المحتوى الرئيسى

زين ربيع شحاتة يكتب: قمع الجماعات المتطرفة ثقافيًا

05/08 20:40

تعرضت مصر إلى موجـــة من الأفكــــار والمعتقدات الهدامــة التى كــــادت أن تعصف بالأخضر واليابس فى البـــلاد ، والتى هدفت قـــوى الشـــر فى الداخل إلى زعــزعـــة ثقـــة المواطن فى ذاته وقدراته والنيــل من دوره كمواطن صالح يــــدور فى فلك المجتمع وتشويه أفكــــار الشباب عمـــاد الأمـــــة بغرض السيطرة عليهم وجذبهم إلى الخلف طمعًا فى إسقاط دولة لا يضمر شعبها وجيشها ســـوي السلام والمحبة لشعوب الأرض كافة ، فلم يذكر التاريخ أن الجيش المصرى كان معاديًا بل كان دائمًا وأبدًا مدافعًا ، ولكن طبيعة الحياة البشرية منذ فجر التاريخ إلى الآن لا تخلو من الحروب والصراعات مهما أفـــرط البعض فى الحديث عن الحلول السياسية فالحرب كما يراها مؤسس علم الجغرافيا الإستراتيجية " كلوزفيتز" أنها إمتداد للسياسة بوسائل مختلفة ، لأن كلاهما له نفس الهدف الممثل فى تغليب إرادة دولة أو جماعة على الأخرى ، وهذا ما يمكننا ملاحظته دائمًا فالدول التى تترأس طاولة المفاوضات السياسية هى نفسها التى تستعرض قوتها العسكرية من خلال المناورات التدريبية و هى نفسها من تقود سباق التسلح ، وقد عمدت هذه الدول إلى استخدام الجماعات الدينية كسلاح لا يقل أثره التدميرى عن سلاح البارود ، فالسلاح يستهدف البدن و الفكر يستهدف العقل أى يستهدف جزء من الجسد لا تستطيع الأسلحة التقليدية الوصول إليه ، ويؤكد ذلك قول " جورج جوبال " (أن إنفاق 5 بلايين دولار لإنتاج الدبابات والمدافع والبوارج لن تضمن لنا التفوق التى يكفلها إنفاق المبلغ ذاته على الحرب الإيدولوجية ) وهذا ما يفسر لنا سر تقدم وسائل الإعلام والإتصالات بالتوازى مع تقدم وتطور تكنولوجيا الأسلحة ، حيث تبدأ حروبهم بنشر شعارات وطنية ودينية لها من العمق فى نفوس الشعب ما يساعد هؤلاء فى عملية إقناع منظمة للمواطن ودفعه لأن يفكر وأن يسلك طرق بعينها ، وصولًا إلى دعوته للتضحية بحياته فى سبيل هذه الشعارات .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل