د. محمد غمرى الشوادفى يكتب: رؤية لتنمية محافظة الشرقية

بالرغم من أن الشرقية تمتلك مقومات عالية للتنمية فعدد سكانها 8 ملايين نسمة معظمهم من الشباب، وتضم 13 مدينة وأكثر من خمسمائة قرية، ويتوافر بها خمس مناطق صناعية متميزة، أكبرها العاشر من رمضان، وتمتلك مخزوناً كبيراً من الآثار، وتضم أكبر مساحة صالحة للزراعة وأكبر مناطق الاستصلاح للأراضى الزراعية بالصالحية، ووجود عدة مصانع للغزل والنسيج القائمة على إنتاج المحافظة من القطن، فإنها تعانى من الكثير من المشكلات مثل تخلف صناعة السياحة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة والأمية والمواليد بين سكانها، بجانب المعاناة فى الخدمات الصحية والتعليمية والصرف الصحى والمياه النقية وانخفاض كفاءة وسائل النقل والمواصلات بين المدن المختلفة وإلى المحافظات المجاورة، وانتشار وتوحش الفوضى المعمارية حتى وصلت عاصمتها، ما أدى إلى تكريس العشوائية فى كافة المناطق بالمحافظة بلا استثناء، وحتى تخرج محافظة الشرقية من هذه المظاهر السلبية يتطلب الأمر بناء المحاور التالية:

الأول: ضرورة بناء رؤية استراتيجية للتنمية تأخذ فى اعتبارها المزايا التنافسية للمحافظة، السياحية والزراعية والصناعية والدينية، تنتهى ببناء خريطة استثمارية تؤدى لجذب الاستثمار الخاص لتوفير فرص العمل.

الثانى: بناء مجتمعات المعرفة والمحافظة الذكية من خلال تقديم الخدمات وتشجيع تقديم الخدمات الإلكترونية فى كافة الخدمات والعمل على اختيار وتطوير قيادات الإدارة المحلية وتطوير قدرات العاملين بأجهزة الرقابة لمحاربة الفساد وتأكيد الشفافية.

الثالث: صناعة القرية المنتجة والعمل على بناء المحافظة المصدرة من خلال صناعة بؤر تنموىة فى مجموعة من القرى بالاعتماد على الصناعات الصغيرة والمتوسطة التى تتناسب مع المزايا النسبية للقرى وتستفيد منها.

الرابع: توفير التمويل الشعبى للمشروعات من خلال دعم المشاركة المجتمعية فى النظافة وتقديم الخدمات التعليمية والصحية ومشروعات الاجتماعية والعمل على دعم الخضرة والتشجير وتشجيع استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة الخضراء والاستفادة من المخلفات البيئية.

الخامس: معالجة مشكلة التكدس السكانى بإعداد خريطة للتوسعات العمرانية تتناسب مع رؤية المحافظة التنموية والعمل على تطوير الطرق بين القرى والتوسع فى مشروعات البنية الأساسية فى المدن والقرى من شبكات الكهرباء وشبكات مياه الشرب وشبكات الطرق والصرف الزراعى والصرف الصحى وذلك لخفض الهجرة من القرية.