المحتوى الرئيسى

حكايات الكورة في المونديال .. إعمل نفسك ميت على الطريقة التشيلية

04/20 14:57

حكايات الكورة في المونديال، هي سلسلة جديدة تتناول أبرز حكايات وأسرار بطولات كأس العالم  عبر تاريخه، المونديال الذي يترقبه العالم كل 4 سنوات ليس مجرد بطل ونتائج ومنتخبات مشاركة، هناك أيضاً الكثير من الطرائف والدراما والغرائب.

الكل عندما يسمع كلمه (ماراكانزو) يجول في خاطره المباراة الشهيرة في نهائي كأس العالم 1950 والتي فازت بعد الأوروجواي 2-1 على البرازيل في إستاد الماراكانا بعد مباراة دراماتيكية ولاحقا سأحكي بعض الجوانب الخفية من هذة المباراة ولفظ ماراكانزو يعني "فضيحة الماراكانا" واليوم سأحكي عند ماراكانزو أخر يسمى بماراكانزو الإختيار التشيلي".

تعود أحداث الواقعة إلى تصفيات كأس العالم 1990 المقامة في إيطاليا وبالتحديد المجموعة الثالثة من تصفيات أمريكا الجنوبية والتي ضمت البرازيل وتشيلي وفنزويلا ويصعد منهم فريق واحد ولكن قبل الحديث عن مباراة الحكاية الرئيسية وهي أخر مباراة في التصفيات على أرض البرازيل في الماراكانا يجب أن نعود إلى المباراة الأولى التي لعبت في ملعب ناسيونال أستاديوم في عاصمة تشيلي سانتيجو يوم 19 أغسطس من عام 1989.

المباراة أدارها الحكم الكولومبي خيسوس دياز بلاسيوس الذي بسببه كادت أن تتحول المباراة لمجزرة، فقبل بداية المباراة حدثت مشادة بين نجم البرازيل الصاعد وقتها روماريو مع لاعبين اثنين من تشيلي خاصة مع لويس راؤول اورمانو وهو اللاعب الذي أطلق شرارة العنف في المباراة ففي بداية المباراة تتدخل اورمانو بعنف شديد على ركبة الظهير الأيسر برانكو حتى أنه كاد أن يكسر قدمه وأكتفى الحكم بأعطاؤه الكارت الأصفر وهنا ثار روماريو وتشاجر مع لاعب بدون كرة فقام الحكم بطردة ليتدخل بيبيتو ودونجا لتهدئة الموقف وإخراج روماريو وبعد قليل يضرب اورمانو اللاعب مازينهو بعنف فيقوم الحكم الكولمبي بطرده وسط إعتراضات غريبة من اللاعب.

في الدقيقة 63 وبعد إختراق مازينهو الجانب الأيمن من تمريرة طولية من بيبيتو ويقوم بإرسال عرضية فبدلا من يقوم المدافع التشيلي فرناندو إنريكي أستينغو بتشتيت الكرة أسكنوها الشباك بطريقة غريبة بعد أن أصطدمت بقدم اللاعب هوجو أرماندو جونزاليس ويستمر الضغط التشيلي بغية إدراك التعادل والذي شابه العنف حتى أن في أحدى الهجمات تكاثر لاعبو تشيلي على الحارس تافاريل وكاد أن يتم الفتك به بعد إنقاذه هدف من على خط المرمى وفي الدقيقة 91 يحتسب الحكم الكولمبي بلاسيوس على الحارس البرازيلي تافاريل خطأ على حدود الست ياردات غير معلوم السبب وفي ظل إستعجاب البرازيليون من الخطأ وفي لمح البصر يقوم اللاعب التشيلي جورج أرافينا بتمرير الكرة إلى البديل الذي نزل الشوط الثاني إيفو أليكسيس باساي الذي أودعها الشباك والكل لم يحرك ساكنا وسط فرحة غامرة من الجمهور التشيلي وأعتراضات بالجملة من جانب راقصي السامبا لتنتهي المباراة 1-1.

إشارة بذيئة وفتاة بلاي بوي وحارس حاصل على جائرة الأوسكار في الماراكانزو الجديد

بعد 3 أسابيع وبالتحديد في يوم 3 سبتمبر تلعب المباراة التي شهدت العديد من الكوارث الغريبة، دخل الفريقين المباراة الأخيرة في التصفيات ورصيد كلا منهما 5 نقاط ولكن فارق الأهداف في صالح البرازيل ولذا فأن أبناء الاروخا يريدون الفوز فقط.

وسط مائة وأربعين الف متفرج في الماراكانا الكل يشجع بحماس منقطع النظير وخاصة بسبب ما حدث في المباراة الأولى وسارت المباراة بدون مشاكل وسط تألق الحارس روخاس في الذود عن مرماه حتى عندما سجل كاريكا هدف التقدم في الدقيقة 49 بعد تمريرة من بيبيتو لينجح في مغالطة الحارس (روبيرتو روخاس الشهير ب الكوندور) وهو بطل الحكاية.

وعندما أشارت عقارب ساعة الحكم الأرجنتيني خوان كارلوس لوستاو إلى الدقيقة 67 بدأت المسرحية الدرامية، ففي وسط أفراح الجماهير البرازيلية بدأ إشعال الشماريخ وإلقاؤة داخل المستطيل الأخضر ليسقط الحارس التشيلي روبيرتو روخاس مدعيا إن أحد تلك الألعاب النارية أصابه لتقف المباراة بعد أن ظهرت الدماء الغزيرة على جبهة الحارس ونزل طبيب الفريق التشيلي دانيال رودريجز بأوامر من المدير الفني اورلاندو ارافينا ويقرر كابتن تشيلي فرناندو إنريكي أستينغو سحب الفريق و إتجاذ قرار بعدم إستكمال المباراة رغم محاولات الحكم الأرجنتيني لإستكمال المباراة ويزداد الطين بلة بسبب المهاجم التشيلي باتريسيو نازاريو يانيز كانديا عندما أشار إشارة فاحشة بأحد الأماكن الحساسة إلى الجمهور مما أشعل الموقف على منتخب تشيلي.

الإعادة التليفزيونية أوضحت أن الصاروخ سقط بعيدا عن الحارس بمتر كامل وأن الحارس لم يكتفي بالتظاهر بالإصابة بل إنه أخرج شفرة حادة من قفازاته ليقوم بجرح جبهته لتسيل الدماء من أجل الحبكة الدرامية وهذا ما أعترف به الحارس لاحقا وكثفت الشرطة البحث عن من رمى ذلك الصاروخ والذي قال شهود العيان إنها فتاة تدعى روزينيري ميلو دو ناسيمنتو ذات الرابعة والعشرون عاما والتي أطلقت عليها مجلة بلاكار البرازيلية إسم فتاة النار والتي ظهرت لاحقا كموديل على أغلفة مجلات البلاي بوي الجنسية بعد شهرين من المباراة لما نالته من شهرة والتي توفيت في عام 2011 عن عمر 45 عاما.

بعد إعتراف الحارس روبيرتو روخاس الذي كان يلعب وقتها لصالح نادي ساوباولو البرازيلي بإنه قام بجرح نفسة ولم يصاب بأي من الألعاب النارية وهذا ما كان واضحا لأن الجرح كان قطعيا وذلك من أجل إلغاء المباراة لصالح تشيلي بالتحايل، أخذ إتحاد أمريكا الجنوبية العديد من القرارات حيث تقرر إيقاف الحارس صاحب الإثنين وثلاثون عاما مدى الحياة (تم تخفيفها لاحقا حيث رفع عنه الإيقاف في عام 2001) ومعاقبة طبيب الفريق التشيلي دانيال رودريجز والمدير الفني اورلاندو ارافينا الذين ساهموا في المسرحية وكابتن الفريق تشيلي فرناندو إنريكي أستينغو الذي إنسحب بالفريق ورئيس إتحاد الكرة التشيلي سيرجيو ستوبيل كلا منهم تم إيقافه 5 أعوام وحرمان تشيلي من اللعب في تصفيات كأس العالم 1994 في الولايات

المتحدة مع دفع غرامة بلغت 31 الف دولارمع إعتبار البرازيل فائزة بنتيجة 2-0 وبالتالي تأهل راقصي السامبا، الأمر الذي أعقبه مظاهرات تشيلية في العاصمة سانتيجو أمام السفارة البرازيلية وإتهام رئيس الإتحاد الدولي البرازيلي جواو هافيلانج بالضلوع في مؤامرة أخرجت المنتخب التشيلي من التصفيات من أجل بلاده البرازيل.

روبيرتو روخاس الشهير ب الكوندور والذي سميت المباراة بإسمه كوندورازو والتي تعني فضيخة كوندور باللغة البرتغالية لم يلمس كرة القدم مجددا وإنتهت حياة أحد أهم حراس تشيلي عبر تاريخها بفضيحة مدوية من أجل حلم اللعب في كأس العالم بل إن إشارة اللاعب باتريسيو نازاريو يانيز كانديا البذيئة صارت مدة دسمة في الإعلام التشيلي حتى الأن.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل