المحتوى الرئيسى

المناحل تعانى بسبب انكماش الزراعات وتفشى الأمراض

04/22 10:02

فى بضعة قراريط مزروعة بشجيرات الموز، يستقر منحل المهندس الزراعى أحمد أبوسريع، الذى ورث المنحل عن والده، والتحق بكلية الزراعة، وحصل على دبلوم وماجستير فى تربية النحل.. وسط خلايا النحل، يقف «أبوسريع» الابن، 33 عاماً، مرتدياً غطاءً للرأس، يأخذ بين يديه عبوة من الصاج فى آخرها قمع يخرج منه دخان كثيف، فتلك هى آداب الاستئذان قبل دخول المنحل وفتح الخلايا، التى تعلمها من والده.

الدخان، وفقاً للمهندس «أبوسريع»، يُشعِر الخلية وما بها من نحل بالخوف، ويعطيها إنذاراً بوجود حريق، فتبدأ فى جمع العسل للهرب من الحريق، وهى الفرصة التى يستغلها صاحب المنحل لفتح الخلايا والقيام بمهمته. على عكس المألوف عن النحالين فى مصر، يستقر «أبوسريع» فى محافظة البحيرة، منذ أن ورث المهنة عن والده، مشيراً إلى أنها من أكثر المحافظات المستقبلة للنحالين الرحل، بسبب الزراعات المنتشرة فيها وتنوعها، حيث إنه معروف عن النحالين فى مصر أنهم لا يستقرون فى مكان بعينه، ويرتحلون من مكان إلى آخر بمناحلهم، حسب الزراعات والمحاصيل الموجودة فى الأراضى. تزيد المناحل فى البحيرة فى فترة الربيع، خاصة ما بين شهرى مارس إلى أبريل، بسبب ثمرة البرتقال وأشجار الموالح، وفى الفترة ما بين مايو إلى يونيو، بسبب زراعات البرسيم.

فكرة «النحالين الرحل»، كما يشير «أبوسريع»، هى فكرة مصرية، ومرتبطة بالتاريخ المصرى منذ عهد الفراعنة، حيث كان المصرى القديم يحمل المناحل والخلايا على المراكب فى النيل، وينتقل بها من مكان إلى آخر حسب مواسم الزراعات والأزهار.

«أبوسريع»: انحسار مساحات القطن أفقدنا مصدراً مهماً لغذاء النحل.. والعلاج الكيماوى يضع «السم فى العسل»

يعيش النحل على رحيق النباتات والأشجار، وبالتالى فقد مثل تراجع مساحات الأراضى الزراعية مشكلة، حسب «أبوسريع»، وهو ما قلل من الربح، بسبب قلة المصادر النباتية، وعلى سبيل المثال فإن محصول القطن كان يُزرع فى شهر سبتمبر بمئات الأفدنة، والآن قلت زراعة القطن وتكاد تكون انعدمت، وهو ما أفقدنا مصدراً مهماً للعسل فى تلك الشهور من السنة، وهى أكبر الأزمات التى تواجه المربين وأصحاب المناحل، وهو ما يضطر أصحاب المناحل لوضع غذاء للعسل بجانب الخلايا. وليست تلك كل الأزمات، حسب «أبوسريع»، ولكن أيضاً هناك «خلل الدورة الزراعية»، الذى أحدث أزمة فى تربية النحل، فكان قديماً هناك دورة زراعية متبعة، ومثبت بها مواعيد زراعة المحاصيل وأماكن زراعتها على مستوى الجمهورية، وهو ما تسبب فى أزمة للنحالين الآن، الذين لا يعرفون مصادر الرحيق من الأساس.

«يصاب النحل بأمراض تتطفل على الحشرة الكاملة، وأمراض أخرى تأتى على اليرقات، وطور اليرقة وطور العذراء (وهى مراحل ما قبل خروج النحلة فى شكل الحشرة الكاملة من العين السداسية)، وأول تلك الأمراض (أقروص)، وهو طفيل يقف على ظهر النحلة، ويمتص دمها، وهو ما يؤثر على حيويتها، وينزل على العين السداسية ويتغذى على دم اليرقة، فيتسبب فى عدم نمو الحشرة بشكل كامل، فتخرج نحلة مشوهة، وهو ما يؤثر على كفاءتها فى إنتاج العسل».

دخل هذا المرض مصر بداية التسعينات، وبدأ ينتشر فى كافة المناحل، وهناك طريقتان لعلاجه: علاج طبيعى، وعلاج كيماوى، وللحفاظ على الصحة العامة للمواطنين، يجب استخدام العلاج الطبيعى حيث إن العلاج الكيماوى غير مخصص لعلاج النحل، ولكن هو علاج كيماوى مخصص للنباتات.

ويقول «النحال» إن زملاءه يضطرون لرش النحل بهذا العلاج وهو ما يؤدى لأن تسقط الطفيليات على العسل داخل الخلية، وهو ما يُحدث آثاراً جانبية، حيث تسقط معه المادة السامة وهى مادة «الأمتراس»، وهى مادة كيماوية تستخدم فى مكافحة الأقروصات على النبات، وهى تسقط فى الخلية ويخرج منها غاز يؤثر على نشاط النحلة، ويؤثر على الشمع، حيث تتراكم الغازات داخل الشمع، لأجيال، ويخرج العسل ملوثاً بالآثار الكيماوية الموجودة بالمادة، وهى تشكل أجساماً ثقيلة تدخل على جسم الإنسان، وتعد واحدة من أسباب الإصابة بمرض السرطان.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل