مسرح القتل والسحل فى بولاق الدكرور: «الدم» يملأ الضمائر.. والصرخات باقية

بعد 4 سنوات، نفّذ 10 أشخاص جريمة بشعة، ثأراً لمقتل ابنة أحدهم منذ 4 سنوات بطلقة نارية بطريق الخطأ، وجاء فى التحريات أن المتهمين قتلوا الضحية بالضرب بالأيدى والركل بالقدم والطعنات بالأسلحة البيضاء، وجرّدوه من ملابسه وسحلوه فى شارع الثلاجة بمنطقة صفط اللبن، حى بولاق الدكرور، غرب الجيزة. وانتقلت «الوطن» إلى مكان مسرح الجريمة التى نفّذها سائق يُدعى «صابر. م»، 58 سنة، و9 آخرون من أقاربه، حيث قتلوا وسحلوا المجنى عليه «زين العابدين زين»، 28 سنة، سائق، أثناء صلاة الفجر، الخميس الماضى.

الهدوء الحذر يعمّ المنطقة، ورائحة الموت تنتشر فى المكان، والطريق إلى شارع الثلاجة ترابى، والمنازل عبارة عن عقارات تتكون من 4 أو 5 طوابق على الأكثر. سكان الشارع يتحرّكون فى حذر شديد. مشاهد الدم وصوت استغاثة الضحية لا تغيب عن سكان الشارع بمجرد وصولك، وما من حديث سوى عن قتل وسحل الشاب «زين».

التحريات: 10 من عائلة واحدة قتلوا «زين» فى الشارع لإصابة ابنتهم بالخطأ.. والشهود: القتيل ترك طفلة ورضيعاً عمره أسبوع

«كان بيقول للناس إلحقونى. فضل يقول لهم علشان ربنا سيبونى. ناس مافيش عندهم رحمة قتلوه وسحلوه».. بهذه الكلمات بدأ محمد علاء، صديق الضحية، حديثه لـ«الوطن»، قائلاً: «أنا كنت فى البيت، ولاقيت واحد صاحبى جه ليّا وبيقول إلحق قتلوا (زين) فى شارع الثلاجة، جريت ورُحت لقيت (زين) جسمه متقطع بالسكاكين والمتهمين لسه بيضربوا فيه، وهو كان بيقول لهم سيبونى علشان ربنا، سيبونى علشان عيالى. وهم فضلوا يضربوا فيه لحد ما مات».

يلتقط «محمد»، شقيق الضحية، أطراف الحديث، قائلاً: «أخويا زين كان نفسه يعمل سبوع لابنه. (زين) كان جدع وطيب. والناس كلها بتحبه، ماكانش له عداوات مع حد، ومتزوج منذ 5 سنوات، وعنده ابنة 4 سنوات، وطفل رضيع عمره أيام». وأضاف: «إحنا كنا بنحضّر للسبوع بتاع ابن (زين)، وفوجئنا بالناس جاية لنا وبتقول (زين) اتقتل. 10 شباب قتلوه ومثلوا بجثته فى شارع الثلاجة، ورُحت أنا وأبويا وخالى وإخواته، ولاقينا (زين) غرقان فى دمه، ربنا ينتقم من اللى عملوا كده، (زين) ماكانش قصده يصيب حد».

وجاءت تفاصيل الواقعة، طبقاً لما ورد فى تحريات المباحث، التى جرت تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمد عبدالتواب، مدير المباحث الجنائية، والرائد طارق مدحت، معاون المباحث، أن المجنى عليه أصاب طفلة 4 سنوات تُدعى «دينا» منذ 4 سنوات بطلق نارى فى العين، مما تسبّب فى إصابتها بالعمى، وتُوفيت عقب الإصابة بعام، بعدما تعرّضت لصعق بالكهرباء أثناء تشغيلها مروحة فى «الشقة»، ومنذ وفاة الطفلة ووالدها يبحث عن المتسبّب فى إصابتها للانتقام منه، لكن «زين» لم يكن فى منزله، حيث كان يقضى عقوبة الحبس 4 سنوات، لاتهامه بالاتجار فى المواد المخدّرة، وعقب خروجه من الحبس، ظل هارباً عدة أشهر، بعد معرفته أن أسرة الطفلة تريد قتله، وكان يتردّد على مقهى لأحد أصدقائه فى شارع الثلاجة، حتى تمكن المتهمون من الفتك به، وقتلوه وسحلوه أمام المارة أثناء صلاة الفجر.

وجاءت اعترافات المتهمين الأربعة المقبوض عليهم مطابقة لما ورد فى تحريات المباحث، أثناء مناقشتهم أمام نيابة بولاق الدكرور، تحت إشراف المستشار حاتم فاضل، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وتم اقتياد المتهمين إلى مسرح الجريمة، ومثلوا الواقعة منذ لحظة الإمساك بالضحية وسحله وخلعهم ملابسه وتسديد طعنات له بالأسلحة البيضاء. وسجّلت النيابة، برئاسة هشام رفعت الشريف، رئيس نيابة بولاق الدكرور، اعترافات المتهمين بالصوت والصورة، وقرّرت حبسهم على ذمة التحقيقات، وأمرت بسرعة ضبط وإحضار اثنين آخرين شاركا فى الجريمة، بعدما تم تفريغ الفيديو الذى تضمّن مشاهد للمتهمين أثناء ارتكابهم الواقعة.