المحتوى الرئيسى

هل اغتال الموساد عالم الطاقة الفلسطيني في ماليزيا؟

04/21 18:08

اُغتيل الأكاديمي الفلسطيني الدكتور فادي محمد البطش، فجر اليوم السبت، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وسط اتهامات بوقوف جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) وراء العملية، لاسيّما وأن تاريخ هذا الجهاز حافل بدماء عددًا من العلماء والشخصيات البارزة، بما في ذلك عالمة الذرة المصرية سميرة موسى وعالم الذرة الفلسطيني نبيل فليفل.

وذكرت وكالة الأنباء الماليزية (برناما)، السبت، أن مجهولين أطلقوا عدة رصاصات باتجاه فادى البطش، 35 عامًا، خلال توجهه لأداء صلاة الفجر في العاصمة كوالالمبور. ونقلت عن شهود عيان قولهم إن "المنفذين يحملون سمات غربية وليست آسيوية".

أعلن قائد الشرطة الماليزية، مازلان لازيم، تفاصيل الحادث في بيان صحفي قال فيه إن "شخصين اثنين يستقلان دراجة نارية أطلقا 10 رصاصات على البطش في تمام الساعة السادسة صباح اليوم السبت، وإحدى الرصاصات أصابت رأسه بشكل مباشر، فيما أصيب جسده بوابل من النيران، ما تسبّب في وفاته على الفور".

وذكرت الشرطة الماليزية أنها تحقق في واقعة اغتيال البطش من كافة الزوايا، وتأخذ في اعتبارها شُبهة "الإرهاب"، حسبما أوردت صحيفة "نيو سترايتس تايمز" المحلية.

ونقلت وكالة الأنباء الماليزية عن روسدي إسا، مساعد كبير مفوضي قطاع التحقيق الجنائي في كوالامبور، قوله إن "الشرطة لم تحدد بعد الدوافع وراء إطلاق النار، لكنها تبحث في جميع الزوايا بينها شبهة الإرهاب". وأضاف أن "التحقيقات الأولية أوضحت أن الضحية لم يمكن لديه أي مشكلات مالية أو أعداء معروفين".

وحضر ممثلون عن السفارة الفلسطينية لمكان الاغتيال، حيث نقلت جثة الفقيد للتحقيق.

تخرّج البطش من جامعة كوالالمبور، قسم الهندسة الكهربائية، بدرجة امتياز، ونال جائزة أفضل باحث عربي في منحة الخزانة الماليزية. وهو متزوج ولديه 3 أطفال، وحافظ للقرآن ومحفظ له.

وبحسب تقارير فلسطينية، كان يعمل محاضرًا جامعيًا في جامعة خاصة، وعمل مع جمعية "ماي كير" الخيرية في ماليزيا والتي تتفرع عنها عدة جمعيات خيرية وإنسانية مثل جمعية الأقصى الشريف وجمعية i4Syria الخيرية. فضلًا عن عمله في سلطة الطاقة بغزة قبل سفره إلى ماليزيا.

ووفق المؤتمر الشعبي الفلسطينيي الخارج في ماليزيا، حصل على براءة اختراع في رفع كفاءة شبكات نقل الطاقة الكهربائية باستخدام تكنولوجيا الكترونيات القوى، إذ نجح فعليًا في خلق جهاز يعتمد تصميمه على تكنولوجيا إلكترونيات القوى ومن ثم توصيله بشبكة نقل الطاقة الكهربائية وتحسين كفاءة الشبكة بنسبة تصل لــ18 بالمائة.

كما حصل على جائزة ماليزيا الأولى، وحقق إنجازات أكاديمية أخرى بما في ذلك نشر 18 بحثا في مجلات عالمية، والمشاركة في أبحاث علمية محكمة في مؤتمرات دولية عقدت في عدة دول، والحصول على جائزة أفضل بحث في مؤتمر (SASG - 2014) والذي عقد في السعودية.

وصفه السفير الفلسطيني لدى ماليزيا، أنور الأغا، بأنه "رجل لطيف وهاديء".وأضاف أن الضحية تعيش مع زوجتها وأطفالها الثلاثة في سن الواحدة، والخامسة والسادسة.

وقال في تصريح للصحفيين، في موقع الحادث: "لقدكنت مصدومًا عند سماعي بأنه مقتول. لم يكن له أي أعداء بل كان رجلًا صالحًا".

نعت حركة حماس اغتيال البطش في بيان جاء فيه: "تنعي حماس ابنًا من أبنائها البررة، وفارسًا من فرسانها، وعالمًا من علماء فلسطين الشباب، وحافظًا لكتاب الله، ابن جباليا المجاهدة .. الشهيد المهندس فادي البطش".

وأضاف: "لقد تميز الشهيد بتفوقه وإبداعه العلمي، وله في هذا المجال إسهامات مهمة ومشاركات في مؤتمرات دولية في مجال الطاقة، وكان الشهيد نموذجًا في الدعوة إلى الله، والعمل من أجل القضية الفلسطينية".

واتهم خالد البطش، القيادي في حماس، جهاز الموساد بالوقوف خلف عملية الاغتيال.

وقال البطش في تصريحات صحفية، السبت، "نحن كعائلة نتهم جهاز الموساد بالوقوف خلف حادثة الاغتيال للدكتور فادي محمد البطش الباحث في علوم الطاقة".

وطالب البطش، السلطات الماليزية بإجراء تحقيق عاجل لكشف المتورطين بالاغتيال قبل تمكنهم من الفرار، حيث كان مُقررًا أن يغادر ماليزيا، غدًا الأحد، إلى لرئاسة مؤتمر علمي دولي في الطاقة في تركيا.

كما أدانت حركة فتح، اليوم السبت، اغتيال البطش في ماليزيا، مُعتبرة أن ذلك يُمثّل عودة تل أبيب لسياسة الاغتيالات في عواصم العالم المختلفة، والتي تشكل جريمة كبرى واعتداءً على سيادة الدولة التي ارتُكبت هذه الجريمة على أراضيها، وفق قولها.

وطالبت فتح، في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، دول العالم المختلفة بمحاسبة إسرائيل وإلحاق العقاب بها على القتل المُتعمّد الذي تقوم به.

اتهمت عائلة فادي البطش في قطاع غزة، جهاز الموساد باغتيال نجلها في ماليزيا. وقالت في بيان، السبت: "نتهم جهاز الموساد بالوقوف خلف حادثة اغتيال الدكتور فادي الباحث في علوم الطاقة".

وطالبت بإجراء تحقيق عاجل لكشف المتورطين، داعية السلطات الماليزية وسفارة فلسطين ومصر، إلى تسهيل إعادة الجثمان مع زوجته وأطفاله الى مسقط رأسه في بلدة جباليا بفلسطين".

وفي الوقت نفسه، مضت وسائل الإعلام الإسرائيلية تُلمّح بتورّط جهاز الموساد في حادث الاغتيال؛ فعنونت القناة العبرية العاشرة الخبر على موقعها الالكتروني، بعبارة "اغتيال مهندس حماس في ماليزيا". ونقلت عن تنظيمات فلسطينية (لم تسمها) قولها إن "الموساد يقف وراء عملية الاغتيال".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل