المحتوى الرئيسى

البرلمان الألماني يؤكد مجدداً حق إسرائيل في الوجود

04/26 17:55

أكد البرلمان الألماني (بوندستاغ) إيمانه بحق الدولة الإسرائيلية في الوجود وأدان مظاهر معاداة السامية في ألمانيا. جاء ذلك في جلسة خاصة بمناسبة مرور سبعين عاماً على تأسيس دولة إسرائيل. وتضمن الطلب الذي أقره البرلمان بأغلبية كبيرة الخميس (26 نيسان/ أبريل 2018) أن "حق إسرائيل في الوجود وأمنها أمران لا يقبلا المساومة بالنسبة لنا". وشدد القرار أيضاً على تزايد المظاهر المعادية للسامية في ألمانيا وأنه "لا يمكن القبول بتزايد هذه الاعتداءات أو أن يشعر اليهود في ألمانيا بالتهديد".

ووافق على القرار كل من التحالف المسيحي الديمقراطي، أكبر كتلة في البرلمان، والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر وحزب البديل من أجل ألمانيا، وتحفظ عليه أعضاء حزب اليسار فقط، الذين كانوا قد قدموا طلباً آخر بالتعاون مع حزب الخضر يتضمن فقرة تشير إلى أن في خضم أزمة الشرق الأوسط، يقع على عاتق كل الأطراف الالتزام بالقانون الدولي. بيد أن الطلب لم يحظى سوى بقبول أعضاء الكتلتين فقط.

ولم يتم إشراك حزب اليسار في الطلب الذي قدمه طرفا الائتلاف الحاكم - التحالف المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل، والحزب الاشتراكي الديمقراطي.

طالب رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، جوزيف شوستر، بتصدٍّ حازم لكافة أشكال معاداة السامية في ألمانيا. تجدر الإشارة إلى أن عدة حوادث معاداة السامية في ألمانيا تثير ضجة منذ أسابيع. (25.04.2018)

بعد أكثر من أسبوع على حادث الاعتداء على شابين إسرائيليين من قبل لاجئ في ألمانيا، وصف المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا معاداة السامية بـ"الخطيئة"، فيما حذر رئيس المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا من عدم مكافحة الكراهية. (24.04.2018)

وسبق اعتماد القرار سجال برلماني واسع، حيث اعتبرت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، كاترين غورينغ إيكارد، رفض حزب البديل معاداة السامية فاقداً للمصداقية ووصفت رئيس الكتلة البرلمانية لحزب البديل، ألكسندر غاولاند، بأنه "ذئب في ثوب حمل".

واتهم نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر، ألكسندر جراف لامبسدورف، أتباع حزب اليسار بأنهم يدعمون حركة "BDS" التي تدعو لمقاطعة إسرائيل. كما اتهمت النائبة البرلمانية بياتريكس فون شتورش، العضو بحزب البديل، الحكومة الألمانية بأنها تشجع "كراهية اليهود ومعاداة إسرائيل" في الشرق الأوسط، من خلال تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

من جانبه، ثمّن فولكر كاودر، رئيس كتلة المحافظين بزعامة ميركل، بشكل خاص المظاهرات التضامنية مع يهود البلاد في برلين وبعض المدن الألمانية يوم أمس الأربعاء، مشيراً إلى أن "من يريد أن يعيش في المانيا عليه أن يفهم أن لا مكان لمعاداة السامية في مجتمعنا"، فيما قالت أندريا نالس، زعيمة الاشتراكيين في البرلمان، إن الجيل الحالي ليس مسؤولاً عن المحرقة ولكنه يتحمل المسؤولية أيضاً ولا توجد نهاية لهذه المسؤولية، مضيفة أن هذا الأمر يشمل الوافدين الجدد إلينا"، في إشارة إلى اللاجئين والمهاجرين.

ورغم أن رئيسة كتلة حزب الخضر، غورينغ إيكارد، قد أعلنت عن تأييدها للنص المقدم من قبل أحزاب الائتلاف الحاكم والليبراليين، إلا أنها قالت إنها تفتقد في النص فقرة تؤكد على حق ازدواجية الجنسية. كما أكدت زعيمة حزب الخضر على حق إسرائيل في الوجود، مشيرة إلى أن كل شخص يقدم إلى ألمانيا عليه أن يعترف بذلك الحق، حسب تعبيرها.

في الـ 14 من أيار/مايو 1948 أعلن رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل. ومما قاله بن غوريون آنذاك: "لم يفقد الشعب اليهودي الأمل مطلقاً. ولم تنقطع صلواته للحرية وللعودة إلى وطنه. واليوم عاد اليهود إلى وطنهم الأصلي. وصار لهم دولة خاصة بهم".

بعد ذلك مباشرة تم في نيويورك رفع علم الدولة الجديدة أمام مبنى الأمم المتحدة. وبالنسبة للإسرائيليين شكل ذلك خطوة إضافية نحو الأمن والحرية. وأخيراً أصبح لهم دولة معترف بها دولياً.

يمكن قراءة أهمية تأسيس دولة إسرائيل على خلفية الهولوكوست. فالنازيون قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية ستة ملايين يهودي. الصورة لمعتقلين في معسكر أوسشفيتس.

يحيي الفلسطينيون يوم تأسيس دولة إسرائيل كيوم "نكبة" بالنسبة لهم؛ إذ توجب على نحو 700.000 فلسطيني مغادرة أراضيهم. وعليه فإن تأسيس دولة إسرائيل هو بداية ما يسمى "صراع الشرق الأوسط" الذي لم يتم حله حتى بعد مرور 70 عاماً عليه.

الطريق السريع رقم 2 تربط بين مدينتي تل أبيب ونتانيا وتوثق كذلك لإرادة انبعاث الدولة الفتية. وتم تدشين الطريق في 1950 من قبل رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مايير التي فرضت على البلاد نهج تحديث اقتصادي واجتماعي صارم.

الكيبوتسات هي تجمعات سكنية تعاونية تم إشادتها في كل أنحاء إسرائيل، ولاسيما في السنوات الأولى بعد تأسيس الدولة. وفيها طبق اليهود العلمانيون وأيضاً من ذوي التوجهات الاشتراكية تصوراتهم حول المجتمع.

استمرت التوترات مع الجيران العرب. وفي 1967 أدت تلك التوترات إلى "حرب الأيام الستة" التي انتصرت فيها إسرائيل على مصر والأردن وسوريا. وفي الوقت نفسه بسطت إسرائيل سيطرتها على القدس الشرقية والضفة الغربية ـ وكان ذلك بداية توترات وحروباً إضافية في المنطقة.

في الألعاب الأولمبية في 1972 بميونيخ أحرز السباح الإسرائيلي مارك شبيتس سبعة أرقام قياسية عالمية. وفي منتصف الدورة الأولمبية اقتحم إرهابيون فلسطينيون القرية الأولمبية واحتجزوا الرياضيين الإسرائيليين كرهائن. وانتهت محاولة تحريرهم من قبل الشرطة الألمانية بكارثة: الرياضيون تم قتلهم ـ حتى مارك شبيتس.

سياسة الاستيطان الإسرائيلية عامل تسخين دائم للنزاع مع الفلسطينيين. وتتهم سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية إسرائيل بمنع قيام دولة فلسطينية مستقبلية من خلال بناء مزيد من المستوطنات. وحتى الأمم المتحدة تشجب بناء المستوطنات، إلا أن إسرائيل إلى يومنا هذا لا تعبأ بذلك.

في شتاء 1987 احتج الفلسطينيون ضد الحكم الإسرائيلي في الأراضي المحتلة. وتفجرت الاحتجاجات في مدينة غزة وانتقلت بسرعة إلى القدس الشرقية والضفة الغربية. واستمرت تلك الانتفاضة على مدار سنوات وانتهت بتوقيع اتفاقيات أوسلو في 1993.

بوساطة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون باشر رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في 1993 محادثات سلام. وانتهت هذه المفاوضات بتوقيع "اتفاقية أوسلو" وبالاعتراف المتبادل.

اغتال طالب حقوق متطرف إسحاق رابين في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1995. نسف الاغتيال عملية السلام وكشف الانقسام السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي؛ فقد زادت الفجوة بين اليهود المعتدلين والمتطرفين، وكذلك بين العلمانيين والأصوليين. الصورة تظهر رئيس الوزراء السابق شيمون بيريس بجانب الكرسي الفارغ لسلفه.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل