المحتوى الرئيسى

هيومن رايتس ووتش تحذر من "ملامح أزمة إنسانية" في سيناء

04/23 22:29

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تتخذ من نيويورك مقرا لها إن "حملة الحكومة المصرية ضد فرع تنظيم "داعش" في شمال سيناء، خلّفت ما يصل إلى 420 ألف شخص في أربع مدن في المحافظة، الواقعة بشمال شرق مصر، بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية". جاء ذلك في تقرير نشرته المنظمة اليوم الإثنين (23 أبريل/ نيسان 2018).

وتحت عنوان "مصر: أزمة إنسانية تلوح في الأفق"، كتبت المنظمة أن الحملة العسكرية "شملت فرض قيود صارمة على حركة الأشخاص والسلع في جميع أنحاء المحافظة تقريبا". وأضافت أن "العملية شملت إغلاق الطرق وعزل المدن عن بعضها البعض، وعزل محافظة شمال سيناء عن البر المصري، ما يؤثر بشدة على تدفق البضائع". 

قال الجيش المصري في بيان إن قوات الأمن قتلت عشرة "تكفيريين" في تبادل لإطلاق النار وألقت القبض على 400 من "العناصر الإجرامية والمشتبه بهم، بينهم أجانب"، في إطار العملية الشاملة "سيناء 2018". (13.02.2018)

أعلن الجيش المصري مقتل أربعة "تكفيريين شديدي الخطورة" وتوقيف العشرات من المشتبه بهم في إطار العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" التي أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري إطلاقها في سيناء بالمشاركة مع قوات الأمن. (21.02.2018)

وأضافت المنظمة في تقريرها أن "السكان يقولون إنهم شهدوا انخفاضا حادا في الإمدادات المتاحة من المواد الغذائية والأدوية وغاز الطهي، وغيرها من السلع التجارية الأساسية". وتابعت أن "السلطات حظرت بيع أو استخدام البنزين للمركبات في المنطقة، وقطعت خدمات الاتصالات لعدة أيام في كل مرة. وقطعت السلطات المياه والكهرباء بشكل شبه كامل في معظم المناطق الشرقية من شمال سيناء، بما في ذلك رفح والشيخ زويد".

وأكدت المنظمة في تقريرها أنه "إذا استمر المستوى الحالي من القيود على الحركة، فقد يؤدي ذلك إلى أزمة إنسانية أوسع في منطقة هي أصلا مهمشة اقتصاديا، ولا تزال تعاني من العمليات العسكرية المستمرة وهدم المنازل". وطالبت هيومن رايتس ووتش الحكومة المصرية بـ"توفير الغذاء الكافي لجميع السكان، والسماح الفوري لمنظمات الإغاثة مثل الهلال الأحمر المصري بتوفير الموارد لتلبية الاحتياجات الحرجة للسكان المحليين".

وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة إن "أي عملية لمكافحة الإرهاب تعرقل وصول السلع الأساسية إلى مئات الآلاف من المدنيين هي غير قانونية".

وذكرت هيومن رايتس ووتش أنها اعتمدت في تقريرها على مقابلة شهود عيان وبعض سكان شمال سيناء أو أقاربهم إلى جانب مشاهد فيديو وصور الأقمار الصناعية والبيانات الرسمية والتقارير الإعلامية.

ومن جهته ندد المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري تامر الرفاعي مساء اليوم الإثنين بتقرير "هيومن رايتس ووتش" وقال لفرانس برس "تم تداول التقرير بالاعتماد على مصادر غير موثوقة نهائيا". وتابع الرفاعي: "نحن نوزع الحصص الغذائية بصورة مستمرة على الأهالي في مناطق العمليات" التي "لا تشمل كل محافظة شمال سيناء".

ويؤكد الجيش المصري في بياناته باستمرار أن القوات المسلحة المصرية "تدفع القوافل الغذائية وتوزع كميات كبيرة من الحصص التموينية وتفتح العديد من المنافذ التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية لإمداد المواطنين بكل السلع والمواد الغذائية والاحتياجات المعيشية".

وجدير بالذكر أن الجيش المصري ينفذ عملية عسكرية واسعة في سيناء لمكافحة الإرهاب ضد تنظيم "داعش" بدأها في التاسع من شباط/ فبراير الماضي وأسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من مائة من العناصر الإرهابية ونحو 30 جندياً من القوات المسلحة المصرية، حسب احصاءات الجيش.

م.أ.م/ص.ش (أ ف ب، رويترز)

استطاعت مصر خلال فترة رئاسة السيسي أن تحصر بؤرة الحركات المسلحة في سيناء. وحققت، حسب مراقبين، نجاحات عديدة فيما يخص مكافحة الإرهاب. وبالرغم من اعتماد استراتيجيات جديدة، كـ "قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب"، في فبراير 2018، لا تزال مصر تشهد هجمات إرهابية بين فترة وأخرى.

تمكن السيسي خلال أربع سنوات من تنويع شركائه الإقتصاديين. إذ قام بعدة زيارات لبلدان عرفت علاقتها بمصر فتورا منذ ثورة 25 يناير، وكانت فرنسا وأمريكا من أهمها. وشهد التعاون بين الجيشين المصري والأمريكي تقدما ملحوظا، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا. كما تعتبر صفقات الأسلحة بين مصر وفرنسا وكذلك روسيا من النجاحات التي حققها السيسي.

شهد الاقتصاد المصري تحسنا خلال السنوات الأربع الأخيرة. وقد رصدت صحيفة "اليوم السابع" مؤشرات مهمة على ذلك، أبرزها: تراجع العجز في الميزان التجاري بمعدل 5 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، وارتفاع حصيلة صادرات السلع الاستهلاكية بمعدل 11 بالمائة لتصل إلى نحو 5,8 مليار دولارا بالإضافة إلى زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج لتسجل نحو 6 مليارات دولار.

عرفت المشاريع في مصر قفزة نوعية خلال فترة رئاسة للسيسي، فقد تم إطلاق مشاريع عملاقة مثل توسيع قناة السويس، فضلا عن بناء عاصمة إدارية جديدة في شرق القاهرة،ن تتضمن بناء 240 ألف وحدة سكنية جديدة خلال خمس سنوات. كما تمت زيادة الرقعة الزراعية عبر مشروع "المليون ونصف فدان".

كان ملف الطاقة من بين الملفات الشائكة في مصر، لكنه عرف نوعا من التحسن مؤخراً. لا سيما مشكلة انقطاع الكهرباء التي عرفت انفراجا مهما بعد توقيع شراكات دولية، بينها أربع مذكرات تفاهم مع شركة سيمنس الألمانية لإقامة مشروعات في مجال الطاقة بإجمالي استثمارات تصل إلى عشرة مليارات دولار. وقال بيان لوزارة الكهرباء المصرية إن الشراكة شملت إنشاء محطات لتوليد الكهرباء بنظام الدورة المركبة.

توفر السياحة في مصر عائدات مالية مجزية، لكنها شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب غياب الاستقرار الأمني حسب ما ذكر تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي سنة 2016. وكان لسقوط الطائرة الروسية عام 2015، تأثير كبير على تراجع توافد السياح الروس إلى مصر. وتحاول القاهرة استقطاب السياح مجددا.

لم تنعكس بعض القرارات الهامة التي اتخذت في السنوات الأخيرة إيجابيا على المصريين. فقد أدى تحرير سعر صرف الجنيه المصري إلى ارتفاع كبير في الأسعار أثر بشدة على الأسر المصرية وخاصة الفقيرة، فضلا عن ارتفاع التضخم لمستويات قياسية، بالرغم من القروض التي حصلت مصر عليها من الصندوق الدولي.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل