المحتوى الرئيسى

في ذكرى الإبادة.. رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية لـ«صوت الأمة»: تركيا تنفذ «سايكس بيكو 2» - صوت الأمة

04/24 18:07

أردوغان يتهرب من مسئولية الإبادة الإرمينية

تركيا تتبع سياسة مرسومة من قبل الدول الغربية لتقسيم المنطقة

أردوغان له مطامع كثيرة في مصر

تتزامن هذه الأيام مع الذكرى 103 على واحدة من أكبر المجازر فى تاريخ البشرية فى القرن العشرين، والتي راح ضحيتها بحسب تقديرات الباحثين نحو 1.5 مليون، لذلك أجرى، «صوت الأمة» مع رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية بالقاهرة أرمن مظلوميان حوار للتحدث أكثر عن الذكرى والتحركات القادمة للأرمن في دول العالم لتحقيق هدفهم وهو الاعتراف بالمذبحة.

فى البداية نريد أن نعرف تفاصيل المذبحة التي وقعت منذ 103 عام؟

مذابح الأرمن تضمنت 3 مراحل، أول مرحلة تبدأ من عهد السلطان عبد الحميد من 1894إلى 1896 والتي تسمى بالمذابح الحميدية والتي كانت سببها أن الأرمن طالبوا بإصلاحات  اقتصادية وسياسية لرفع مستوى المعيشة في تلك الفترة ما أدى إلى ارتكاب هذه المذبحة ، وراح ضحيتها أكثر من 300 ألف أرميني .

المرحلة الثانية مذابح أضنه عام 1909 وراح ضحيتها 20 ألف أرميني و10 الآلاف من جنسيات أخرى، وبالمناسبة هذه المذبحة أثارت انتقادات الأزهر في ذلك الوقت عندما رد الشيخ سليم البشري شيخ الأزهر حين ذاك على الشيخ العثماني بفتوى أدان فيها قتل الأرمن وقتل المسيحيين في أضنه التي كانت طريق للمذابح الكبرى 1915، وهذا الموقف مهم لمصر لابد من الإشادة بيه .

المرحلة الثالثة هي مذابح عام 1915 حيث جمع القادة العثمانيون أهم الشخصيات الأرمنية من سياسين ونخبة إعلامية ورجال أعمال و رجال دين، ليتم أعدامهم في ساحات المدينة، بعدها تم ترحيل وتهجير مئات الآلاف الأسر الأرمينية دون ممتلكاتهم وأكلهم وشربهم إلى طرق جبلية وعرة، الأمر الذي أدى إلى مقتل 57% خلال حملات التهجير.

وانتهت هذه المذابح في 1923 بتصفية أكثر من مليون ونصف أرميني بأبشع الطرق.

وماذا عن الحكومة التركية الحالية ودورها في تهميش قضيتكم؟

الحكومة التركية الحالية هي الوريث الشرعي للدولة العثمانية وهي المسئولة عن الاعتذار للشعب الارميني وتعويضه ماديا ومعنويا، كما انها استمرت في انتهاج سياسة الإنكار، حيث اعتمدت على مصادر وراويات تركية ماضية تنكر وجود مذابح بحق الأرمن وأن سبب وفاة الأرمن كان ظروف الحرب والتهجير، مكتفية بالاعتراف بأن ضحايا الأرمن لا يتعدوا 300000.

ماذا عن علاقات الشعب التركي والأرميني بعيدًا عن التوتر الحكومي، هل الأزمة وصلت إلى الشعبين ؟

نحن نعلن هذا باستمرار، "ليس لدينا مشكلة مع الشعب التركي"، مشكلتنا مع الحكومات التركية المتعاقبة التي تصر على إنكار الإبادة، الشعب التركي جارنا منذ قرون، وتفاعلنا معه، وكان بعض الأرمنيين في أعلى المناصب التركية الوزارية والجيش، فحسن الجوار نحن لا ننكرها.

وفي الفترة الأخيرة، النخبة التركية والمجتمع التركي الشعبي (المثقفين) والجمعيات الحقوقية، وجمعيات حقوق الإنسان، بدأت في التحدث عن "الإبادة".

أين توجد الوثائق التي تؤكد مذبحة الأرمن؟

الوثائق و الأرشيفات الرسمية للدول، و البعثات الدبلوماسية و السفراء، و شهود العيان و الإرساليات، وثقت الجرائم، من أهم الوثائق أيضا كتاب "قتل أمة " للسفير الامريكي هنري مورجنتاو.

و مذكرات شاهد العيان السوري فائز الغصين ذو أهمية بالغة لأنه عاش الأحداث  و تعتبر مذكراته أصدق وثيقة باعتبارها من أقدم وأهم الشهادات العربية لما جرى مع الشعب الأرمني في كنف الإمبراطورية العثمانية.، و تمت طباعتها في مصر عام ١٩١٨.

وكيف تري التصريحات الأمريكية اتجاه قضية الأرمن، وخصوصا إدارة ترامب ؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر بيانا بعد شهور من تنصيبه قال فيه بوضوح "نتذكر اليوم ونكرم ذكرى هؤلاء الذين عانوا من ميدز يغرن (المصطلح الأرمني للمجازر)، إحدى أسوأ الفظائع الجماعية التى ارتكبت فى القرن العشرين". وقال ترامب "بدءا من العام 1915، تم ترحيل مليون ونصف مليون أرمنى وقتلهم واقتيدوا إلى الموت خلال السنوات الخيرة من حكم السلطنة العثمانية".

لا أظن تصريحات ترامب ستشكل أهمية كبري في حل القضية الأرمنية  الآن، لأن لأمريكا مصالح و خطط كبيرة مع تركيا في المنطقة، اتمني ان تلعب أمريكا دور إيجابي و فعال في حل قضيتنا في المستقبل القريب.

من الاعترافات المهمة أيضا ، اعترافات و بيان الأكراد في ضلوعهم في الإبادة الأرمنية، فقد اعترف حزب الشعوب  الديمقراطي الكردي بتركيا العام الماضي بهذه الإبادة .

وماذا تريد من أردوغان في الوقت الراهن؟

الدولة التركية الحالية ليست هي التي قامت بالمذابح، لكنها الوريثة الشرعية للدولة العثمانية، لذلك عليها تحمل المسئولية كاملة و عليها ان تتصالح مع تاريخها، و فتح صفحة جديدة مع جارها أرمينيا و الشعب الأرمني، الأرمن لا يعادون الشعب التركي، الشعبين عاشوا جنبا إلي جنب لقرون طويلة، لكن سياسات الحكام و أطماعهم هي التي جلبت المصائب و الظلم للشعوب المسالمة.

ولا تزال الحكومات التركية المتعاقبة تنكر حقيقة ما جري للأرمن علي يد السلطات العثمانية في عام 1915، الأمر الذي يتنافي مع القيم الأخلاقية و الإنسانية و القانونية، ويعد ذلك الأمر عقبة كبرى في في تطبيع العلاقات الرسمية وغير الرسمية بين الدولتين التركية والأرمينية.

وكيف ترى تصريحات أردوغان عن الأرمن؟

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قام بتعزية الشعب الأرميني كأحدى ضحايا الحرب العالمية الأولي في أكثر من مرة، ولكن هذه التصريحات ليست كافية وتعتبر هروب وتهرب من المسئولية فهذه التعذية ليست كافية لتعويض حقوق الشعب الأرمني الذى تعرض لأبشع الجرائم في العهد العثماني.

وكيف ترى العلاقات المصرية الأرمنية في الأوقات الراهنة؟

علاقات من قديم الأذل على أحسن وضع واليوم على اعلي مستوى خاصة بعد استقلال أرمنيا عام 1991 ، فمصر من أول الدول عالم التي اقامت علاقات دبلوماسية مع أرمنيا من خلال فتح السفارات، فضلًا عن امتياز العلاقات الثقافية بين البلدين .

وكيف ترى وضع الجالية الأرمنية في مصر؟

الجالية الأرمنية في مصر ليس لها مشاكل كبيرة ، نحن نحاول أن نحافظ على الهوية الأرمنية ونندمج مع الحياة المصرية اشتركنا في ثورتي 25 يناير و30 يونيو ، فنحن ندعم أي قرار يأخذه الشعب المصري لتحديد مستقبله .

مصر من الدول الأولي التي استقبلت المهاجرين الأرمن بعد الإبادة، عاشوا فيها آمنين حتي يومنا هذا. عدد الأرمن في مصر كان خمسون الف حتي الستينات. الان حوالي ٨ آلاف يعيشون في القاهرة و الاسكندرية.

لا نحبذ استغلال القضية الأرمينية و تسيسها لأغراض سياسية و مكاسب اقتصادية، القضية الأرمنية هي في المقام الاول قضية إنسانية و قضية حق. 

 كيف ترون موقف الحكومة التركية من تطورات الوضع في الشرق الاوسط؟

نحن كأرمن مصريين لا نقبل أي تدخل خارجي من تركيا في الشئون الداخلية لأي دولة ولم نقبل بأي تطاول على رمز ديني في مصر كشيخ الأزهر أو رجل دين مسيحي ، ونستذكر بابا الأرمن الذي أدان تهجم أردوغان على الشيخ الأزهر.

وفي ما يخص مواقف تركيا الغريبة من مصر وثورة 30 يونيو؟

ليست غريبة فهذه سياسة تركيا في المنطقة التي لها مطامع كثيرة في مصر، وهذه السياسة مرسومة من قبل الدول الغربية التي تسعى لتقسيم المنطقة وتركيا شريكة أساسية في ذلك فيما يعرف بسيايكس بيكو 2.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل