المحتوى الرئيسى

بسمة وسعيد وعذاب لا يغيب

04/23 21:48

من يشعر فى لحظة يأس أن الدنيا ضاقت به والحياة ظلمته، فليذهب لزيارة بسمة وسعيد، ليدرك ان بالدنيا عذاب كبير وألم عظيم لا ينتهى، وأمل قد لا يجيء أبدا، رغم ذلك فصاحبا هذا العذاب والألم لا يتوقفان عن الابتسام, عن الإيمان بأن رحمة الله أوسع من مساحات العذاب فى الدنيا وأكبر من عمق وامتداد الألم.

بسمة وسعيد أشرف السيد شقيقان.. أشقياء منذ طفولتهما وعذابهما لا يغيب لحظة، فقد ابتلاهما الله بمرض عضال، ضمور العضلات، لم يلعب أى منهما كسائر الأطفال، لم تقو بسمة على حمل عروسة لعبة ولا حتى كتبها للمدرسة، كما لم يقدر سعيد على الجرى وراء أقرانه فى أى لعبة ولا ممارسة شقاوة الأولاد، على اكتاف الأب والام كان حملهما، ليحملاهما الى المدرسة، وحين كبرت الأجساد وثقلت وازداد المرض قسوة وبشاعة، قعد الولد والبنت تماما عن الحركة الا من خلال الكرسى المتحرك الذى حمله اليهما اولاد الحلال، فالأب عامل تليفونات بسيط لا يتجاوز راتبه 1200 جنيه هى كل دخله على اسرته المكونة من زوجة وثلاثة ابناء، اثنان منهما

بشق الأنفس حصل سعيد رغم مرضه الخطير على دبلوم الصنايع، ولا تزال بسمة تنحت فى الصخر، للحصول على الثانوية العامة وهى قابعة فى مستشفى الشيخ زايد بمنشية ناصر بالقاهرة منذ اشهر طويلة، تتلقى العلاج الطبيعى وجهود أخرى مشكورة من المستشفى لتخفيف ألمها، غير ان طول بقائها على حالها باتت معها مهددة بأن يخبرها المستشفى بضرورة إخلاء غرفتها لمريض آخر بعد ان طالت اقامتها لتدهور حالتها واصابتها بخلع فى الأكتاف ومفاصل الأقدام والحوض،  ما ادى الى اصابتها بشلل شبه تام فى الحركة.

 أما سعيد فحظه أسوأ من أخته، لم يجد من يمد له يد العون بعلاجه فى مستشفى أو إجراء أى جراحات، فحمله ابوه يائسا من القاهرة عائدا به الى قريتهم «شبرا اوسيم» فى كوم حمادة بالبحيرة ، ليظل قعيدا فاقدا الأمل فى المستقبل بل فى كل الحياة التى توقفت فى محيط ضيق هو كل حدوده ،  بعد ان

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل