المحتوى الرئيسى

انقسام في إيران ازاء الرد على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي

05/09 11:33

عنونت صحيفة "اعتماد" الاصلاحية الإيرانية الصادرة اليوم (الأربعاء التاسع من مايو/ أيار 2018) "الاتفاق النووي بدون مثير المتاعب" مستعيدة تغريدة للرئيس حسن روحاني قال فيها إن طهران "توصلت الى قناعة قبل عدة اشهر بان ترامب لن يلتزم بتعهداته الدولية" مضيفا أن "بقاء إيران ضمن الاتفاق النووي رهن بتحقيق مصالح الشعب" وان "الشعب الإيراني اصبح من الليلة اكثر تماسكا من ذي قبل".

 وتم توقيع الاتفاق في تموز/ يوليو 2015 في فيينا بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن وهي الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا، وذلك قبل انتخاب ترامب المعادي للاتفاق رئيسا.

 وأعلن ترامب الثلاثاء انسحاب بلاده من الاتفاق واعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران. واما صحيفة "افتاب" الاصلاحية فأشادت بـ"القرار المنطقي لطهران" بالاعتماد على الاوروبيين وروسيا والصين من اجل مواجهة قرار ترامب.

إرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

واذا كانت الصحف الاصلاحية استعادت خطاب روحاني الذي يأمل باستمرار الاتفاق النووي بمساعدة الاوروبيين وروسيا والصين فان الصحف المحافظة اعتمدت لهجة اكثر صرامة.

 وكتبت صحيفة "كيهان" المحافظة بان "ترامب مزّق الاتفاق النووي وآن الأوان لنقوم بحرقه" مستعيدة ما كان أعلنه المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي قبل بضعة أشهر. وكانت الصحيفة توجه انتقادات باستمرار للاتفاق النووي وسياسة التقارب التي ينتهجها روحاني ازاء الغرب.

 أما صحيفة "جوان" القريبة من الحرس الثوري فكتبت "إيران ستظل موحدة وستقاوم" مضيفة أنه "زمن الاتحاد وليس لوم الاخرين. انها فرصة للتجديد في إيران وشعارنا +الموت لاميركا+ لم يعد شعارا فالولايات المتحدة ماتت فعلا بالنسبة الينا".

 من جهتها، كتبت صحيفة "فرهيختكان" المحافظة على صفحتها الاولى "لا للاتفاق النووي بدون الولايات المتحدة" مؤكدة أن "أوروبا غير قادرة على الحفاظ على الاتفاق النووي".

 أما صحيفة "رسالات" فاستعادت في صحفتها الاولى تصريحات محمد جواد لاريجاني مسؤول الشؤون الدولية في السلطة القضائية الإيرانية الذي قال انه يجب عدم الاعتماد على الاوروبيين من اجل الحفاظ على الاتفاق "لان اوروبا اسوا من الولايات المتحدة عندما يتعلق الامر بالوفاء بالتزاماتها".

قبل أيام من اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقرار متوقع بشأن الاتفاق النووي مع إيران، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن حيازته لوثائق تثبت أن "إيران خدعت العالم بإنكار أنها كانت تسعى لإنتاج أسلحة نووية".

ردود الفعل الغربية على تصريحات نتنياهو جاءت متضاربة، فقد تحفظ الأوروبيون إلى حد كبير في مواقفهم مؤكدين على أهمية الاتفاق مع طهران، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية أن الوثائق التي كُشف عنها "حقيقية".

بدأت قصة البرنامج النووي الإيراني في خمسينات القرن الماضي في إطار برنامج الرئيس الأمريكي آيزنهاور "الذرة من أجل السلام". وفي عام 1967 تم التوقيع على اتفاقية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة وإيران لتوريد اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم. وفي العام نفسه تأسس مركز طهران للبحوث النووية بدعم أمريكي.

في الأول من يونيو/ حزيران عام 1968 وقعت إيران على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.

في السبعينات أعلن شاه إيران محمد رضا بهلوي عن خططه لبناء 23 مفاعلاً نووياً حتى نهاية التسعينات، معللاً ذلك بالتهيؤ لفترة ما بعد النفط، ومؤكداً أن بلاده لا تسعى لبناء أسلحة نووية، ولكنه أضاف "في حال بدأت دول صغيرة في المنطقة ببناء ترسانة نووية، فستعيد إيران النظر في سياستها."

في عام 1975 كرافت فيرك أونيون التابعة لشركة سيمنز الألمانية العملاقة توقع اتفاقية مع إيران لبناء مفاعل بوشهر النووي. وفي 1977 وافقت الحكومة الألمانية لكرافت فيرك أونيون على بناء 4 مفاعلات إضافية في إيران.

1979 اندلعت الثورة الإسلامية في إيران والتي أزاحت نظام الشاه الحليف الغربي والمدعوم تحديدا من الولايات المتحدة، ما شكل منعطفاً في التعاطي الغربي مع الطموح النووي الإيراني. الولايات المتحدة أوقفت إمداداتها من اليورانيوم المخصب لإيران. أما كرافت فيرك أونيون الألمانية فعلقت أعمال بناء مفاعلي بوشهر قبل إتمامها.

بعد انقطاع الدعم الغربي للبرنامج النووي الإيراني، بدأ في مطلع التسعينات تعاون إيراني روسي توج بتأسيس منظمة بحثية مشتركة مع إيران باسم "برسيبوليس" وأمدت روسيا إيران على زمن الرئيس بوريس يلتسن بخبراء الطاقة النووية الروسية، والمعلومات التقنية. وفي منتصف التسعينات تم توقيع اتفاق روسي إيراني لاستكمال العمل في مفاعل بوشهر غير المنتهي.

بدأت المخاوف الدولية إزاء البرنامج النووي الإيراني في مطلع الألفية الثالثة عند حصول الولايات المتحدة الأمريكية على معلومات من مصادر من المعارضة الإيرانية مفادها قيام إيران ببناء مفاعل لإنتاج الماء الثقيل في مدينة آراك، وهو نوع من المفاعلات يمكنه إنتاج مادة البلوتونيوم اللازمة لإنتاج السلاح النووي.

مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الأمنية والسياسية خافيير سولانا قام بزيارة إلى طهران وأعلن أن إيران ستسمع "أخبارا سيئة" إذا لم توقع على البروتوكول الإضافي الخاص بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، والسماح الفوري بتفتيش المنشآت النووية الإيرانية "دون قيد أو شرط".

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصدر قراراً في سبتمبر 2003 يلزم إيران بـ"الوقف الفوري الكامل" لكافة نشاطاتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، وبتوقيع البروتوكول الإضافي.

لكن إيران لم تستجب للضغوط واستأنفت تخصيب اليورانيوم معلنة في أبريل/نيسان 2006 النجاح في عمليات التخصيب بنسبة 3.5% الصالحة لأغراض سلمية، والبعيدة عن الأغراض العسكرية التي تتطلب نسبة تخصيب تزيد على 90%.

رد فعل مجلس الأمن الدولي جاء سريعاً حيث أصدر في ديسمبر 2006 قراره رقم 1737 الذي يمنع أي دولة من تسليم إيران أو بيعها أي معدات أو تجهيزات أو تكنولوجيا يمكن أن تساعدها في نشاطات نووية وبالستية، بالإضافة إلى تجميد أصول عشر شركات و12 شخصا لهم علاقة بالبرامج.

بعد سنوات طويلة من المفاوضات الماراثونية ومبادرات عدة، توصلت طهران في 2 أبريل 2015 مع الدول الست الكبرى في مدينة لوزان السويسرية إلى "اتفاق إطار" يقود إلى حل نهائي لملف البرنامج النووي الإيراني. الإتفاق نص على تخلي إيران عن أجزاء من خطتها النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. ودخل حيز التنفيذ في 15 يناير 2016. إعداد: ميسون ملحم

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل