ناسا بالعربي - لتعدد الولادات تأثير على الشفاء من السكتة الدماغية

أشار باحثون إلى أن النتائج قد ألقت الضوء على الاختلافات الرئيسة في بيولوجيا الدماغ بعد الحمل، حيث تبين أن السكتة الدماغية ما هي إلا مرضٌ مرتبطٌ بالعمر يصيب النساء بشكلٍ غير متكافئٍ.

ورغم أن الدراسات التجريبية قامت بتحديد عوامل عدةٍ، الهرمونية منها والجينية والتي فسّرت هده الاختلافات، لكننا لا نعلم إلا القليل عن كيفية تأثير الحمل على هذا الخطر وذلك نظرًا لعدم دراسته سابقًا ضمن مجال الدراسات المخبرية.

ولكن بحثًا جديدًا نُشِرَ في دورية (Proceedings of the National Academy of Sciences) قد أظهر بأنه وعلى الرغم من كون إناث الفئران اللواتي تتراوح أعمارهن بين سن الضهي واللواتي أنجبن عدة مراتٍ (عديدات الولادة) يعانين من خطورةٍ أعلى للإصابة بسكتةٍ دماغيةٍ ولكنهن يتماثلن للشفاء بشكلٍ أفضل من إناث الفئران عديمات الولادة.

يقول رودني ريتزل (Rodney Ritzel)، دكتور وزميل ما بعد الدكتوراه في جامعة مدرسة ماريلاند للطب، ومؤلفٌ رئيسٌ للدراسة: "للحمل والولادة تأثيراتٌ دائمةٌ على الدماغ وعلى استجابته للأذية. إذ يُحسِّن تعدد الولادات النتائجَ بعد نقص التروية الدماغية عند الفئران الإناث رغم مظاهر زيادة الخطر الاستقلابي الوعائي".

كما وجدت الدراسة أنه ونموذجيًا عند الفئران عديدات الولادات، أو الإناث اللواتي أنجبن أكثر من مرةٍ واحدةٍ، بأن هنالك عدة عوامل تعرضهم لخطورةٍ أعلى للإصابة بسكتةٍ دماغيةٍ، وتتضمن زيادة وزن الجسم، وارتفاع مستويات ثلاثي الغليسريد والكوليستيرول، وتثبيطًا مناعيًّا مهمًّا، وكثرة الجلوس (نشاط قليل) والتعب العضلي. ورغم أن هذه الصفات تترافق بشكلٍ عامٍ مع زيادة الخطر الاستقلابي الوعائي فقد وجدت الدراسة أن إناث الفئران ممن أنجبن عدّة مراتٍ قد أظهرن مقاومةً مُفاجِئة للإصابة بسكتةٍ دماغيةٍ، وتطورًا بالشفاء السلوكي خلال أوقاتٍ حرجةٍ تلت السكتة الدماغية.

وحيث يقول د. ريتزل معلقًا: "عند الفئران الحوامل واللواتي أنجبن يكون الالتهاب الدماغي أقل، والإصابات الدماغية أصغر ويتماثلن للشفاء بشكلٍ أفضل بعد السكتة الدماغية على الرغم من وجود علاماتٍ على زيادة الخطر القلبي الوعائي". كما اختبرت الدراسة دور الحمل والولادة في السلوك والوظيفة الوعائية العصبية عند إناث فئرانٍ سليمةٍ وأخرى تعرضت لسكتةٍ دماغيةٍ، و أشار البحث إلى أن تجربة الإنجاب تزيد الخطر الاستقلابي الجهازي مما ينتج عنه عجزٌ سلوكيٌّ هامٌّ مرتبطٌ بالكبح المناعي في الجهاز العصبي المركزي. ولكن، بعد السكتة الدماغية تظهر عند الإناث عديدات الولادات مساحاتٌ احتشائيةٌ أقل، واستجاباتٌ التهابيةٌ أخف، وتشكلاتٌ وعائيةٌ أكثر، وتطورٌ سلوكيٌّ أفضل.