المحتوى الرئيسى

عائد من الخطف.. تفاصيل رعب 4 أيام في حياة أسرة الطفل عبد الرحمن (صور)

04/22 13:21

والدة الطفل المخطوف بالشروق: عطا خطف ابني وفاكر أبوه بياع السمك مليونير

داخل شارع واسع وهادئ يسكن المواطن أحمد حمدي وأسرته الصغيرة، المكونة من زوجة وطفلين بمنزل بسيط، حيث إنه رجل هادئ الطباع تفرمه عجلة ارتفاع الأسعار ويطحنه عداد الطلبات، قرر مع زوجته أن يتحدا ليقوما بتربية صغيريهما على أكمل وجه بقدر المستطاع، ولكن مثلث الحقد والغل والشر كان يطاردهم طوال الوقت وإلى التفاصيل..

«بعد سنين تعب وتربية وشقى، ابني يتخطف من حضني، ومن أقرب الناس لينا، وكل دا بسبب الفلوس».. كلمات يصحبها حزن وفرح ودموع في آن واحد، تحكي والدة الطفل «عبد الرحمن»، عن تفاصيل ساعات الرعب التي عاشتها مع زوجها بسبب خطف ابنهما قائلة: «ليه الناس استكترت علينا عيشتنا واحنا أقل الناس، بعدما ربنا كرمني مع زوجي وسددنا جمعية كبيرة ليأتي دورنا في استلام الأموال منها، ومن خلالها استطاع زوجي استئجار محل صغير لبيع الأسماك، حيث إننا كنا نجهز وجبات للسمك في المنزل ونقوم ببيعها لمن يريد».

تستكمل الأم حديثها: «أستيقظ يوميا بصحبة زوجي كي أسبقه على المحل ويذهب هو للاتفاق مع التجار على صفقة سمك جديدة، فنحن نحضر كميات محدودة حتى نبيع أولا بأول السمك الطازج، أفتح المحل وأجلس فيه أتحدث مع الزبائن وأقدم لهم ما يريدونه».

وتابعت: «لكن بعدما أكرمنا المولى عز وجل بالمحل الجديد، كان يتردد علينا أحد أقارب زوجي يدعى "عطا" يجلس على أعتاب المحل ويبدأ في مزاحه السخيف: "اللي إداك يدينا يا عم، هتبنوا العمارة إمتى"، ولكن نظرات وجهه كانت تبين أنه يحقد ويحسد زوجي على هذا المحل».

«قبل واقعة الخطف بشهر جاء "عطا" قريب زوجي ليطلب منه 700 جنيه، ووعده زوجي أنه سيعطيه المبلغ آخر اليوم وبالفعل أعطاه المبلغ ومن وقتها لم يسدده، بل زادت نظرات الغيرة في عينه حتى اختمرت الفكرة في ذهنه وقرر أن يخطف أحد أبنائي».. هكذا استكملت أم عبد الرحمن حديثها.

وتابعت: «كلما كان يحاول خطف أحدهما تنقذه العناية الإلهية وتفشل خططه الشيطانية، ولكن يوم الجمعة الماضية قرر أن ينفذ جريمته وأقنع زوجته وآخرين بالاشتراك معه، لتنفيذ الجريمة وطلب فدية 3 ملايين جنيه».

تسرد الأم تفاصيل أكثر عن الجريمة وتقول: «كنت جالسة بصحبة أحد جيراني أمام محل السمك ومع مرور الوقت وقرب أذان الظهر اصطحب نجلي "يس" شقيقه الصغير "عبد الرحمن" وذهب إلى المسجد كعادتهما ليقابلا والدهما ويصلوا معا، أما أنا فذهبت إلى الشقة للوضوء وأداء الصلاة، وبعد الانتهاء قمت بتحضير الطعام، ليعود صغاري ويطلب مني عبد الرحمن جنيهين ليشتري كيس شيبسي كما اعتاد أن أعطيه مكافأة إذا ذهب للمسجد مع شقيقه دون مضايقة المصلين بالمسجد».

وأضافت والدة الطفل: «مر من الوقت ربع ساعة وأفاجأ بـ"عطا" قريب زوجي حضر إلينا وجلس بجواري، وظل يتحدث معي ويلعب مع أبنائي، وتناول معنا الشاي وذهب، وبعدها بنصف الساعة اختفى طفلي وانقطعت أخباره ولم نعلم عنه شيئا، استمررنا في البحث عنه واستعنا بميكروفون الجامع للبحث عنه فى الطرقات والشوارع ولكن لم نصل إلى حل».

وتابعت الأم: «بعد مرور ساعتين من اختقاء ابني، شعرت بنوع من القلق وقمت بالاتصال بـ"عطا" لأخبره عن اختفاء ابني من ساعتين، ومش عارفة طريقه فين، كان لدي شعور أنه يعرف حاجة».

وراحت الأم في الحديث: «كانت المفاجأة بالنسبة لي "أغلق الهاتف في وجهي" بعدما قال لي "ماعرفش حاجة عن ابنك ولا أعرف مكانه، روحي دوري عليه"، طريقته جعلت قلبي يشتعل وتدور شكوك برأسي تجاهه ولكن لم أظهر شيئا، ولم تمر دقائق إلا وحضر المتهم وظل يبحث معنا ويعرف بماذا نفكر حتى يبلغ باقي المجرمين شركاءه، بتفاصيل تحركاتنا، واقترح خلالها المتهم بأن نجمع أموالا مع بعض ونعطيها للعصابة قبل تبليغ الأجهزة الأمنية، ولكننا رفضنا وصرخت في وجهه وقلت له: "هنبلغ الشرطة إن فيه مجرمين خطفوا ابني».

تصمت الأم وترفع يديها شاكرة للسماء: «لم ينته اليوم إلا وفوجئ زوجي برقم مجهول يتصل به ويخبره أنه أحد أفراد العصابة وطلب منه فدية قيمتها 3 ملايين جنيه، وفوجئت بزوجي وهو يصرخ في الهاتف ويقول: مش عايزينه أروح أجيب غيره أسهل، ده أنا مش معاي 300 جنيه يا كفره هجيبلكم منين 3 مليون».

أخذت أم عبد الرحمن نفسا عميقا قبل أن تستدرك في الحديث: «علمت العصابة بذهابنا إلى قسم الشرطة واتصل أحد أفرادها وقال لزوجي: مش هتاخد ابنك غير لما تجيب الفلوس، وهنا أخبرهم للمرة الثانية مش معاي فلوس وبعدها فصل التليفون وقال اطلع بره القسم علشان أعرف أكلمك».

وتصمت لحظات من الوقت وتقول: «بعد مرور 3 أيام من اختفاء طفلي رن الهاتف المحمول، كنا ننتظر مكالمة هاتفية أخرى من العصابة التي تتلاعب بأعصابنا على مدى رحلة الخطف، ولكن هذه المرة كان الاتصال من رجال المباحث الشرفاء الذين أخبرونا بأنه تم ضبط المتهمين وإعادة الطفل، على الفور جرينا مسرعين تتسابق أقدامنا إلى قسم شرطة الشروق واصطحبنا طفلنا وعدنا للبيت».

«بعد عودتنا إلى المنزل بدا على صغيري الإرهاق والتعب، وأنا أقلب فيه وأنزع ملابسه كي أطمئن عليه، ولكن ابني يلتزم الصمت وظل بهذا الصمت عدة ساعات ما يقرب من 5 ساعات لم يتحدث مع أحد، ولكن بعدها أخبر شقيقه أن المتهمين في يوم الواقعة أخذوه داخل سيارة كانت تقف على الشارع الرئيسي، وقاموا بإغماء عينيه وذهبوا به عند واحدة اسمها أسماء زوجة عطا.. وقال الطفل: كانت بتشربني عصير دايما ولما اشرب العصير أنام على طول».

وأضافت الأم: "دخلت على ولدي وهما يتحدثان وجلست دون أن أتحدث وأقاطعهما، وجدته ينظر لي ويقول: أنا جعان يا ماما من ساعة ما اتخطفت مش باشرب غير عصير وانام. وجع قلبي حينما قال هذا الكلام".

وأوضحت أن المتهم اعترف فى تحقيقات النيابة أنه حاول الجمعة قبل الماضية خطف الطفل ولكنه فشل، واختتمت: «كنت حاسة إن عطا ورا الموضوع، الحمد لله إن ربنا رجعلي إبني لحضني من تاني وإن ربنا نصفني وتقبل بكائي ودعائي، حسبنا الله ونعم الوكيل فيه، نفسي أعرف المتهم خطف ابني ليه وخان العيش والملح، ده احنا ناس غلابة».

كشفت تحقيقات نيابة القاهرة الجديدة عن أفراد العصابة المتهمة باختطاف طفل من الشروق وإخفائه في عقار خاص بأحدهم في كفر طهرمس ببولاق الدكرور، وطلب 3 ملايين جنيه فدية، وعثر بحوزتهم على بندقية آلية، و6 خزائن، و97 طلقة من ذات العيار، و5 خزائن فارغة لسلاح ناري طبنجة، و3 سيارات مبلغ بسرقتها.

كان قسم شرطة الشروق، قد تلقى بلاغا من أحمد حمدي يس، صاحب محل أسماك، يفيد اكتشافه تغيب نجله الطفل عبد الرحمن، 3 سنوات، حال لهوه أمام المحل ملكه، ولم يتهم أو يشتبه في أحد.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل