المحتوى الرئيسى

كيف تؤثر الألعاب الخطيرة في أبنائك؟.. وطرق حمايتهم منها

04/22 17:41

أصبح الهاتف المحمول الآن وسيلة لا غنى عنها لدى أي فرد، وخاصة المراهقين الذين أصبحوا لا يتركون الهاتف من أيديهم فهو نافذتهم على العالم الخارجي، ووسيلة للتواصل مع الآخرين، كما أصبح الوسيلة الأولى للتسلية للجميع، من خلال برامجه وتطبيقاته التي يسهل الحصول عليها، حتى أصبحت هذه الألعاب تتحكم في نومهم وحياتهم، من خلال ما تطلبه منهم لتنفيذه.

وتعتمد هذه الألعاب على اعتبارات هامة لتجذب انتباه المراهق في المقام الأول، وتدفعه إلى تجربتها والاستمرار فيها، وتتعدد هذه الاعتبارات، ومنها صفات المراهق في هذه المرحلة:

أولا: يذكر الدكتور علاء الدين كفافي الاستاذ بمعهد الدراسات والبحوث التربوية، في كتابه "علم النفس الارتقائي"، أن المراهق في هذه المرحلة يتميز بحب المغامرة، ويظهر ذلك في أفعاله وتصرفاته، كما يفضل مشاهدة أفلام المغامرات ويفضل تقليدها.

ثانيًا: يذكر الدكتور محمد نبيل كاظم في كتابه "كيف نتعامل مع مراهقة أبنائنا؟"، أن المراهق يتميز بحب التحدي مع الآخرين ويسهل استدراجه للتحدي، فهو يتطلع لأن يغامر ويتحدى الآخرين.

ثالثًا: يرى الدكتور محمد السيد، في كتابه "مراهقة المسلم.. النمو الانفعالي والاجتماعي"، أن المراهق يندفع وراء انفعالاته ورغباته، ويصبح في بعض الأحيان متهورًا في بعض الأفعال سواء كان يستطيع القيام بها أو لا، فهذه الصفة أكثر وضوحًا في مرحلة المراهقة.

رابعًا: يرى علاء الدين كفافي، أيضًا، أن المراهق في هذه المرحلة يتميز بسرعه تقلب المزاج، وشيء من الحزن والذي يجعله في بعض الأحيان يفضل العزلة والابتعاد عن الآخرين.

ومن خلال هذه الصفات التي تميز المراهق في هذه المرحلة من اندفاع وتحدٍ وحب للمغامرة والاستطلاع، وتجربة كل ما هو جديد تجعله أكثر انجذابًا للألعاب الإلكترونية التي تقوم على المغامرة والتحدي، ويكون فريسة سهلة للألعاب التي توجهه للأفعال المتهورة التي تؤذيه وتهدد حياته.

أما الاعتبار الثاني الذي تقوم عليه هذه الألعاب، فهو التأثير في المراهق، وتستهدف هذه الألعاب أفكار المراهق ومشاعره وأفعاله، وتظهر خطورة هذه الألعاب في اعتمادها على أساليب نفسية تؤثر في المراهق بشكل لا يمكن إنكاره، فكيف يحدث ذلك؟

تبدأ اللعبة أولا بتحدي المراهق أن يقوم في البداية بتنفيذ أوامر بسيطة لتشجيعه على الاستمرار، ومنها ما يكون فيه أذى بسيط له، ليختبر مدى قوة تحديه وطاعته لهذه المهمات البسيطة، ومن ثم تبدأ في الصعوبة بالتدريج والاتجاه نحو مشاهدة أفلام وفيديو و أغانٍ توجه المراهق إلى أفكار معينة وموسيقى تتناسب مع هذه الأفكار لتثبتها وتقويها، مما يهيئه للقيام بأعمال مطلوبة منه وتنفيذها بسهولة.

وتتفق هذه الفكرة مع ما ذكره جيرالد كوري، في كتابه "النظرية والتطبيق في الإرشاد والعلاج النفسي"، بأن تصرفات الإنسان مرتبطة بأفكاره ومشاعره ونتيجة لهما، ومن هنا عندما نقدم لمراهق فكرة ما ونؤكدها بمشاعر مناسبة لها فإنه يتصرف نتيجه لهذه الأفكار والمشاعر المسيطرة عليه.

ثم تتحول اللعبة بعد ذلك إلى لأن تدفع المراهق إلى إيذاء نفسه أولا في أشكال بسيطة أو غيرها من المواقف الخطرة مثل تعود الوقوف في أماكن مرتفعة دون حماية، وتقتل لديه فكرة حماية نفسه من الخطر واختفاء مشاعر الخوف من الخطر.

ويحدث هذا من خلال السيطرة على المراهق وتكوين علاقة قوية معه على الرغم من توجيه المراهق لإيذاء نفسه والألم الذي يشعر به، وذلك باستخدام أسلوب المكافأة والعقاب، والذي يدفع المراهق للاستمرار.

وفي حالة رفض المراهق التحدي، أو محاولة التراجع عن اللعبة، يتم تهديده بإيذاءه أو إيذاء أفراد عائلته، حتى يستمر في هذه اللعبة وتنفيذ التحدي ويضطر المراهق إلى إيذاء نفسه والانتحار، حتى يحمي عائلته كما يظن، وأقر بذلك العديد من الحالات التي نجت من اللعبة وأهالي عدد من الضحايا.

ومن أهم شروط هذه الألعاب، والتي تؤكد عليها عند بداية اللعبة، ضرورة الاحتفاظ بالسرية التامة عن هذه اللعبة وعدم التحدث عنها أمام الآخرين.

عزيزي الأب، عزيزتي الأم، أن هذه الألعاب أشد خطورة على المراهق لأنها يسهل الوصول إليها وإخفائها على الهاتف، ولا يعرف أحد بوجودها ووصول المراهق إليها إلا بعد حدوث الأذى للمراهق، فلكي تقوم بحماية المراهق منها عليكما بالتالي:

أولا: يجب المتابعة المستمرة لما يقوم به المراهق في هذه المرحلة مع وجود قدر من الخصوصية، حتى لا يضيق بهذه المتابعة التي تمكن من اكتشاف أي مشكلة في بدايتها، وتمكن من التخلص منها بشكل أسهل وبخسائر أقل.

ثانيًا: يجب ملاحظة أي تغير في تصرفات الأبناء كتفضيل البقاء منفردا لفترات تزيد عن المعتاد، أو القيام بأفعال غريبة عن تصرفاته الطبيعية وأيضا مراقبة الحالة النفسية للمراهق معرفة ما يطرأ على المراهق من تغير.

ثالثًا: يرى الدكتور عادل فتحي عبد الله، في كتابه "أخطاء شائعة في التعامل مع المراهقين"، أنه يجب مساعدة المراهق على استغلال أوقات الفراغ التي تتيح له فرصة التعامل مع مثل هذه الألعاب الإلكترونية واستغلال الوقت في أنشطة مهمة تنمي له قدراته وتحميه من المخاطر.

أهم أخبار صحة وطب

Comments

عاجل