصويت أو المشاركة، وقدرة الأحزاب الأيديولوجية على التنظيم والحشد والتعبئة أعلى من الأحزاب الأخرى، فكلما كانت نسبة التصويت ضعيفة كلما كان ذلك في صالح الأحزاب الأيديولوجية، والعكس صحيح، كلما ارتفعت نسبة التصويت كان ذلك في صالح الأحزاب الأخرى، وبالتالي السبب الرئيسي في فوز حركة النهضة هو ضعف نسبة التصويت.

وأضاف «بان»، أن السبب الأخر في تقدم حركة النهضة هو ضعف وتراجع حزب نداء تونس المكون من عدة تكتلات سياسية، وهذا التراجع جعل حركة النهضة تستعيد تنظيم صفوفها والتفاعل مع الشارع التونسي من جديد من أجل كسب ثقته، وهو ما ظهر في هذه الانتخابات، مستبعدا وجود أي تأثير لتقدم كل من حزب الله وحركة النهضة في الانتخابات على باقي تيارات الإسلام السياسي في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن كل تجربة لها خصوصيتها.

وعن رد فعل إسرائيل تجاه تقدم حزب الله قال «بان»، أن إسرائيل دولة صهيونية عنصرية بغيضة تستعدي الجميع وتتآمر على الجميع ولا تريد مشاهد ديمقراطية في المنطقة ولا تريد لدولة المنطقة أن يكون قرارها السياسي قوي ومتماسك، هي تريد ترسيخ فكرة الطوائف والانقسام داخل المجتمع اللبناني، وبالتالي هي سواء فاز حزب الله أو غيره فهي لن ترضى.

ويقول السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، بالنسبة لتقديم حزب النهضة في تونس فهناك عدة اعتبارات، الاعتبار الأول هو أن التيار المدني يعاني من الانقسام والخلافات وبالتالي لا يوجد كتلة مدنية موحدة أو صلبة، الاعتبار الثاني يتمثل في عدم حدوث أي تحسن في الأوضاع الاقتصادية من جانب الحكومة التي يغلب عليها الطابع المدني، وعدم شعور المواطن الفقير أو البسيط بأي انجازات من جانب هذه الحكومة، الاعتبار الثالث أنه لم تظهر أي أفكار سياسية تنافس الأفكار التي يطرحها حزب النهضة، فلا يزال الفكر الغالب في العالم العربي هو الفكر الإسلامي، كل هذه الاعتبارات جعلت التيار الإسلامي متوغل في الفئات الشعبية وفي المناطق الريفية والمدن الصغيرة، وبالتالي استطاع تحسين موقعه في الانتخابات البلدي، مشيرا إلى أن وضع التيار الإسلامي وعلى رأسه جماعة الإخوان المسلمين مختلف من دولة عربية لأخرى، ففي تونس والمغرب والجزائر والأردن الإخوان المسلمين يشاركون في الحكم، ولهم تواجد في الكويت وسلطنة عمان والبحرين وقطر، وفي السودان النظام الحاكم من الإخوان.

وأضاف «حسن»، أن تفوق حزب الله النسبي في الانتخابات النيابية اللبنانية فيعود إلى عدة أسباب، منها الدور الذي تقوم به إيران للحفاظ على وحدة سوريا ومساعدة النظام السوري في عدم تقسيم سوريا، ومحاربة داعش وجبهة النصرة والجماعات الإرهابية الأخرى، ومشاركة حزب الله في هذا العمل، إلى جانب موقف حزب الله من إسرائيل، ودفاعه عن جنوب لبنان، ومواقفه الواضحة والمحددة سواء من إسرائيل أو من التدخل في سوريا كل ذلك زاد من شعبيته.

وأوضح عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن موقف إسرائيل مما يحدث في لبنان، وتهديدها لحزب الله غير مقبول على الإطلاق، مؤكدا على أنه ليس من حق إسرائيل، الدولة العنصرية المارقة، التي تمارس إرهاب الدولة ليل نهار ضد الفلسطينيين، التدخل في شئون الدول العربية، والتحدث عن حزب الله أو حزب الشيطان، وليس من حقها تصنيف أي كيان على أنه إرهابي، مشيرا إلى أن حزب الله لا يعتدي على إسرائيل، ولكنه يدافع عن جنوب لبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية، ولم يستبعد قيام إسرائيل بضرب حزب الله في سوريا مثلما فعلت مع إيران، لكنها لا تستطيع إقصاءه من المشهد السياسي اللبناني.

واستبعد«حسن»، قيام الولايات المتحدة الأمريكية بضرب إيران، لأن ضرب إيران ضد المصالح الأمريكية لعدة أسباب منها، أنه كلما قويت إيران عسكريا كلما تمسكت دول الخليج بالوجود الأمريكي لحمايتها مما يسمى بالخطر الإيراني، وكلما قويت إيران عسكريا كلما استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية ابتزاز دول الخليج بمبيعات أسلحة لا لزوم لها ولن تستخدمها في حربها ضد إيران، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية دائما تظهر إيران بأنها تمثل خطر على أمن الخليج، من أجل أن تستمر في سيطرتها على دول الخليج.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل