المحتوى الرئيسى

أرسن فينجر - الفاشل الذي أبكى "من ظنوا أنهم يكرهونه" | Goal.com

04/20 20:13

قليلون هم من عاصروا حقبة أرسن فينجر مع أرسنال بشكل كامل بالجيل الحالي من بدايتها وحتى النهاية، أو بمعنى أدق قليلون من هم "أصحاب الصوت العالي" الذين شهدوا على تلك الفترة بكامل تفاصيلها.

منذ بضعة سنوات كان الجميع لا يطيق الانتظار لرحيل فينجر، جمهور أرسنال فاض به الكيل من الإخفاق المستمر وعدم الفوز بأي بطولة دوري منذ موسم 2003/2004.

إذا سألت معظم أي مشجع لأرسنال هل تريد بقاء فينجر أم رحيله؟ الإجابة واضحة وصريحة في أي وقت على مدار السنوات الماضية .. بالطبع رحيله لندخل في مرحلة جديدة بعيدا عن كل الإخفاقات.

نفس المشجع الآن على الأرجح سيكون متأثرا أو في حالة بكاء شديدة لرحيل "من ظن أنه يكرهه".. لماذا؟

قبل صخب السوشيال ميديا وجنون "التريند" الذي يلغي كل ما قبله ومزحة "المركز الرابع" الأكثر استهلاكا، جاء أرسن فينجر لأرسنال عام 1996 ليفتح صفحة جديدة في تاريخ النادي الإنجليزي.

المدفعجية وقتها كانوا فريقا كبيرا يمتلك عدد جيد من البطولات، يجعله منافسا قويا لكبار إنجلترا، قبل أن يبتعد ويصبح نيوكاسل وكذلك بلاكبرن هما منافسي مانشستر يونايتد على لقب الدوري.

فينجر لا يمثل كل تاريخ أرسنال وليس من صنعه ولكن هذا ترتيب الفريق بآخر 4 مواسم قبل مجيء الفرنسي..

ومع أول موسم لفينجر تحسنت الأوضاع بشكل كبير وحقق لقب البريميرليج في ثاني موسم له، ليضيف إليه لقبين آخرين منهم دوري اللاهزيمة.

تخللت هذه اللحظات السعيدة بالدوري 4 ألقاب أخرى بكأس الاتحاد الإنجليزي، ليندهش الجميع بكل ما قدمه الفرنسي ذو المظهر الهزيل القادم من اليابان دون اي تاريخ يذكر.

النجاح لم يقتصر فقط على البطولات، الطريقة التي جاءت بها والكرة الجمالية التي لم يختلف عليها أحد واللمسات الفنية المبهرة الخالدة في أذهان كل ما شهدها، لكن مع كل أسف لن تخلد بصفحات السوشيال ميديا التي تجعل من كل لاعب أو هدف جاء بطريقة مختلفة هو الأفضل في التاريخ كأمر غير قابل للنقاش.

بحالة وصفك أرسن فينجر بالفاشل في تلك الفترة والحقبة الذهبية فعلى الأرجح المشكلة ستكون في مدى تعريفك لكلمة النجاح..

ملعب هايبري كان قلعة وحصن لأرسنال، لكن لسوء الحظ مع تطور اللعبة وزيادة شعبية الفريق، حان وقت الافتراق للذهاب لمكان أكبر يضع النادي ضمن الصفوة في أوروبا.

احتاج أرسنال 390 مليون جنيه إسترليني لبناء الملعب، الذي يتسع لـ60.43 متفرج ليصبح الثاني من ناحية الكبر في إنجلترا بعد أولد ترافورد بتلك الفترة.

المبلغ لم ينفق على التكلفة الفعلية لبناء ملعب الإمارات، بل أيضا تحمل النادي العديد من النفقات الأخرى بسبب المعارضة المحلية للإنشاء بمنطقة أشبرتون جروف في لندن.. معركة طويلة خاضها أرسنال وفينجر انتهت بالانتصار.

أدت هذه التكلفة لزيادة الديون على عاتق إدارة النادي، لتبدأ مرحلة التقشف ويصبح فينجر بدون أي موارد لتدعيم فريقه بداية من صيف 2006.

صاحبت تلك الفترة رحيل للعديد من النجوم تلك الآخر باتريك فييرا، سول كامبل، أشلي كول، فريدي ليونبرج تيري هنري مع اعتزال دينيس بيركامب.

فينجر كان مطالبا بإعادة بناء الفريق من جديد بدون أي موارد، سقف رواتب ضئيل مع عدم ضم أي لاعب يزيد سعره عن 15 مليون جنيه إسترليني.

مع ظهور قوى ضخمة مثل تشيلسي ومانشستر سيتي أصبح أرسنال مطالبا بالمنافسة مع هؤلاء، بمجموعة من اللاعبين أبرزهم ألمونيا، ميكيل سيلفستر، جايل كليشي، نيكلاس بنتنر، يوهان دجورو.

ورغم كل ذلك كان الفرنسي قادرا على صناعة شيء ما، جلب بعض المواهب مثل سيسك فابريجاس، فان بيرسي، اليكس سونج، سمير نصري وأديبايور وماثيو فلاميني، صنعهم من لاشيء قبل ان يرحلوا بحثا عن البطولات.

مجموعة عادية من اللاعبين بتواجد نجم أو إثنين، كانت قادرة يوما ما على التأهل لنصف نهائي دوري الأبطال، والوجود ضمن الأربعة الكبار والمنافسة على البريميرليج جيل شاب في 2007/2008.

تجاهل كل هذه الحقائق ونعت فينجر بالفاشل رغم قراره بإكمال مشروعه حتى النهاية، ورفضه أكثر من عرض رسمي أسباني لريال مدريد أمر مثير للدهشة.

حسنا أرسنال إسم كبير وما كان يمر به الفريق بتلك الفترة لا يليق به كنادي كبير.. ماذا لو ارتدى لاعبو ستوك سيتي أو وست بروميش أو سوانزي قمصان مانشستر سيتي أو يونايتد أو ليفربول.. هل سيربحون الدوري؟

ماذا لو أعطيت لاعبي ليفانتي أو جيرونا قمصان ريال مدريد وبرشلونة ستجد الأول ينافس على دوري الأبطال والآخر يحسم لقب الليجا؟

المجموعة المتواضعة التي امتلكها فينجر بهذه الفترة، هي نفسها قد تراها في إيفرتون أو ساوثهامبتون أو أي أندية الوسط، التي لو اقتربت من الأربعة الكبار لاعتبرته إنجازا يستحق الإشادة.

المثير للدهشة أن من يتهمون فينجر بالفشل على هذه السنوات، هم أنفسهم من يصون ماوريسيو بوتشينيو بالبطل  لاكتفاءه بالمنافسة على الأربعة الكبار بجيل هاري كين وديلي ألي وهوجو لوريس وكريستيان إريكسن وفيرتونخن طوال 3 مواسم.

هم أنفسهم من سيوجون العذر لبيب جوارديولا اذا فشل لو طلبت منه إدارة مانشستر سيتي التخلي عن نجم أو إثنين من أجل مشكلة مالية، خاصة وأنها سبق ووجهت له الدعم الكامل على الغياب الكارثي لجناحه ليروي ساني "لمدة شهر" وأرادت تعويضه برياض محرز بـ75 مليون إسترليني، ودعمته بما يقرب من 800 مليون إسترليني لبناء فريق جديد.

تعهد الفرنسي في إبريل 2013 أن أرسنال لن يبيع نجومه مرة أخرى، انتهى التقشف لتبدأ مرحلة جديدة يستطيع فيها الفريق للعودة للبطولات.

الموارد أصبحت متاحة أكثر من أي وقت مضى، تعاقد النادي مع لاعبين من نوعية مسعود أوزيل، بيتر تشيك وأليكسيس سانشيز لترتفع الطموحات وتنتهي الأعذار.

فينجر رفض التخلي عن حلمه، ولكن كرة القدم تخطته وعاقبته على عدم مجاراتها، حتى وإن كانت الظروف قاسية وغير مناسبة.

رغم الفوز بـ3 بطولات كأس اتحاد إنجليزي، إلا أن الفشل استمر في الدوري خاصة الذي ربحه ليستر سيتي على حساب المدفعجية، لاسيما الخروج من دوري الأبطال بدور الـ16 ليصبح أرسنال مزحة للجميع.

رحيل فان بيرسي وسانشيز والفشل في ضم لويس سواريز وغيره من اللاعبين، قلل من شعبيته وجعل الكل يطالب برحيله بل برقبته أحيانا.

تشبث فينجر بإنقاذ صورته والصورة التي أراد رسمها بعد رحلة من الصبر، صاحبه كم كبير من الأخطاء، لتأتي النهاية بهذه الطريقة.

يجب ان يكون هدفك في الحياة هو القيام بكل شيء على أنه فن .. فينجر يشرح ببساطة شديدة فلسفته بتحويل أرسنال من نادي ممل يلعب كرة عادية تهدف للفوز فقط، إلى فريق جذاب تعشق رؤيته حتى أوقات الخسارة.

من Boring Arsenal إلى Victory through harmony تعكس لك كيف تسلم فينجر تدريب أرسنال وكيف تركه.

إذا كنت لا تؤمن سوى بالبطولات فمن الصعب فالطبع ستضع فينجر ضمن الأفشل في التاريخ، لما لا وهو لم يحقق سوى 3 بطولات دوري في 22 سنة ولم يفوز بدوري الأبطال.

قل ما شئت لكن لن تنزع حقه في زيادة شعبية النادي حول العالم، عشاق في أفريقيا آسيا أستراليا ومعظم أنحاء الكرة الأرضية، جمعتهم متعة تيري هنري وليونبرج وبيريز وفييرا وبيركامب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل