المحتوى الرئيسى

تطور الرقص الشرقي من رقي الاستعراض إلى ضحالة الابتذال | الصباح العربي

05/08 00:28

البعض يبكي عندما لا يرقص على نفس إيقاع  البشرية، هو اللغة الأولى التي عرفها الإنسان، فالحركة اللاإرادية التي يقوم بها الفرد فور الاستماع إلى موسيقى ما، هي ذاتها اللغة الحسية التي تُترجم لحظة تناغم بين الروح و الجسد، ثقافة احتفالية سواء بالسعادة، بالشجن، بالحزن، لا يقتصر "الرقص" على التعبير عن البهجة فقط، بل هو الانتفاضة الحقيقية الثائرة في وجه المشاعر الدفينة.

وكان العالم قد احتفل باليوم العالمي للرقص أواخر إبريل، بينما تمكنت السينما المصرية من توثيق أهم أساطير الرقص الشرقي ممن سطروا التاريخ، لتمر الأعوام، و مع الأسف فإن الفن الروحي سُرق منه أصالته، و من رُقي الاستعراض، ذهب إلى ضحالة الابتذال.

"شفيقة القبطية" 1851 : 1926

باتت أشهر راقصة عرفتها مصر، عرفت بالتزامها الديني وترددها على كنيسة سانت تريزا بحي شبرا بمدينة القاهرة؛ وذلك كان في بداية حياتها، حتى أدركت أنها تتقن فن الرقص الشرقي في أحد الأفراح، فاستطاعت الهرب من بيت أهلها في عُمر 12 عاماً لتحترف هذه المهنة.

"بديعة مصابني" 1892 : 1974

راقصة وممثلة لبنانية سورية، عاشت فترة من حياتها في مصر، وكانت شهرتها في الأربعينيات من القرن الماضي، أسست فرقة خاصة بها للرقص والتمثيل المسرحي، تزوجت من "نجيب الريحاني"، و شاركت في اكتشاف العديد من كبار نجوم الفن.

تمتعت "مصابني" بجمال لافت، أطلقت موضة خاصة بها في الأزياء الاستعراضية، و تميّز رقصها بالأنوثة الطاغية.

" ببا عز الدين" 1916 : 1952

اشتهرت في الأربعينيات، و نافست "بديعة مصابني" بعد الانضمام إلى فرقتها، تزوجت من ألفريد أنطوان عيسى، و شاركت في أفلام قليلة.

افتتحت صالة باسمها في شارع عماد الدين، وامتلكت كازينو الأوبرا الاستعراضي الذي كانت تملكه بديعة مصابني، واجتذبت العديد من الأثرياء الذين جاءوا للتقرب إليها.

"تحية كاريوكا" 1919 : 1999

بعد انضمامها لفرقة بديعة مصابني، كان للعام 1940 دورًا هائلًا في جعلها واحدة من أبرز راقصات السينما المصرية، حيث قدّمت رقصة الكاريوكا العالمية في أحد عروض الفرقة لتلازم اسمها منذ ذلك الحين.

و شاركت كاريوكا في أكثر من 100 فيلم، بالإضافة إلى المسلسلات، و المسرحيات، إلا أنها قررت تطوير نهج مصابني الأنوثي في الرقص، و ترتقي من حيث الأسلوب، لتطلق مدرستها الخاصة في الاستعراض، و تظل واحدة من أجمل الراقصات في العالم.

"سامية جمال" 1924 : 1994

خريجة أخرى لفرقة بديعة مصابني، انضمت إلى السينما عام 1943، و قدّمت العددي من الأفلام التي شهدت سحر رقصاتها، و عنصر الإبهار و العصرية التي قدّمته.

و استطاعت سامية جمال أن ترسم طريقًا خاصًا لها، لتبتعد عن كاريوكا، و تمزج الرقص الشرقي، بالعديد من الخطوات الغربية، معتمدة على الإيقاع الموسيقي الذي ساعدها في ترجمة إحساسها الخاص، كما تعتبر أبرز من عبّرت عن مشاعر الحزن في استعراضاتها المختلفة.

"هاجر حمدي" 1924 : 2008

لمعت في سينما الأربعينيات، لتكون رائدة في عالم الإغراء الراقي، و تشارك في الكثير من الأفلام المصرية.

تزوجت من الفنان كمال الشناوي، و استطاعت أن تجمع بين الرقص الشرقي الأصيل، و الغربي العصري كل على حدة، في استعراضاتها.

من أصل يوناني، ولدت في الإسكندرية، وتزوجت من المخرج حسن الصيفي، وأقامت بحي شبرا في القاهرة.

استطاعت أن تترك بصمة واضحة لها في السينما المصرية، ببراعة رقصها، و تمكنها الرائع في حركاتها التي اختلفت عن كل نجمات الرقص الشرقي في مصر، لمع نجمها في الخمسينيات من القرن الماضي، و شاركت في أكثر من 60 فيلمًا.

نيللي مظلوم 1929 : 2003

أصلها يوناني، عانت منذ صغرها من مرض "شلل الأطفال"، وعالجها طبيب يوناني مشهور وزوجته راقصة الباليه، التي تبنتها فنيا بعد شفائها تماما في عمر الخامسة، ولُقبت بعدها في وسائل الإعلام بالطفلة المعجزة.

أصبحت مصممة رقصات دار الأوبرا عام 1948، و حصلت على ليسانس الآداب عام 1964.

كانت رمزًا للرُقي الفني، و اللباقة، التي لمسها الجمهور في كل أعمالها السينمائية.

"نعيمة عاكف" 1929 : 1966

فريدة في كل تفاصيل حياتها، علّمت نفسها بنفسها، و طوّرت من أدائها على مر السنوات، ورغم العمر الفني القصير، إلا أنها تمكنت من جذب الأنظار إليها، علمًا بأنها واحدة من فرقة الأسطى "بديعة مصابني".

و كانت نعيمة عاكف أشهر من رقص على أنغام موسيقار الأجيال "محمد عبدالوهاب"، لتُجسّد شخصية استعراضية استثنائية، تخطت حواجز المرض، الفراق، و تعيش ذكراها على مر الأجيال.

"زينات علوي" 1930 : 1988

"راقصة الهوانم" كما أطلق عليها الفنانة تحية كاريوكا، نظرًا لأناقة رقصها دون ابتذال، و تفردها بالرقص للأمراء والملوك.

على الرغم من شهرتها وجمالها، الذي حاول الكثير الوصول إليه، إلا أنها ابتعدت عن الارتباط والتعامل مع الرجال، فلم تتزوج إلا مرةً واحدةً من  الصحفي محب مانع، صاحب مجلة «أخبار النجوم» لكنها لم تنجب.

"نعمت مختار" 1932 : 1989

"المرأة التي غلبت الشيطان" راقصة من الطراز الرفيع، شاركت في العشرات من الأفلام المصرية، ظهرت بشخصية ابنة البلد، و الهانم في آن واحد.

امتاز رقصها بمزيج هائل من فنون عدة، حيث اعتادت أن تفخر بمرونتها، و رشاقتها، في ظل الكاريزما التي تمتعت بها.

إلى أن جاءت محظة إنتاج فيلمها الخاص "المرأة التي غلبت الشيطان"، و فيه تعقد تحالفًا شريرًا مع الشيطان، إلا أنها تتغلب عليه و تتوجه إلى الله بتوبة نصوحة، لتكتب شهادة اعتزالها النهائي تأثرًا به.

"نادية جمال" 1937 : 1990

"ماريا كاريداس" بدأت الرقص وهي في سن الـ15 من عمرها، اكتشفها الفنان فريد الأطرش. وعملت في عروض الرقص بملاهي القاهرة.

ظهرت في العديد من الأفلام المصرية، اللبنانية، و الهندية، حيث سرقت الأنظار في أروع أعمال بوليوود الشهيرة أمام النجم الراحل "شامي كابور".

أسست شركة إنتاج سينمائية وقامت بإنتاج العديد من الأفلام التي قامت ببطولتها، و أعلنت اعتزالها الرقص عام 1998.

لكن في الفترة التي احترفت فيها الرقص، قدّمت نجوى فؤاد أرشيفًا مميزًا من الفن الاستعراضي الحافل الذي يسلّط الضوء على قدراتها في التطوّر على عدة مراحل، لتمر بالحقبة تلو الأخرى، تواكب العصر بتفتح على الحضارات، و مخاطبة الجمهور بلغة الجسد باستعراض مميز.

مرحلة مرت، و بدأت أخرى بالمفاهيم الجديدة للفن الاستعراضي، في محاولة منهم لمواكبة ما قدّمه أساطير و عملاقة الرقص الشرقي.

الراقصة الوحيدة التي واتتها الجرأة لترقص على أنغام كوكب الشرق "أم كلثوم"، بل إن الأخيرة سمحت لها بذلك عقب رؤيتها رقصها الانسيابي الأخاذ.

وشاركت في أكثر من خمسين فيلما كراقصة وممثلة، رقصت في حفلات زفاف جميع أبناء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما رقصت أمام الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة.

كما رقصت في حضور شاه إيران السابق. كما زارت موسكو بدعوة من الجنرال جريتشكو وزير الدفاع السوفيتى إبان حكم الرئيس بريجينيف.

الراقصة التي حوّلت الفن الاستعراضي إلى مفهوم القوة الأنثوية في العالم العربي، لتخرج من حالة الخمول الذي أصاب الفن الجميل في السينما، عقب اعتزال الكبار.

شاركت في العشرات من الأفلام المصرية، و تميّزت بتمثيلها في المسلسلات الدرامية.

لازال فيفي عبده ترقص من آن لآخر، مؤكدة أن ذلك الفن يجري بشرايينها، حيث ينبض قلبها حبًا أبديًا له.

حافظت على موقعها في المقدمة رغم زحام الراقصات اللبنانيات، والروسيات وقلة من المصريات في مصر.

و شاركت دينا في العديد من الأفلام، و المسرحيات التي قامت فيها بالرقص.

بدأت حياتها كراقصة شرقية، و من ثم انطلقت إلى عالم التمثيل، تاركة الفن الاستعراضي.

و من هنا كانت المحظة الأخيرة للأسف في فن الرقص، الذي عرفه الفراعنة، و تطوّر على مر السنين، تاركين إرثًا ثقافيًا عريقًا، دخل إلى قلوب الجماهير، و عرف من خلاله الطريق نحوا العالمية.

لتبدأ مرحلة أخرى من الابتذال، و الاعتماد على العري الثقافي في التمايل على أصوات المهرجانات، و البعد عن كل أصول الفن.

صوفينار جوريان راقصة أرمينية روسية، ولدت في يوم 20 ديسمبر 1983 في الإتحاد السوفييتي، تصدّرت محركات البحث، خرجت عن كل ما هو مألوف في أعراف الرقص القديم.

من مواليد أوكرانيا 11 يونيو عام 1985، عشقت الرقص واهتمت به منذ طفولتها، كما درست في مدرسة متخصصة بالفنون اليدوية.

نجحت في لفت الانتباه منذ طرح أغنية "آه لو لعبت يا زهر"، للفنان أحمد شيبه، لترافق مخيلة الجماهير في العمل الغنائي المنتشر على الصعيد المصري، و العربي.

روسية الجنسية جاءت لمصر لتسير على درب كوشنير وصافيناز، ظهرت كموديل فى كليب  "بتنادينى" مع المطرب الشعبى سعد الصغير و الذى أعاد تقديمها بلحن مختلف يتناسب مع طريقته فى الغناء.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل