المحتوى الرئيسى

جابر سركيس يكتب: الدولة الوطنية

05/09 13:05

تواجه مصر خلال الفترة الأخيرة تحديات كبيرة تستهدف إعادة مصر إلى زاوية الخريطة، متقوقعة داخل حدودها، لا هى بالرجل المريض ولا هى بالرجل القوى، تمر الأحداث الجسام حولها وبالقرب من حدودها فلا تعير ذلك أدنى اهتمام خضوعاً تارة لتعليمات السيد الأمريكى وتارة أخرى للسيد النفطى، هذا الوضع المتردى الذى للأسف سيطر على الحالة السياسية فى مصر طوال أكثر من ثلاثين عاماً، ويريدون ويسعون بكل السبل إلى إعادتنا إلى هذا «الكورنر» أو هذه القوقعة الذى ترفضه جملة وتفصيلاً السياسة المصرية الحالية التى يقودها الرئيس السيسى الذى يسعى فى مواجهة من عملوا ويعملون على هدم الدولة إلى السير فى الطريق المعاكس لكل رغباتهم، وهو طريق بناء الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية الحديثة.

وكانت أول خطوة هى إعادة بناء الجيش المصرى تسليحاً وتدريباً، على ذات الأساس الذى هدفت إليه ثورة ٢٣ يوليو؛ إقامة جيش وطنى قوى، ونؤكد معاً على الصفتين؛ وطنى، أى لا يتبع لأى ولاءات حزبية أو دينية أو طائفية أو مذهبية ولكن الولاء الأول والرئيسى والأساس هو الولاء للوطن الذى إذا تحقق الحفاظ عليه من خلال هذا الجيش تحقق الأمن والاستقرار وحرية ممارسة العبادة لكل دين ولكل مذهب، وقوى سلاحاً وتدريباً وقد وصل بالفعل إلى مكانة جعلته العاشر على مستوى جيوش العالم.

علينا إذاً أن نحرص على هذه الدولة الوطنية بمفهومها الشامل، ثقافياً ودينياً واجتماعياً واقتصادياً، حتى تستعيد مصر دورها الحيوى الذى تفرضه عليها حقائق التاريخ والجغرافيا كما يقول صاحب شخصية مصر د. جمال حمدان الذى يؤكد فى كتابه أن مصر فى الفترات التى تتقوقع داخل حدودها يصيبها الضعف والتفكك وتكون مطمعاً لكل الدول، وحين تقوى وتفرض وجودها وتأثيرها على محيطها العربى والأفريقى يتحقق لها أمنها القومى وأمن عالمها العربى والأفريقى والإسلامى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل