تاريخ كأس العالم | ميلا يهز العالم برقصته ومارادونا يودع المونديال بالدموع | Goal.com

محمد أشرف | فيسبوك  | تويتر

لم تشهد بطولة كأس العالم 1990 في الدور الأول متعةً كبيرة، وغلب على مبارياتها الطابع الدفاعي، ولكن مع الدور الثاني شاهدنا مبارياتٍ من العيار الثقيل .. وهذا ما سنستعرضه في الأسطر المقبلة.

كأس العالم من الألف للياء (19) | يد الله تمنح الأرجنتين ومارادونا المونديال كأس العالم من الألف للياء (18) | العراق تتحدى أحزان الحرب وتلحق بالجزائر والمغرب إلى المونديال كأس العالم من الألف للياء (20) | المنتخب المصري يبهر الجميع وتغير قوانين الفيفا

فاجأت الكاميرون العالم بالتغلب على كولومبيا القوية بهدفين مقابل هدف، بعد أن خدع روجيه ميلا الحارس المجنون هيجيتا وخطف منه الكرة، وسجل هدفاً رائعاً ورقص رقصته الشهيرة التي أذهلت المعمورة، فأصبح الأسود أول منتخب أفريقي يتأهل لربع نهائي كأس العالم .

اكتسحت تشيكوسلوفاكيا كوستاريكا برباعية وتأهلت بسهولة لدور الـ8، وكان الجميع ينتظر بلهفةٍ قمة مباريات البطولة بين البرازيل القوية والمرشحة والأرجنتين التي استبعدها الكثيرون، بعد الأداء الهزيل التي ظهرت به في دور المجموعات.

يتذكر الجميع واقعة وقوع الظهير الأيسر البرازيلي البارع برانكو على الأض ليتقيأ، وحتى الآن يتهم البرازيليون المدرب الأرجنتيني بيلاردو - المعروف عنه الحركات الغير أخلاقية - بأنه وضع ماء به مخدر للاعب، والذي حصل على قارورة ماء من أطباء منتخب التانجو.

صنع مارادونا هدفاً تاريخياً لكانيجيا الذي راوغ تافاريل حارس السامبا وأحرز هدفاً قاتلاً في الدقيقة 81 من عمر المباراة، فصعدت الأرجنتين لربع نهائي البطولة في مفاجأةٍ مدوية.

واجهت ألمانيا هولندا التي كانت مرشحةً بقوة للحصول على اللقب بعد فوزها في يورو 1988، لكنها خيبت الآمال بأداءٍ ضعيف في المجموعات، وكانت ألمانيا مع فرانز بكينباور لاتزال قوية، وكان مدرب الطواحين هو مدرب ريال مدريد التاريخي ليو بينكير، وهذه المباراة وصفها الجميع حينها بقمة العالم.

كانت بداية المباراة صادمة، حيث تم طرد الثنائي ريكارد وفولر بعد مشادة سخيفة بينهما، وشهد اللقاء تقديم ألمانيا معركةً تكتيكية رائعة، وتأهلت بقيادة كلينسمان وبريمة، فيما خرجت هولندا خائبةً بجيل كومان وريكارد وخوليت وفان باستن وفان بروكلين الذي لم يفز بكأس العالم أبداً.

تأهلت آيرلندا بقيادة المدرب الخبير جاك شارلتون بعد مباراةٍ مملة ضد رومانيا بركلات الجزاء، أما إيطاليا فهزمت أوروجواي بسهولةٍ بهدفين نظيفين.

كان الآتزوري قوياً جداً في هذه البطولة، حيث كانت تقام على ملعبه، وكان قيادته الفنية بيد المدرب فيسيني وبجيل، وكان يضم الحارس العملاق زينجا وباريزي ومالديني وباجيو وسكيلاتشي وأنشيلوتي وتاسوتي وفيالي.

أقصت يوغوسلافيا إسبانيا، وتأهلت إنجلترا لربع نهائي المونديال على حساب بلجيكا، وكان هناك أملاً كبيراً لدى الصحافة الإنجليزية في هذا الجيل، الذي ضم شيلتون وجاسكوين وجاري لينكر ودافيد بلات.

وصلنا لمحطة ربع نهائي كأس العالم 1990، والذي عبرت منه ألمانيا وإيطاليا لنصف النهائي على حساب آيرلندا وتشيكوسلوفاكيا.

هزمت الأرجنتين يوغوسلافيا بركلات الجزاء الترجيحية بعد نهاية المباراة بشوطيها الإضافيين بالتعادل السلبي رغم طرد لاعب يوغوسلافيا ساباندازوفيتش لعنفه الشديد على مارادونا.

آخر مباريات ربع النهائي كانت الأمتع على الإطلاق، حيث جمع إنجلترا بالكاميرون التي ظلت متقدمة حتى الدقيقة 83، ولكن جاري لينكر سجل هدفين وقاد منتخب الأسود الثلاثة لنصف نهائي المونديال للمرة الاولى منذ 1966.

واجه مارادونا إيطاليا في السان باولو الذي شهد سنوات مجده مع نابولي، ومع ذلك شجعت جماهير الآتزوري منتخب بلادها.

تقدم سكيلاتشي لأصحاب الأرض ثم تعادل كانيجيا، وكالعادة قاد كوجوتشيا حارس الأرجنتين وعنكبوت ضربات الجزاء منتخب التانجو للنهائي؛ توقفت إيطاليا بعد أداءٍ عظيم في البطولة، أما مارادونا فقد سجل ضربة الجزاء التي قادت منتخب بلاده للفوز، فتأهل لنهائي كأس العالم وسط مفاجأة كبيرة.

كانت ألمانيا تريد الانتقام من إنجلترا على خسارتها نهائي مونديال 1966؛ تقدم بريميه ولكن جاري لينكر كعادته سجل التعادل في وقتٍ قاتل، لكن المانشافت قهروا شيلتون بلعبة ضربات الجزاء التي لا تخيب مع الماكينات، فتأهلت لنهائي كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخها.

كانت ألمانيا بجيل يضم إليجنير في الحراسة، كوهلر وبريمه وماتيوس وكلينسمان ورودي فولر وأندرياس مولر، وكان بكينباور يريد أن يكرر إنجاز زاجالو بتحقيق الفوز بالمونديال لاعباً ومدرباً، لكن العقبة كانت مارادونا .

دخلت الأرجنتين النهائي بكل نجومها، كوجوتشيا في الحراسة بروتشاجا وسنسيني ومارادونا، وكانت المباراة صعبة للغاية، وللمرة الثانية على التوالي جمعت المباراة النهائية بين منتخب ألمانيا الغربية والتانجو.

احتسب الحكم المكسيكي إدجاردو كوديسال ركلة جزاء أحرزها اللاعب أندرياس بريمه في الدقيقة 85، فتوتر الملعب وانفعل مارادونا، ثم طرد الحكم لاعباً من التانجو وقبلها طرد مونزون، وبعد نهاية اللقاء رفع ماتيوس كأس العالم أمام عيون مارادونا التي غطتها الدموع .. يالها من نهاية درامية للغاية.