المحتوى الرئيسى

خبراء يقترحون روشتة على «شوقي» لإصلاح التعليم الفني

04/23 16:30

مدارس خاوية، معامل قديمة، ووسائل عفا عليها الزمن، مدرسون لا يحضرون ولا يعلمون، طلبة قرروا الإضراب عن التعليم بطريقتهم وإعلان احتجاجهم على المحتوى التعليمي من خلال الغياب المتكرر، ومناهج تعليمية تخلق جيشًا من العاطلين بسبب عدم ربطها باحتياجات ومتطلبات سوق العمل...

صورة قاتمة للتعليم الفني، طالما شكا منها مسؤولو وخبراء التعليم في مصر، منادين بثورة على الفكر القديم وتطوير التعليم الفني من خلال استراتيجية جديدة.

وفي بادرة جديدة ومبشرة من وزارة التربية والتعليم لتحسين جودة التعليم الفني، أعلنت اليوم الاثنين، فتح باب التقديم لأول مدرسة للتكنولوجيا التطبيقية، تطبق معايير الجودة الدولية بمحافظة المنوفية، بالتعاون مع صندوق تطوير التعليم والجانب اليابانى، في سابقة هي الأولى من نوعها للتعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص، ضمن اتفاقية التعاون المبرمة بين الطرفين، وضمن اتفاقية التعاون المُبرمة مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولى.

أكد أحمد الجيوشي، نائب وزير التربية والتعليم لشؤون التعليم الفني، أن الفترة القادمة سوف تشهد تطويرًا فى التعليم الفني، بعد إضافة تخصصات جديدة على مثل الطاقة، ومدرسة الضبعة النووية فى محافظة مرسي مطروح.

وأشار الجيوشي لـ«الدستور» إلى أن العام المقبل سيشهد مناهج بأسلوب جديد تمامًا يربط بين مهارات الخريجين ومتطلبات سوق العمل.

وقال حسين إبراهيم، الأمين العام لنقابة المعلمين المستقلة لـ«الدستور»، إن الأخطاء التي توجد في منظومة التعليم الفنى الحالى كثيرة، ويأتى في أولها نقص الإمكانيات، قائلا: «الطالب المفروض عنده مهارات ولازم يتوفر له إمكانات.. عندنا محتوى ولكن مش عارفين نطبق».

وكان ثاني الإشكاليات التي يعانى منها التعليم الفني، النظرة الموجودة حاليا لدى المجتمع، ولا بد من إصلاحها من قبل الدولة، قائلًا: إن نقص الخامات والمعدات تعتبر من أبرز المشكلات، فالمعدات موجودة ولكن لم يتم صيانتها بشكل دوري.

وعن تفادى هذه الأخطاء في النظام التعليمى الجديد الذي يتحدث عنه وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، قال إبراهيم: إن المنتج النهائي للتعليم الفني من الطلاب لا بد أن يكون جيدًا، مشيرًا إلي أن تقليص الميزانية بعد أن كانت مخصصة للتعليم الفني فقط فى عهد وجود وزير للتعليم الفني، أصبحت مقسمة على التعليم العام والفني، وأن ذلك يحدث خللًا فى ميزانية الصيانة والخامات.

وأضاف النائب هاني أباظة، وكيل لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أن افتتاح مدرسة العربي للتكنولوجيا التطبيقية بالمنوفية خطوة جيدة جدا لإعادة إحياء التعليم الفني في مصر، مشيرا إلى أن اليابان لديها تعليم فني على أعلى مستوى ويخرج طلابًا بكفاءة نادرة قادرين على المنافسة في سوق العمل.

وأوضح أباظة في تصريح لـ«الدستور»، أن الوزارة تنوي تعميم التجربة الحالية التي بدأتها، منوهًا إلى أن هناك تجربة ألمانية مع التعليم الفني لكنها لم تعمم، مضيفًا: «يجب تعميم وتوحيد التعليم الفني؛ لأن التعليم الحالي غير مرض، فمدخلات منظومة التعليم الفني من أسوأ ما يكون، والطلبة مستواهم رديء جدا، والمدرسون غير مؤهلين، والمعامل والورش قديمة وغير مطورة لتناسب العصر الحديث».

أما النائب مصطفى كمال الدين، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، فقال إن الوزارة لم تبلغ البرلمان بالمنظومة التعليمية الجديدة للتعليم الفني، وأن الهئية الوطنية العليا للتعليم التي ستنشأ قريبا، وستكون هي الجهة الوحيدة المنوطة بوضع سياسات التعليم والخطط وتحديد الميزانية.

وتابع كمال الدين، في تصريح لـ«الدستور»: التعليم الفني متدهور جدًّا الآن، لكن في خلال الـ5 سنوات القادمة على أقصى تقدير سنشهد طفرة كبيرة، وعن مدرسة العربي للتكنولوجيا التطبيقية، أكد أن التعليم في الفترة الحالية أصبح «سمك لبن تمر هندي» والأفضل وجود نظام موحد وفتح مدارس صناعية في الشركات الكبرى لتخلق جيلا جديدا من العمال الفنيين القادرين على خوض سوق العمل لتستفيد منهم البلد.

فيما أكد الدكتور رأفت عمران، الخبير التربوي، أن مدرسة العربي للتكنولوجيا التطبيقية ستكون من أنجح التجارب للتعليم الفني بسبب شراكتها مع اليابان، منوهًا بأن شركة العربي افتتحت مستشفى في المنوفية تعتبر من أفضل المستشفيات.

وأضاف عمران أن من مميزات تجربة مدرسة العربي أنها تعين الطلاب بعد التخرج ولا تكتفي بتدريبهم في مصانعها، وأشار إلى أن تدهور التعليم الفني الحالي سببه غياب تدريب الطلاب في الورش والمصانع، لأن مدارس التنمية الصناعية لا تقوم بعمل شراكات مع مصانع كبيرة لتدريب الطلاب بشكل عملي وهو شيء نفتقده في مدارسنا، «يجب على المدارس الفنية التواصل مع المصانع التي تخدم العملية التعليمية وتطور مهارات الطلبة».

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل