المحتوى الرئيسى

روسيا تلاعب الغرب وتهدد بتسليم سوريا صواريخ «إس 300»

04/20 22:32

أعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، اليوم، أن العدوان الثلاثى الذى شنّته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد سوريا، يمنح «موسكو» الحق فى تزويد «دمشق» بمنظومات الدفاع الجوى «إس-300»، فى أحدث تداعيات ما بعد الضربات الأمريكية البريطانية الفرنسية على سوريا.

وقال «لافروف»، وفقاً لقناة «روسيا اليوم»: إن «موسكو كانت، حتى الآونة الأخيرة، تتحمّل المسئوليات الأخلاقية أمام شركائها الغربيين، حيث وعدتهم قبل نحو 10 سنوات بعدم تسليم منظومات (إس-300) إلى سوريا».

وأشار وزير الخارجية الروسى إلى أن «موسكو» راعت حينئذ البرهان الذى استخدمه هؤلاء الشركاء بأن تصدير هذه الأسلحة إلى سوريا قد يؤدى إلى نسف الاستقرار، وذلك رغم أن منظومات «إس-300» سلاح دفاعى حصراً، مشدداً على أنه بعد العدوان الثلاثى على سوريا لم تعد روسيا تتحمّل أى مسئوليات أخلاقية أمام «واشنطن» وحلفائها فى هذا المجال. وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أطلقت فى 13 أبريل الحالى أكثر من 100 صاروخ على 3 مواقع سورية، بينها مركز أبحاث كبير فى «دمشق»، رداً على الهجوم الكيميائى المزعوم فى «دوما» الذى أوقع أكثر من 40 قتيلاً.

وسائل إعلام: إسرائيل تفكر فى استهداف المنظومة الصاروخية إذا تسلمتها «دمشق».. ومتخصّصة فى الشأن الروسى: «موسكو» جادة فى وعودها للحكومة السورية.. و«واشنطن»: سوريا لا تزال قادرة على شن هجمات كيميائية

وقال «لافروف»: إن «روسيا أجرت اتصالات مع الولايات المتحدة على مستوى القيادة العسكرية قبيل الضربات الصاروخية على سوريا»، مشيراً إلى أن «موسكو» حذّرت «واشنطن» من أن الضربات على بعض المناطق فى سوريا ستكون اجتيازاً للخطوط الحمراء.

وقال «لافروف»، لوكالة أنباء «سبوتينيك» الروسية: «قبل أن تبدأ خطط قصف (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) لسوريا، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، أنه إذا ألحقت بعض الأعمال القتالية لما يسمى بالتحالف الأمريكى ضرراً بالجنود الروس، فإننا سنرد بشكل حازم ودقيق».

وأضاف أن «رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أشار أيضاً إلى أن (موسكو) لن تأخذ بعين الاعتبار الصواريخ نفسها فحسب، بل ومصادر إطلاق هذه الصواريخ أيضاً»، مؤكداً أن الاتصالات على مستوى القيادة العسكرية للبلدين أدت إلى أن واشنطن لم تجتَز الخطوط الحمراء.

وأعلن «لافروف» أن الجيش الروسى سيقدّم قريباً دليلاً على إسقاط نظام الدفاع الجوى السورى لبعض الصواريخ المجنّحة التى أطلقتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

التصريح من قبل وزير الخارجية الروسى بخصوص منظومة «إس 300»، أثار الأوساط الأمريكية والإسرائيلية، خصوصاً التى بدأت تفكر ملياً فى الخيارات المطروحة أمامها للحيلولة دون وصول هذه المنظومة المتطورة للجيش السورى.

وفق ما كتبته وكالة «بلومبرج» الأمريكية، التى من شأنها تغيير معادلات الردع فى المنطقة فى حال تسلم سوريا هذا النوع من الأسلحة. وحسب مصادر للوكالة، تقوم إسرائيل وقيادتها العسكرية، بالإضافة إلى المحللين العسكريين فى «تل أبيب» بوضع الخيارات المتاحة لمجابهة الحدث، واعتبر محللون أن الخيار الوحيد والأجدى هو توجيه ضربة عسكرية للمنظومة الصاروخية بعد حصول سوريا عليها.

وأشارت إلى أن هذا الخيار قد يسهم فى تأزيم العلاقات الروسية - الإسرائيلية من جهة، كما سيؤدى ذلك إلى غلق المجال الجوى السورى بالكامل أمام الطائرات الإسرائيلية التى كانت تتحرّك بحرية تامة فى المنطقة، مما سيؤدى إلى تغيير المعادلات فى المنطقة.

كما علق جنرال فى قوات الاحتياط الإسرائيلية عاموس يادلين على الموضوع، معتبراً أن لدى إسرائيل نوايا جدية وخطط مناسبة للقضاء على تهديد اسمه «إس-300» فى سوريا، وفق ما نقلته الوكالة.

وقالت الدكتورة نورهان الشيخ، المتخصصة فى الشأن الروسى، فى اتصال لـ«الوطن»: إن «روسيا جادة جداً فى وعودها وتسليم سوريا تلك المنظومة الصاروخية (إس 300)، وبالأساس فإن وزارة الدفاع الروسية كانت أعلنت فى بيان أنها ستقوم بتسليم دمشق تلك المنظومة المتفق عليها حتى قبل الأحداث التى بدأت فى 2011».

فى المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، اليوم، أن الحكومة السورية لا تزال قادرة على شن هجمات كيميائية لكن بمستوى محدود، بعد أسبوع على الضربات، وقال الجنرال كينيث ماكنزى مدير هيئة الأركان العسكرية الأمريكية المشتركة: «سيتمكنون من شن هجمات محدودة فى المستقبل»، لكنه أضاف أنه لا معلومات لديه بالتحضير لهجوم جديد. وتابع: «عليهم التيقّظ، بينما يدرسون آلية تنفيذ هذه الهجمات، لأننا نراقبهم ولدينا القدرة على ضربهم مجدداً إذا دعت الحاجة إلى ذلك».

من جهة أخرى، بدأت مساء أمس مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية السورية وتنظيم «داعش» الإرهابى فى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية «دمشق»، عقب عملية عسكرية أطلقتها لطرد مسلحى «داعش والقاعدة» من جنوب العاصمة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل