درس زراعة لسكان السيدة عائشة: بإيدنا نخليها جنة

مشهد اعتاد عليه أهالى زقاق «أبى البقاء» فى حى السيدة عائشة، نزول فاضل زكى فى الصباح الباكر مرتدياً جلبابه، لرش المياه على «قصارى» الصبار والورد، التى وضعها على جانبى البيت، فى مهمة تتكرّر يومياً منذ كان طفلاً، مع تغير الأهالى وتعاقب الأجيال. سلوك «فاضل» الإيجابى فى الحى الشعبى كان لافتاً للنظر، وقلّده بعض جيرانه، فانتشر الزرع على شرفات بعض المنازل وأمامها، الأمر الذى أسعده: «ناس كتير بتشوفنى وبقت تعمل زيى، لازم نكون قدوة حسنة للمجتمع».

لا يكتفى «فاضل» بالزراعة على باب البيت، إنما تنتشر «قصارى» الزرع داخل منزله، حيث ورث تلك الهواية عن والده، ويحرص على تعليمها لمن حوله: «من وأنا طفل قلدت والدى، ودلوقتى عيال الجيران، وأحفادى بيقلدونى»، مردداً الحديث الشريف: «إن قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يغرسها، فليغرسها». «فاضل» يتمنّى أن ينتشر هذا السلوك فى جميع الأحياء، خصوصاً الشعبية، فيقف مع أطفال وشباب حى السيدة عائشة، يحثّهم على الزراعة أمام منازلهم: «إن الله جميل يحب الجمال، لازم نحافظ على شوارعنا، ولو كل فرد زرع قدام بيته، وانتشرت الخضرة والورود فى كل حتة، هتبقى الدنيا أحلى من بلاد بره».