المحتوى الرئيسى

وداعاً «محيى الدين».. آخر فرسان «الضباط الأحرار» | المصري اليوم

05/07 03:46

بعد مسيرة ممتدة وحافلة بالعمل السياسى والنضالى والوطنى، تُوفى خالد محيى الدين، زعيم اليسار، آخر «فرسان الضباط الأحرار»، الأحد، عن عمر يناهز 96 عاماً، أثناء تلقيه العلاج فى مستشفى المعادى العسكرى.

ونعى مجلس النواب «محيى الدين»، وقال الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، خلال الجلسة العامة، الأحد: «ننعى قامة عظيمة من قامات الوطن، عضو مجلس قيادة الثورة، عضو مجلس الشعب السابق، الدكتور خالد محيى الدين، رئيس حزب التجمع الأسبق».

وقال النائب سعد الجمال إن «محيى الدين» قامة تمثل أسمى معانى الوطنية، مشيداً بدوره فى مجلس قيادة ثورة يوليو، بقيادة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، موضحاً أنه تعرف على دوره ومكانته عندما شغل منصب نائب مدير أمن القليوبية.

وأشار النائب مصطفى بكرى إلى أنه تعرف عليه عام 1976، عندما ساعده فى تأسيس «منبر اليسار»، رغم كونه شاباً، موضحاً أن «محيى الدين» كان يدرك المخاطر التى تُحاك للوطن، وكان دائماً يقول إن السياسى هو مَن يدخل قلوب الناس، ويتبنى مطالب البشر، ولفت النائب مصطفى كمال الدين حسين إلى أنه كان صديقاً لوالده، مؤكداً أنه كان قامة وقيمة وطنية تفتخر بها مصر.

وقال المستشار عمر مروان، وزير شؤون مجلس النواب، إن «محيى الدين» أثرى العمل الوطنى فى كل المجالات التى شارك فيها، وكان مخلصاً لمبادئه ونصيراً للدولة ومسانداً لفقراء الشعب، وكان عند ثقة المصريين، ومناضلاً رائعاً، مشيراً إلى أن تاريخه سيظل نبراساً لكل محب لوطنه.

وقال النائب كمال أحمد إن «محيى الدين» كان مناضلاً وطنياً رائعاً، سطّر جزءاً مهماً فى تاريخ الوطن، وخطط ونفذ وقاد ثورة يوليو مع رفاقه.

وقال ضياء الدين داوود: «غادرنا أحد فرسان مصر، وهو من أوائل مَن خرجوا فى فجر 23 يوليو، وكان الراحل قامة كبيرة، ولسنا بقامته، وعلينا أن نعير بعض الاهتمام لهؤلاء الذين أثروا فى حياتنا كل هذا التأثير العظيم.

ويودع الآلاف من المصريين، اليوم، جثمان «محيى الدين»، بينما سيطرت حالة من الحزن على الأهالى وأفراد عائلة «الزعيم» الراحل بمدينة كفر شكر بالقليوبية، ومن المنتظر تشييع جنازته عسكرياً، صباح اليوم، من مسجد المشير بالتجمع.

وقال «أمين»، نجل الفقيد، إن رئاسة الجمهورية أبلغته بتنظيم جنازة عسكرية لوالده من مسجد المشير، وإنه يجرى الترتيب لإقامة عزاء رسمى، فى القاهرة، وبعده عزاء آخر فى «كفر شكر»، لم يتم تحديد ميعاده بعد.

وقال محمد صلاح، رئيس مجلس مدينة كفر شكر، إن اللواء محمود عشماوى، محافظ القليوبية، أمر بالاستعداد لتشييع جثمان الفقيد بالمدينة، وتم البدء فى تجهيز المقبرة الخاصة بالراحل فى مدافن الأسرة فى «عزبة محيى الدين»، حيث سيوارى الثرى بجوار نجل عمه، الزعيم زكريا محيى الدين، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، عضو مجلس قيادة ثورة يوليو 1952، والذى وافته المنية منذ عدة سنوات.

وأشار إلى أنه من المنتظر وصول الدكتور محمود صفوت محيى الدين، نائب رئيس البنك الدولى، نجل ابن عم الفقيد، لحضور الجنازة والعزاء، فيما قالت مصادر مقربة من العائلة إنه سيصل من أمريكا فى غضون الساعات المقبلة.

أهالى «كفر شكر» يتذكرون الراحل فى حزن، قائلين: «آخر مرة جاء فيها الزعيم للقرية ومكث لمدة طويلة كانت فى عام 2005 خلال معركة انتخابات مجلس الشعب، والتى كان مرشحاً فيها أمام تيمور عبدالغنى، مرشح الإخوان المسلمين، والتى خسرها الفقيد، وبعدها لم يتسنَّ له الذهاب إلى كفر شكر، خاصة بعد تدهور حالته الصحية».

وقال كامل السيد، أمين حزب التجمع بالقليوبية، إن آخر لقاء جمع بينه وبين الفقيد كان فى مقر الحزب بالقاهرة فى عام 2008 فى أحد الاجتماعات قبيل تدهور حالته الصحية.

كان «محيى الدين» أحد أعضاء مجلس قيادة ثورة 1952، ضابطاً سابقاً فى الجيش، عضواً بـ«الضباط الأحرار»، وفى البرلمان، وتولى رئاسة حزب التجمع، ومع تقدمه فى السن اعتزل العمل العام، وتخلى عن رئاسة الحزب، إلا أنه تم اختياره رئيساً لمجلسه الاستشارى، ومنحه الرئيس السابق، عدلى منصور، «قلادة النيل»، أرفع وسام مصرى، فى عام 2013.

وُلد الزعيم الراحل فى كفر شكر بالقليوبية، وتخرج فى الكلية الحربية عام 1940، وفى 1944 أصبح أحد «الضباط الأحرار»، وكان وقتها برتبة صاغ، ثم أصبح عضواً فى مجلس قيادة الثورة، وحصل على بكالوريوس التجارة عام 1951 مثل كثير من الضباط، الذين سعوا للحصول على شهادات علمية فى علوم مدنية بعد الثورة، وتقلدوا مناصب إدارية مدنية فى الدولة.

وصفه الرئيس الراحل محمد أنور السادات بـ«الصاغ الأحمر»، فى إشارة إلى توجهات «محيى الدين» اليسارية، ودعا «محيى الدين» رفاقه فى مارس 1954 إلى العودة لثكناتهم العسكرية لإفساح مجال لإرساء قواعد حكم ديمقراطى، ثم سافر بعد ذلك إلى سويسرا، بعد استقالته من مجلس قيادة الثورة.

عقب عودته إلى مصر ترشح فى انتخابات مجلس الأمة عن دائرة كفر شكر عام 1957، وفاز فى تلك الانتخابات، ثم أسس أول جريدة مسائية فى العصر الجمهورى، وهى «المساء»، وتولى الراحل رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير دار أخبار اليوم خلال عامى 1964 و1965، وهو أحد مؤسسى مجلس السلام العالمى، رئيس منطقة الشرق الأوسط، رئيس اللجنة المصرية للسلام ونزع السلاح.

حصل على جائزة لينين للسلام عام 1970، وظل عضواً بمجلس الشعب منذ عام 1990 حتى عام 2005 حينما خسر أمام مرشح «الإخوان»، ونشر مذكراته فى كتاب بعنوان: «الآن أتكلم» حول ثورة يوليو، وينقسم الكتاب إلى 25 فصلاً، كما أسس منبر اليسار، بعد أن أعلن الرئيس الراحل أنور السادات عن تأسيس المنابر السياسية، الوسط واليمين واليسار، قبل أن تتحول إلى أحزاب سياسية، ليؤسس «محيى الدين» حزب التجمع.

وفى سياق أخر نعى الدكتور فتحى سرور، رئيس البرلمان الأسبق، خالد محيى الدين، مؤسس حزب التجمع، مشيراً إلى أنه زامله فى زيارات برلمانية عديدة أثناء رئاسته الهيئة البرلمانية للتجمع الاشتراكى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل