المحتوى الرئيسى

قبل تحديد مصيره.. 6 أسئلة تكشف غموض الاتفاق النووي الإيراني

05/09 02:01

يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن يتخذ قرارًا هاما، منذ أن تولى منصبه في يناير 2017، حيث من المقرر أن يلقي خطابًا اليوم الثلاثاء لتحديد مصير الاتفاق النووي الإيراني.

القرار يضع العديد من الرهانات على المحك، فإذا لم يقرر ترامب الانسحاب من الاتفاق، ستضمن الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون عدم حصول إيران على أسلحة نووية، حتى العقد القادم على الأقل.

وفي حال قرر الانسحاب من الاتفاق النووي، لا يمكن أن يتوقع أحد رد الفعل الإيراني، الذي قد يصل إلى البدء في بناء مفاعلات نووية.

الاتفاق النووي الإيراني كان مبهمًا للكثيرين، وهو ما دفع مجلة "فوكس" الأمريكية إلى إجابة عدد من الأسئلة التي تدور في ذهن البعض:

1- ما الذي تنص عليه الاتفاقية النووية الإيرانية؟

ببساطة، وضعت الاتفاقية النووية الإيرانية، المعروفة بـ"خطة العمل المشتركة الشاملة"، قيودًا أمام خطط إيران للحصول على أسلحة نووية لمدة عقد من الزمان على الأقل.

ففي الرابع عشر من يوليو عام 2015، وافقت كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي، على رفع العقوبات الاقتصادية الموقعة على إيران.

وفي المقابل، وافقت طهران على اتخاذ عدد من الخطوات لكبح برنامجها النووي، ووضع حدود له بحيث لا تتعدى المعدلات الآمنة، بالإضافة إلى السماح لمفتشي وكالة الطاقة الذرية بمراقبة عدد من منشآتها النووية.

اقرأ المزيد: ماذا سيحدث إذا انسحب ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران؟

وفي إطار الاتفاقية، تخلت إيران عن نحو 15 ألف جهاز طرد مركزي، من إجمالي 20 ألفا كانت تمتلكها، واحتفظت فقط بـ300 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب، بنسبة تخصيب لا تتعدى 3.67%.

كما استبدلت بمصنع البلوتونيوم في مدينة "آراك" آخر لا يمكنه إنتاج البلوتونيوم المستخدم في إنتاج القنابل النووية.

وهو ما يعني أنه قبل الاتفاق كان من الممكن أن تقوم إيران بصنع قنبلة نووية في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر، إذا قررت ذلك، لكن بعد الاتفاق، سوف يستغرق الأمر نحو سنة لصنع هذا السلاح.

لكن هناك ما قد يعتبره البعض مشاكل في الاتفاقية، حيث تضم ما يسمى بـ"بنود الغروب" والتي تنص على رفع القيود المفروضة على أجهزة الطرد المركزي الإيرانية بعد 10 سنوات، وحدود تخصيب اليورانيوم بعد مرور خمس سنوات على ذلك.

ويعتقد بعض معارضي الاتفاقية، بما في ذلك ترامب، أنه من المحتمل أن تعود إيران إلى مسارها النووي، بحلول منتصف العقد الثاني من الألفية، لكن سيكون للمراقبين الحق في زيارة المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما يعني أنه سيتم كشف إيران إذا ما حاولت إنتاج قنبلة نووية.

2- لماذا تريد إيران سلاحًا نوويًا؟

رسميًا، تنكر إيران سعيها إلى صنع سلاح نووي، حيث قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في 22 إبريل الماضي على شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية "إننا لم نرغب أبدًا في إنتاج قنبلة".

من جانبها، "فوكس" تشكك في تصريحات ظريف، اعتمادًا على الادعاءات التي ساقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من آلاف الوثائق الإيرانية، التي تم الحصول عليها في هجوم استخباراتي، والتي تقول إن إيران كانت في طريقها إلى إنتاج سلاح نووي.

ووضعت المجلة الأمريكية سببين رئيسيين وراء رغبة إيران في امتلاك سلاح نووي، ويتمثلان في أغراض دفاعية وأغراض هجومية.

بالنسبة للدفاع، تهددت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل باستمرار، بقصف إيران، ويعد الجيش الإيراني قويا نسبيًا، لكنه من المحتمل أن يخسر في حرب مع واشنطن أو تل أبيب، لكن امتلاك الأسلحة النووية قد يساعد إيران على ردع أي خطط أمريكية وإسرائيلية لمهاجمتها.

اقرأ المزيد: «طهران تعمل على صنع قنبلة».. ما لم يقله نتنياهو عن برنامج إيران النووي

وأضافت أن امتلاك القنابل النووية من شأنه أن يمنح طهران المرونة لزيادة تأثيرها في الشرق الأوسط، وبفضل تلك الأسلحة، يمكن لإيران أن تدعم بشار الأسد بشجاعة أكبر في سوريا، بالإضافة لحزب الله وحماس، كما سيدعم الحصول على قنابل نووية إيران في مواجهتها للسعودية بقوة أكبر.

كل هذه الأسباب أثارت قلق الرؤساء الأمريكيين من حصول إيران على قنبلة نووية، وهو ما دفع الرئيس السابق باراك أوباما إلى الاعتقاد بأن التوصل إلى اتفاق مع إيران هو أفضل طريقة لمنع حدوث ذلك.

3- لماذا وقعت الولايات المتحدة على الاتفاقية النووية الإيرانية؟

المجلة الأمريكية قالت إنه فيما يتعلق بإيران والأسلحة النووية، كان لأوباما موقفان واضحان جدا، الأول ما قاله أوباما قبل أشهر من توقيع الاتفاقية النووية، إن "هدفي، عندما توليت منصبي، هو التأكد من أن إيران لم تحصل على سلاح نووي، وبالتالي إطلاق سباق تسلح نووي في أكثر أجزاء العالم اضطرابًا".

والثاني بعد توقيع الاتفاقية بيوم، قال أوباما في البيت الأبيض إن "هناك خيارين فقط هنا، إما أن يتم التوصل إلى حل دبلوماسي لأسلحة إيران النووية عبر المفاوضات، أو حلها من خلال القوة، والحرب".

باختصار كانت استراتيجية أوباما لمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية، هو إما التوصل إلى صفقة وإما ضربها بالقنابل.

الحرب مع إيران، بالطبع، ستكون لها عواقب وخيمة، حيث ستحتاج الولايات المتحدة إلى "تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية، بما في ذلك المقاتلات وصواريخ أرض جو، لضمان وصول القنابل الأمريكية لأهدافها ومنع إيران من إلحاق أضرار جسيمة".

كما ستحتاج الولايات المتحدة إلى تكرار الهجوم على العديد من الأهداف الإيرانية، بما في ذلك منشآت إنتاج الطاقة النووية، وأجهزة الطرد المركزي.

لكن شكك عدد من الخبراء في كفاية الضربات الجوية لإنهاء برنامج إيران النووي، وحينها سيزداد الأمر سوءًا، حيث خلص خبراء في مركز ويلسون للأبحاث، إلى أنه حتى لو قام الجيش الأمريكي بهجمات دقيقة للغاية، فإن السيناريو الأفضل لن يؤدي إلا إلى تأخير حصول إيران على السلاح النووي، لمدة أربع سنوات فقط.

اقرأ المزيد: بدلا من الانسحاب من الاتفاق النووي.. 4 خطوات يجب على ترامب اتخاذها

كل ذلك يبدو سيئًا، وربما يفسر ذلك لماذا قال أوباما إن الدبلوماسية أثبتت أنها خيار أفضل من الحرب، لمنع إيران من الحصول على القنبلة النووية، لكن ترامب يعتقد أن مناورة أوباما الدبلوماسية فشلت.

4- لماذا يريد ترامب الانسحاب من الاتفافية النووية الإيرانية؟

ينتقد ترامب الاتفاقية النووية الإيرانية منذ الأيام الأولى لبداية حملته الانتخابية، حيث وصفها بأنها "أسوأ اتفاق على الإطلاق" و"واحدة من أسوأ الصفقات التي وقعتها الولايات المتحدة وأكثرها انحيازًا".

المجلة الأمريكية حددت ثلاثة أسباب رئيسية وراء هذا الهجوم:

أولًا: يقول ترامب إن إيران تنتهك "روح" الاتفاقية، وذلك لأن إيران ما زالت تواصل أعمالها ضد مصالح أمريكا في الشرق الأوسط، وما زالت إيران عدوا للولايات المتحدة، وفشل أوباما في معالجة ذلك.

لكن اعتراض ترامب ليس صحيحًا، حيث يقول لي إرنست مونيز، وزير الطاقة في إدارة أوباما وكبير المفاوضين في الاتفاقية النووية الإيرانية، في أغسطس الماضي، إنه "يمكنك أن تقول إنها اتفاقية مروعة لأنها لا تشمل حزب الله، وسوريا، واليمن، والصواريخ الإيرانية، وحقوق الإنسان، لكن هذا ليس ما تدور حوله الاتفاقية".

فعلى سبيل المثال، لا تمنع الاتفاقية الإيرانية إيران من اختبار الصواريخ، حيث إن هناك قرارا منفصلا تماما لمجلس الأمن الدولي، حول الصواريخ الباليستية الإيرانية، وربما تكون إيران قد انتهكت روح قرار الأمم المتحدة، لكن لا علاقة للاتفاقية بالصواريخ.

ثانيا: انتقد ترامب رفع بعض القيود الخاصة بالاتفاقية، مثل القيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم واستخدام أجهزة الطرد المركزي، بعد فترة، حيث يفضل ترامب فرض تلك القيود إلى أجل غير مسمى، حتى يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

كل ذلك يؤدي إلى السبب الثالث، وهو أن ترامب يعتقد أنه يستطيع التوصل إلى اتفاقية أفضل، حيث أشار إلى رغبته في تحسين بعض أجزاء الاتفاقية النووية الإيرانية.

وصرح ترامب في يناير الماضي: "لقد حددت مسارين محتملين، إما إصلاح العيوب الكارثية للاتفاقية، أو انسحاب الولايات المتحدة منها".

ويرغب ترامب في كبح اختبارات الصواريخ الإيرانية، والسماح بمزيد من عمليات التفتيش للمرافق النووية الإيرانية، وإزالة القيود الزمنية المفروضة على القيود المتعلقة باليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي.

5- هل خالفت إيران بنود الاتفاقية النووية؟

وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تواصل إيران الامتثال لكل بنود الاتفاق النووي، حيث قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، في 5 مارس الماضي: "حتى اليوم، يمكنني القول إن إيران تنفذ التزاماتها المتعلقة بالاتفاق النووي".

اقرأ المزيد: كيف يهدد انسحاب ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران المحادثات مع كوريا الشمالية؟

المجلة الأمريكية أشارت إلى أن إيران لم تقترب من امتلاك سلاح نووي، أكثر مما كانت عليه عندما وقعت على الاتفاقية في عام 2015.

لكن إيران انتهكت بعض الشروط الفنية للاتفاقية خلال السنوات الماضية، فعلى سبيل المثال، تجاوزت إيران في عام 2016، الكمية المتفق عليها من الماء الثقيل في المفاعلات النووية، مرتين، لكن إيران أبلغت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ثم أغلقت المفاعل على الفور.

ولكن حتى الآن، لا تزال إيران لا تستطيع الحصول على سلاح نووي في أي وقت قريب، أو بعبارة أخرى، ما زالت الاتفاقية النووية الإيرانية تقوم بعملها حتى الآن.

6- ماذا سيحدث إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية الإيرانية؟

أول شيء يمكن أن يحدث هو أن تعيد الولايات المتحدة فرض العقوبات التي رفعتها عن برنامج إيران النووي، وربما تتخذ إجراءات انتقامية أخرى.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل