المحتوى الرئيسى

رحلة إلى المسجد المقطوع في قلب الجبل.. قالوا عنه: "مبني على غراس الجنة" (فيديو وصور)

04/21 03:44

إذا أحببت أن ترى أحد التحف المعمارية النادرة فما عليك سوى قيادة سيارتك إن كنت تملك واحدة، أو تركب العربات المنطلقة بطريق الأوتوستراد ناحية القلعة ومقابر الإباجية، وقبل أن تصل إلى هناك تجد إلى يسارك وفي حضن جبل المقطم مسجد يعتبر هو الأندر بين المساجد المصرية. 

المسجد مشهور بجامع الصالح العابد شاهين أو جاهين الخلوتي، وبنى عام 945 هـ، أثناء ولاية داوود باشا العثمانى "945 - 956" هـ.

بناه جمال الدين شاهين، لوالده، والذي ولد بمدينة "تبريز" ببلاد فارس في القرن التاسع الهجري، وانتقل إلى مصر حيث اشتراه السلطان الأشرف قايتباي وجعله واحدًا من مماليكه، ولكن حياة الجندية لم تناسب شاهين، فقد كان منطويا يحب العزلة ويطمئنُ لصحبة الفقهاء فحفظ القرآن والكثير من الأحاديث. 

عرف عنه السلطان ذلك فقربه منه، وصار لا يبارح مجلسه، وطلب منه شاهين أن يتفرغ للعبادة فاعتقه، وتتلمذ علي يد الشيخ عمر روشني بإيران.

رجع الخلوتي إلى مصر، وصاحب الشيخ محمد الدمرداش بالعباسية، وأصبح من مريديه، لذا فهو معروف أيضًا بشاهين الدمرداشي، ولما توفي الشيخ الدمرداش ترك العباسية وسكن جبل المقطم، وبنى له فيه معبدًا وحفر له فيه قبرًا، وكان طبيعيًا أن يلجأ المتصوفة إلى سفح جبل المقطم لما عرفوا عنه من تقديس الديانات السماوية له. 

وعن المقطم قال ابن الزيات: "إن جبل المقطم كان أكثر الجبال أنهارًا وأشجارًا ونباتًا، وسفحه غراس أهل الجنة"، وحكى الإمام الليث بن سعد، "أن المقوقس سأل عمرو بن العاص أن يبيعه سفح جبل المقطم بسبعين ألف دينار، فكتب بذلك لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب فرد عليه عمر قائلا: سله لماذا أعطاك ما أعطاك فيه وهو لا يزرع ولا يستنبط منه ماء". 

فسأل عمرو بن العاص المقوقس عن ذلك فقال: "إنا نجد في سفحه الكتب القديمة أنه يدفن فيه غراس الجنة، فكتب بذلك عمرو بن العاص إلى أمير المؤمنين فرد عليه قائلًا: اجعلها مقبرة لمن مات قبلك من المسلمين". 

ولم يزل الشيخ شاهين مقيما في خلوته في جبل المقطم لا ينزل منه نحو ثلاثين سنة، وتردد عليه الأمراء والوزراء للتبرك به، وكان قليل الكلام، وفي ذلك يقول الشعرانى: كنا نجلس عنده اليوم كاملا لا تكاد تسمع منه كلمة، وكان كثير السهر متقشفا في الملبس معتزلا عن الناس وظل كذلك حتى توفى سنة 901 هـ.

يقع المسجد في سفح جبل المقطم بمنطقة الأباجية، يمكن رؤيته وأنت سائر على طريق الأوتوستراد، نحو قلعة صلاح الدين ومدافن الأباجية، حيث يظهر خلف المدافن منحوتًا في الجبل، وكانت هذه المنطقة تسمى قديمًا وادي المستضعفين.

هو عبارة عن مجموعة تضم المسجد، وضريح، وثلاثة قبور، أكبرهم لشاهين الخلوتي، ثم آخران لجمال الدين شاهين وابنه محمد شاهين، والصعود اليه بمزلقان، باب القبة يعلوه قطعة رخام مكتوب عليها بسم الله الرحمن الرحيم أنشأ هذا الجامع ووقفه العبد الفقير إلى الله جمال الدين عبد الله نجل العارف بالله الشيخ شاهين افتتح عام 945 هجرية. 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل