المحتوى الرئيسى

هل ينقلب تمسك أوروبا بالاتفاق النووي الإيراني أمام ضغط ترامب؟

04/21 00:11

قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية الجمعة (20 أبريل/ نيسان 2018) إن الرئيس دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون سيبحثان الاتفاق النووي الإيراني في البيت الأبيض الثلاثاء المقبل على الرغم من أن المباحثات مع الدول الأوروبية بشأن معالجة المخاوف الأمريكية من الاتفاق المبرم عام 2015 "لم تنته تماماً بعد".

وقال المسؤول للصحفيين إن ترامب سيناقش أيضاً قضايا أخرى مع ماكرون من بينها الضربة العسكرية المشتركة التي تم توجيهها لسوريا هذا الشهر بعد هجوم مفترض بالأسلحة الكيماوية في دوما قرب دمشق.

الولايات المتحدة الأمريكية لا تستبعد بعد الهجوم بالغاز السام المفترض اتخاذ خطوات عسكرية ضد سوريا. إلا أن خبير الشؤون الأمريكية يوزيف برامل يعتقد أن الأمر يدور حول قضية أخرى. (11.04.2018)

رفض مجلس الشورى الإيراني فكرة إجراء أية تعديلات على نص الاتفاق النووي المبرم مع القوى الدولية، معتبرا مطلب ترامب في تعديل "العيوب الكارثية" عبثا لا يمكن القبول به. (14.01.2018)

بينما يتمسك الأوروبيون بالاتفاق النووي مع إيران كرر الرئيس الأمريكي ترامب انتقادات شديدة لهذا الاتفاق، متسبباً في مخاوف لدى الأوروبيين بأنه من الممكن أن يقوم بإلغائه. ومن المقرر أيضاً أن تلتقي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في الـ27 من نيسان/ أبريل الجاري ترامب في البيت الأبيض، وهي ثاني زيارة لها للولايات المتحدة منذ تولي ترامب رئاسة البلاد.

ويفرض الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2015 بين إيران والولايات المتحدة وخمس دول كبرى أخرى قيوداً على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات عنها. ووصف ترامب الاتفاق بأنه أحد أسوأ الاتفاقات، التي جرى التفاوض عليها على الإطلاق. وحدد الرئيس الأمريكي في يناير/ كانون الثاني مهلة لبريطانيا وفرنسا وألمانيا تنقضي في 12 مايو/ أيار المقبل، قائلاً إن على الدول الثلاث الاتفاق على "إصلاح العيوب الجسيمة في الاتفاق النووي الإيراني" وإلا فإنه سيرفض تمديد تخفيف العقوبات الأمريكية.

وقال المسؤول الأمريكي الكبير الجمعة إن "الأوروبيين ولاسيما بريطانيا وفرنسا وألمانيا يعملون بجد في محاولة لمعالجة بعض من أهم أو أبرز مخاوفنا المتعلقة ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية مثل الفقرة، التي تنص على انتهاء العمل بالقيود على برامج إيران النووية بعد عشر سنوات". وأضاف "هذا العمل لم ينته تماما بعد".

مزيد من الأوروبيين ينضمون للدول الثلاثة

وقال السفير الأمريكي لشؤون نزع السلاح روبرت وود يوم أمس الخميس إن واشنطن تجري مناقشات "مكثفة" مع الدول الأوروبية الثلاث قبل انقضاء المهلة المحددة في مايو/ أيار لاستئناف العقوبات على إيران إذا لم يصدر ترامب قرارات جديدة بتعليقها.

وقالت إيران إنها ستلتزم بالاتفاق ما دامت الأطراف الأخرى تحترمه ولكنها ستتخلى عنه إذا انسحبت منه واشنطن. ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف قوله في نيويورك "أمام إيران عدة خيارات إذا تخلت الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي. رد إيران على انسحاب أمريكا من الاتفاق لن يكون لطيفاً". 

وكان دبلوماسيون قد قالوا هذا الأسبوع إن حكومات الاتحاد الأوروبي تبدي مزيداً من التأييد لفكرة فرض عقوبات جديدة على إيران اقترحتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا

وكانت لندن وباريس وبرلين أثارت غضب شركائها في الاتحاد في مارس/ آذار عندما سعت البلدان الثلاثة للمضي قدماً في مقترح لفرض عقوبات على 15 مسؤولاً كبيراً وشخصيات عسكرية وشركات إيرانية قبل انقضاء مهلة ترامب، كوسيلة لإثناء الرئيس الأمريكي عن الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم. لكن يبدو أن أعضاء آخرين بالاتحاد ينضمون حالياً لمسار العقوبات في ظل تأكيدات من مسؤولين بالحكومة الأمريكية بأن مثل هذه العقوبات قد تؤثر في قرار ترامب وأيضاً في ظل تراجع نهج المواجهة من قبل لندن وباريس وبرلين.

قد يكون الاتحاد الأوربي أول الأطراف غير الراغبة في تشكيل المثلث الروسي التركي الإيراني. فبعد أن كان ينتظر من تركيا أن تلعب دوراً؛ بصفتها عضواً في الناتو، وساعية للانضمام للاتحاد الأوروبي، فتضيق على الجار الروسي اقتصادياً وسياسياً، اختارت أنقرة التحالف مع ذلك الجار. وقد ساهمت محاولة الإنقلاب الفاشلة بتركيا عام 2016 في بداية تشنجات واضحة في العلاقات بين أنقرة والغرب.

تشهد العلاقات بين الرياض وأنقرة بروداً شديداً منذ فترة، خاصةً بعد أن صارت السعودية ترى في تركيا منافساً على زعامة العالم الإسلامي، مثلما ترى في إيران منافسا أيضاً لها في دول الجوار، ولذلك صارت السعودية تتجه نحو التعاون مع إسرائيل، ولن تروق لها فكرة "الحلف المحتمل" بين إيران وتركيا، وهو ما جعل مراقبين، يذهبون نحو فرضية إعداد السعودية لخطة استباقية بهدف تشكيل حلف مقابل "الحلف الجديد".

لا يقف مسلسل العداء بين الرياض وطهران عن التنامي يومياً. وفي ظل التحالف الجديد ستكون السعودية في مواجهة مع أعداء اتهمتهم مراراً بالرغبة في السيطرة على العالم الإسلامي. وكان تصريح محمد بن سلمان لمجلة "أتلانتيك" الأميركية (3 أبريل/ نيسان2018) أقوى دليل على استمرار المواجهة العلنية بين بلده وإيران، إذ أشار إلى أن النظام الإيراني يريد نشر فكرة "ولاية الفقيه" المتطرفة، ويعتقدون أن فكرهم سيحكم العالم".

التقاء روسيا بتركيا وإيران من الخطوات التي لن تعجب إسرائيل. ويرى مراقبون في تقارب إسرائيل والسعودية خطوة لمواجهة المد الإيراني الشيعي. وتشهد العلاقات بين طهران وتل أبيب توتراً شديداً خصوصاً بسبب البرنامج النووي الإيراني، وقد اعترف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بأن "إسرائيل تقف إلى الجانب نفسه مع السعودية بخصوص معاداة إيران".

عقدت تركيا آمالا عريضة على ترامب، الدي رأت في ولايته بداية عصر جديد للعلاقة بين البلدين. لكن الأمر لم يستمر طويلاً، إذ اختلفت أنقرة وواشنطن بخصوص تحديد الجماعة الأكثر تهديداً في سوريا. وفي الوقت الذي ضاعفت واشنطن دعمها العسكري لوحدات حماية الشعب الكردية؛ رأت أنقرة في هذه الوحدات تهديداً وجودياً لمستقبل الجمهورية التركية. لهده الأسباب اتجهت تركيا للبحث عن متعاونين آخرين، شكلت روسيا وإيران أهمهما.

انهارت العلاقة بين واشنطن وموسكو بشكل غير مسبوق بعد حادث تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا. حيث ردت واشنطن بطرد 60 موظفاً في البعثات الروسية في أرجاء البلاد وفي بعثة روسيا في الأمم المتحدة، كما قررت إغلاق القنصلية الروسية في سياتل. وفي المقابل أعلن وزير الخارجية الروسي أن بلاده ستطرد 60 دبلوماسياً أميركياً وستغلق قنصلية الولايات المتحدة في سان بطرسبورغ.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل