المحتوى الرئيسى

من مشجع إلى إنييستا - لا ترحل ولو منحوك الذهب | Goal.com

04/22 12:46

لا أتذكر متى بدأت تشجيع نادي برشلونة والاستمتاع بالكرة الهجومية التي يقدمونها، ولكني أذكر أول مرة رأيت أندريس إنييستا في الملعب.

اتذكر جيدًا حينما نزل ضد يوفنتوس في كأس خوان جامبر، ربما لم تكن أول مباراة له، ولكن بالنسبة لي كانت كذلك. الأضواء كلها مسلطة على ليونيل ميسي ذلك الفتي الساحر القادم من روزاريو وعيني لا ترى سوى إنييستا.

كان وقتها مثلي الأعلى هو زين الدين زيدان، لم أعرف أرقامه ولم أهتم ببطولاته ولكني كنت أعشق لمسته للكرة وحينما شاهدت إنييستا علمت أنني سأقع في حب ذلك الفتي قصير القامة، لقد كان حقًا يتزلج لا يجري على الميدان، تمامًا كما وصفه تيتو فيلانوفا بعد ذلك.

إنييستا كان ولايزال القطعة المضيئة في برشلونة بل وفي كرة القدم دون استثناء، لاعب حسن الطلعة لا يبحث عن مجد شخصي ولا يتشاجر في الميدان إلا فيما ندر ولا يصفر عليه الجمهور سوى في بلباو بعد واقعة سابقة تسبب في طرد أحد لاعبي الفريق الباسكي.

إنييستا هو القائد الصامت في الميدان. تخيل المايسترو وهو يحرك فريقًا كاملًا من العازفين دون أن تلمس يداه أي وتر.

عشت مع إنييستا ذكريات لا يمكن أن أنساها، بسببه وقعت في غرام إسبانيا بكأس العالم 2010 ويورو 2012 وكنت أعرف أن من يملك الرسام يمتلك خط الوسط ويمتلك اليد العليا على كل منافس.

كل مشجع لبرشلونة مدين لأندريس، حينما ساءت الأمور مع انطلاقة بيب جوارديولا في النادي الكتالوني توجه له إنييستا وتحدث معه معلنًا دعمه المطلق لطريقة اللعب التي ستأتي ثمارها فيما بعد، ليقدم البلوجرانا أفضل نسخة من فريق لسنوات أربع لا يمكن أن ينساها أحد.

كنت أشعر وكأن إنييستا صديقي المقرب، لم أراه مطلقًا ولم يسمع هتافي لأجله ولم يراني أذرف الدمع مع اقتراب رحيله ولكنّه كان دائمًا بجواري يحمل لي البسمة والفرحة في كل وقت.

ظهر في مباراة صعبة ضد تشيلسي في 2009 ليسجل هدف التاريخ ويحتفل بجنون ليفجر جنونًا بداخلي لم يتكرر سوى مع هدف سيرجي روبيرتو في الريمونتادا ضد باريس، خطف من هولندا كأس العالم بهدف أهداه للاعب إسبانيول دانييل جاركي الذي مات بالسكتة القلبية ليرسخ معنًا جديدًا في عظمة كرة القدم.

مع اقتراب الوقت ودنو رحيل إنييستا إلى الدوري الصيني أتذكر تعليق رؤوف خليف على مباراة برشلونة وباريس سان جيرمان في 2015 حينما قال "لا يا إنييستا لا".

إنييستا لا ترحل.. لا ترحل ولو منحوك الذهب ولو منحوك أعلى راتب في تاريخ اللعبة، لا ترحل لأن خفقان قلب مشجع لبرشلونة وهو يراك تحمل له النصر أو تمرر كرة ساحرة أو تسجل هدفًا لن يقدر بثمن.

لا ترحل، فحتى لو لم يهتف جمهور "كامب نو" لك في وقت سابق فهم لا ينكرون فضلك، إنهم يعلمون أنك ارتضيت أن تكون في ظل ميسي ولكنّك لست أقل منه، أسطورة ميسي لن تتكرر وسحرك لن نراه من غيرك.

أعلم أن الوقت مرّ وأنك حسمت قرارك بالرحيل ولكن قل لي هل نسيت حينما دخلت أحد دور السينما في برشلونة لتجد العيون مسلطة عليك لا على المادة المعروضة؟ هل نسيت حينما هتف الجميع باسمك بعد كأس العالم؟ هل تترك كل هذا وترحل؟

ربما جسدك وهن، ربما لن تستطع أن تقدم أفضل ما لديك، ولكن وجودك في الملعب ولو لدقائق أفضل عندي من رؤيتك بقميص غير قميص برشلونة، في الصين لن ينطقوا إنييستا بالصورة الصحيحة كما يحدث في كتالونيا.

هل ترحل وتترك ميسي؟ تشافي تركنا منذ سنوات ومن وقتها وبرشلونة يعجز على تجاوز ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، فهل تغادر أنت أيضًا؟

لا يا إنييستا، نريدك أن تبقى معنا كيفما شئت حتى تعتزل كرة القدم، نريدك قطعة من "كامب نو" لا تتغير ولا تتبدل.

لا يا إنييستا، أنت أسطورة لم تتكرر وربما لن تتكرر، أنت اسم برشلونة في كل وقت وزمان، جروحنا على فراق تشافي لم تتداوى بعد والجرح لا يزال غائرًا.

إنييستا.. لا ترحل! حتى لو أن صرخة عاشق لبرشلونة في القاهرة لم تتردد صداها في "كامب نو" فكل جمهور البلوجرانا في العالم يرغبون في بقائك.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل