المحتوى الرئيسى

ما الفرق بين "إعادة توزيع" اللاجئين و"إعادة توطينهم"؟

04/21 08:22

مصطلحات "إعادة التوزيع" و"الإعادة إلى الوطن" و"إعادة التوطين" تأتي في الغالب لتعبر عن الكيفية التي قد يتحرك بها اللاجئون في جميع أنحاء أوروبا بمجرد دخولهم القارة. لكن هذه الكلمات لها معانٍ مختلفة ويجب التمييز بينها.

إعادة التوطين تعني إرسال طالب اللجوء إلى بلد ثالث، غير بلده الأصلي وغير البلد الذي وصل إليه لأول مرة إذا كان مهدداً بالخطر فيه. وهذا ينطبق فقط على من يتم الاعتراف بهم كلاجئين من قبل وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، كحال السوريين الذين هربوا من بلدهم وقدموا طلبات لجوء إلى أوروبا في تركيا أو الأردن أو لبنان مثلا. إعادة التوطين تساعد ذوي الظروف الصحية أو القانونية الخاصة بشكل أساسي.

في عامي 2016 و2017 قدم الاتحاد الأوروبي فرصاً لإعادة توطين 22504 شخص. ووضعت المفوضية الأوروبية خطة لإعادة توطين 50 ألف شخص في أيلول/سبتمبر عام 2017، وخصصت 500 مليون يورو لدعم جهود الدول الأعضاء في ذلك. وبالرغم من ذلك فإن بعض الدول الأوروبية لا تلتزم بخطط إعادة التوطين، فألمانيا مثلاً لم تستقبل سوى 2700 طالب لجوء من خلال برنامج إعادة التوطين منذ عام 2013، وفقاً لصحيفة Die Welt الألمانية. لكن وافقت ألمانيا مؤخرا على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج خاص لـ"إعادة التوطين" أطلقته مفوضية الاتحاد الأوروبي لشؤون اللاجئين.

هل يتوجب على دول الاتحاد الأوروبي الالتزام بحصص توزيع اللاجئين؟ سؤال كان قد فجر خلافات كبيرة بين الدول الأعضاء، وأدى إلى تعطيل إصلاح قوانين اللجوء. ولهذا ألمانيا تريد تأجيل النقاش إلى حين تطبيق نخططات الاصلاح. (25.01.2018)

تعديلاً لاتفاق "دبلن"، اقترح البرلمان الأوروبي إنشاء آلية توزيع "دائمة وأوتوماتيكية" لطالبي اللجوء. ووفق هذا المقترح يُحرم اللاجئون من فرصة الحصول على اللجوء في حال عدم قبولهم بالبلد الذي يرسلون إليه. (20.10.2017)

على مدار السنتين الماضيتين، تبين أن إعادة توزيع طالبي اللجوء من إيطاليا واليونان، على باقي دول الاتحاد عملية صعبة. غير أن خطة الاتحاد الأوروبي تلك تعد بحلول دائمة لمعضلة الهجرة إلى أوروبا، هذا إذا تم تطبيقها بشكل صحيح. (10.08.2017)

يشير مصطلح "إعادة التوزيع" إلى نقل طالبي اللجوء من دولة أوروبية إلى أخرى في الاتحاد الأوروبي للبت بطلب اللجوء في البلد الجديد. وغالبا ما يكون السبب وراء ذلك:  وجود دول أوروبية تتعرض لضغوط كبيرة بسبب ازدياد أعداد طالبي اللجوء هناك (حالياً اليونان وإيطاليا). يحق لطالبي اللجوء في اليونان أو إيطاليا فقط الانتقال إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي.

يتم التعامل مع الأشخاص الذين يدخلون إلى بلد آخر عبر إعادة التوزيع كطالبي لجوء. ويتم نقلهم إلى بلد نسبة الحصول على اللجوء فيه هي 75 بالمائة على الأقل، وفقاً للإجراءات الحالية في الاتحاد الأوروبي.

في أيلول/سبتمبر عام 2016، أبدت ألمانيا استعدادها لاستقبال 500 طالب لجوء من كل من اليونان وإيطاليا شهرياً ضمن برنامج إعادة التوزيع، واستقبلت حتى تشرين الأول/أكتوبر عام 2017 حوالي 3600 طالب لجوء من إيطاليا و4800 من اليونان، حسبما أفادت وزارة الداخلية للقناة الألمانية الأولى. وتعمل وزارة الداخلية الاتحادية بالتنسيق مع وزارة الخارجية على تنظيم هذه العملية، ويحدد المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) من سيقبل في البلاد، حيث تم رفض 159 حالة.

تم إعادة توزيع أكثر من 31500 شخص في الاتحاد الأوروبي في الفترة ما بين تشرين الأول/أكتوبر عام 2015 وتشرين الثاني/نوفمبر عام 2017، وفقاً للمكتب الأوروبي لدعم اللجوء.

الإعادة إلى الوطن هي إرسال طالب اللجوء إلى بلده الأصلي، حيث يحق للاجئين العودة إلى بلدهم الأصلي إذا رغبوا في ذلك، وفقاً للمفوضية الأوروبية. ولا ينبغي الخلط بين الإعادة إلى الوطن والترحيل، ففي الترحيل تجبر الدولة المضيفة طالب اللجوء على الخروج منها.

يقدّم المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين مساعدات مالية للراغبين بالعودة الطوعية إلى بلدانهم الأصلية، لكن هذه المساعدات لا تشمل جميع الجنسيات، ففي كانون الثاني/يناير عام 2015، علّق المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين المساعدات المالية لطالبي اللجوء القادمين من كوسوفو ويرغبون بالعودة الطوعية. وينطبق هذا على مواطني دول البلقان الأخرى أيضاً، بما في ذلك ألبانيا وصربيا ومقدونيا.

كاي دامباخ/ محيي الدين حسين-مهاجر نيوز

في عامي 2015 و2016 حاول ملايين الأشخاص الوصول إلى غربي أوروبا من اليونان أو من تركيا عبر طريق البلقان سيرا على الأقدام عبر مقدونيا وصريبا ومن ثم المجر. وتم إيقاف تدفق اللاجئين بعد إغلاق "طريق البلقان" رسميا وإغلاق العديد من الدول حدودها. وحاليا يأتي معظم اللاجئين عبر البحرالأبيض المتوسط الخطير من ليبيا نحو أوروبا.

هزت هذه الصورة العالم بأكمله. على أحد الشواطئ التركية تم العثور على جثة الطفل أيلان الكردي ذي الـ3 سنوات. وكان ذلك في أيلول/ سبتمبر 2015. انتشرت هذه الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت رمزا لأزمة اللاجئين السوريين. وكان من غير الممكن لأوروبا إغفال الأمر أكثر من ذلك.

بعد أن علم اللاجئون أن طريق الهروب إلى أوروبا لن يبقى مفتوحا لفترة طويلة. حاول آلاف اللاجئين الصعود إلى القطارات والحافلات المزدحمة في كرواتيا. ب بعد فترة وجيزة أغلقت كرواتيا أبوابها وكان ذلك في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وبالمقابل تم إنشاء حاويات لاحتجاز اللاجئين طيلة فترة تسير إجراءات اللجوء.

ضجة إعلامية واسعة أثارتها المصورة المجرية، حين ركلت لاجئا سوريا، عندما كان يحاول تجاوز حواجز الشرطة في منطقة روتسيغع بالقرب من الحدود المجرية حاملا معه طفله الصغير. وكان ذلك في سبتمبر/أيلول 2015. حتى في ألمانيا شهدت مراكز استقبال اللاجئين هجمات عدة من قبل أشخاص معادين للأجانب.

إغلاق طريق البلقان رسميا عام 2016 أدى إلى تصاعد أعمال الشغب على المراكز الحدودية، ما أدى إلى صدامات حادة بين اللاجئين ورجال الشرطة. فقد حاول كثيرون عبور الحدود اليونانية المقدونية بعد فترة وجيزة من إغلاقها.

طفل مصاب تغطي وجهه الغبار والدم. صدمت صورة الطفل عمران من مدينة حلب الرأي العام. وفي عام 2016 كانت رمزا للحرب الأهلية البشعة والأوضاع البائسة التي يعيشها السكان المدنيون. بعد عام انتشرت عبر شبكة الانترنيت، صور جديدة للطفل تظهر عليها ملامح البهجة.

لاجئ سوري يحمل طفلته تحت المطر على الحدود اليونانية المقدونية في إيدوميني، وكان يأمل لعائلته العيش في أمان في أوروبا. بعد تطبيق اتفاقية دبلن، ينبغي تقديم اللجوء في البلد الاوروبي الأول الذي يصل إليه اللاجئ. لذا يتم مؤخرا إعادة الكثير من اللاجئين، علما ان إيطاليا واليونان تتحملان أعباء كثيرة.

مازالت ألمانيا هي البلد الأوروبي الأول للاجئين. على الرغم من أنه وبسبب تدفق اللاجئين الكبير، أصبحت السياسة المتعلقة بااللاجئين وطلبات اللجوء أكثر تشددا. في أوروبا كانت ألمانيا هي البلد الأكثر استقبالا للاجئين. إذ وصل عدد اللاجئين الذين استقبلتهم ألمانيا عام 2015 إلى 1.1 مليون. لتصبح المستشارة أنغيلا ميركل أيقونة بالنسبة لكثير من اللاجئين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل