المحتوى الرئيسى

انتخابات الوفد الأخيرة تمثل بداية جديدة لحياة حزبية تنافسية حقيقية

04/25 20:28

الوفد الحزب الوحيد المتجذر في الحياة السياسية منذ ثلاثينيات القرن الماضي

الحزب استطاع تجاوز أزمات هددت بأن تفقده قواعده الشعبية الأصيلة

من المعروف أن الديمقراطية الحقيقية تقوم على مبدأين هما حرية الأفراد وتداول السلطة، فشعور الأفراد بالحرية فى ظل أي مجتمع سياسى لا يكتمل إلا إذا كان لديهم امكانية ممارستها على أرض الواقع ومن ثم ارتبطت الحرية عند الأفراد بمدى قدرتهم على المشاركة فى صنع تقدم مجتمعهم سواء من خلال المشاركة السياسية أو من خلال أفكارهم المبدعة فى مجالات الحياة المختلفة اقتصادية كانت أو فنية أو اجتماعية أو أدبية أو خلافه.

ولا شك أن أهم مظاهر الديمقراطية هو شعور الأفراد بهذه الحرية وممارستها عملية المشاركة السياسية التى تتيح للجميع نفس القدر من الحقوق التى تمكنهم من الوصول إلى تحقيق أهدافهم السياسية والاقتصادية، ولما كانت الرؤى والأهداف تختلف من فرد إلى آخر فقد نشأت فكرة التحزب بين مجموعات الأفراد الذين لديهم تقارب فى هذه الرؤى وتلك الأهداف، وكلما كثر عدد الأفراد الذين ينتمون لهذا الحزب أو ذاك زادت فرصهم فى الوصول إلى الحكم وتحقيق أهدافهم، ذلك هو أصل فكرة الديمقراطية وأصل الحياة الحزبية فى البلاد التى ارتضتها كنظام سياسي أمثل منذ ابتدع الأثينيون القدامى فى بلاد اليونان هذا النظام  حينما انقسموا شيعاً وأحزاباً إزاء التشريعات التى قدمها صولون زعيمهم الشهير فى القرن السادس قبل الميلاد حتى استطاعت الأغلبية الشعبية التي شكلت حزب الجبل الانتصار والسيطرة على الحكم.

ولما كنا على أعتاب مرحلة جديدة فى الحياة السياسية المصرية يطمح فيها الغالبية العظمى من المواطنين إلى وجود حياة ديمقراطية سليمة، فإن من الإنصاف القول إن كل

إن الحزب الوحيد المتجذر فى الحياة السياسية المصرية منذ الثلث الأول من القرن الماضى هو حزب الوفد فقد تأسس من قاعدة شعبية عريضة فى طول البلاد وعرضها كانت تناصر الوفد المصرى الذي ظل ينادى باستقلال البلاد وهبت لمناصرة زعيمها وزعيمه سعد زغلول منذ عام 1919، وبعد أن ألغت ثورة 1952 الحياة الحزبية وتداول السلطة ظل الوفديون الأصلاء على عهدهم فى انتظار عودة الحياة الحزبية مرة أخرى، وما إن حانت الفرصة فى عصر الرئيس «السادات»  عاد الحزب بقوة من خلال إحدى زعاماته التاريخية وهو فؤاد سراج الدين فكانت عودته للحياة السياسية على خلفية تاريخية قوية وخبرة شعبية وليبرالية عريضة، ولكن لم تأت الرياح بما تشتهي السفن، حيث ظهر فى الأفق مرة أخرى الحزب الواحد الأوحد - الحزب الوطني وريثاً للاتحاد القومي والاتحاد الاشتراكي فلم يكن ممكناً إلا أن تكون الحياة الحزبية هامشية فى ظل غياب الإرادة السياسية والمجتمعية  الدافعة لوجود حياة حزبية حقيقية فانزوى حزب الوفد ليلعب أدواراً هامشية فى ظل غياب الرؤية الليبرالية الواعية.

 والحقيقة أنه رغم كل هذا الخلل وتلك الحيرة السياسية للحزب وزعمائه إلا

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل