المحتوى الرئيسى

«القمة العربية ودرع الخليج».. نشاط السيسي في أسبوع

04/20 11:19

تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي، فقد شارك في أعمال القمة العربية 29 بالسعودية، والتقى على هامشها عددا من الزعماء العرب، وعقد اجتماعا لمتابعة مشروعات الارتقاء بمنظومة الكهرباء، واستقبل رئيسي شركتي بوينج وأورنج، ومجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، وتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الصومالي وأجرى اتصالا برئيس وزراء المجر.

واستهل السيسي، نشاطه الأسبوعي، بالمشاركة في أعمال الدورة التاسعة والعشرين للقمة العربية التي عقدت بالمملكة العربية السعودية، وألقى أمامها كلمة أكد فيها أن مصر لن تألو جهدا في سبيل دعم رئاسة القمة والدول الشقيقة، وجهود الأمين العام لجامعة الدول العربية بهدف تحقيق المصالح العربية.

وأشار الرئيس إلى ما يواجه الأمن القومي العربي من تحديات غير مسبوقة، وقال إن هناك دولا عربية تواجه لأول مرة منذ تاريخ تأسيسها، تهديدا وجوديا حقيقيا، ومحاولات ممنهجة لإسقاط مؤسسة الدولة الوطنية، لصالح كيانات طائفية وتنظيمات إرهابية، يمثل مشروعها السياسي ارتدادا حضاريا كاملا، وعداء شاملا، لكل القيم الإنسانية المشتركة، التي بشرت بها جميع الأديان والرسالات السماوية.

وقال الرئيس إن هناك دولا إقليمية تهدر حقوق الجوار، وتعمل بدأب على إنشاء مناطق نفوذ داخل الدول العربية، وعلى حساب مؤسسات الدولة الوطنية بها، وهناك اجتماعات تجري لتقرير مصير التسوية، وإنهاء الحرب الأهلية الشرسة، التي أزهقت أرواح ما يزيد عن نصف مليون سوري، بدون مشاركة لأي طرف عربي، وكأن مصير الشعب السوري ومستقبله، بات رهنا بلعبة الأمم، وتوازنات القوى الإقليمية والدولية.

وأضاف إن هناك طرفا إقليميا آخر، زينت له حالة عدم الاستقرار التي عاشتها المنطقة في السنوات الأخيرة، أن يبني مناطق نفوذ باستغلال قوى محلية تابعة له، داخل أكثر من دولة عربية، وهناك أيضا الجرح الفلسطيني النازف، وشهداء فلسطين الذين يسقطون كل يوم.

وأكد الرئيس إننا بحاجة اليوم إلى استراتيجية شاملة للأمن القومي العربي، لمواجهة التهديدات الوجودية التي تواجهها الدولة الوطنية في المنطقة العربية، وإعادة تأسيس العلاقة مع دول الجوار العربي على قواعد واضحة، جوهرها احترام استقلال وسيادة وعروبة الدول العربية، والامتناع تماما عن أي تدخل في الشأن الداخلي للدول العربية.

وقال لقد سبق وطرحت مصر عددا من المبادرات لبناء استراتيجية فعالة وشاملة للأمن القومي العربي، وتوفير مقومات الدفاع الفعال ضد أي اعتداء أو محاولة للتدخل في الدول العربية، وإنني على ثقة من أنه بالإمكان التوصل لهذه الاستراتيجية الشاملة، إذا توافرت الإرادة السياسية الجماعية، بشكل يُفضي إلى وقف الانتهاك المتكرر لسيادة واستقلال بلاد عزيزة من دول أمتنا العربية.

وأضاف أنه على المجتمع الدولي كله مسئولية واضحة للوقوف أمام محاولة مصادرة الحقوق الفلسطينية في الأراضي المحتلة، وفي القلب منها القدس الشرقية، بل وحتى حرمان الشعب الفلسطيني من أبسط الحقوق والخدمات، عبر الأزمة التي تواجهها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأنروا)، نتيجة عدم توفير الأموال الزهيدة التي تحتاجها، لتوفير الحد الأدنى من مقومات البقاء، لـ5 ملايين لاجئ فلسطيني، وهو أمر يمس بشدة وإجحاف بقطاع واسع من أبناء الشعب الفلسطيني.

وأوضح الرئيس أن مصر تعمل بكل دأب مع الأشقاء الفلسطينيين لطي صفحة الانقسامات الحزينة من تاريخهم، وآن الأوان لرأب هذا الصدع غير المبرر، وتجاوز اعتبارات المنافسة الحزبية لصالح إعلاء كلمة الوطن، واستعادة وحدة الصف الفلسطيني، التي هي شرط ضروري لخوض معركة التفاوض والسلام واسترداد الحق.

وأشار إلى مخاطر انتشار التنظيمات الإرهابية والكيانات الطائفية، التي تبتذل الإيمان الديني والتنوع الثقافي في منطقتنا العربية، لتصادر الآفاق الرحبة للتعاون والتسامح والإثراء الثقافي، لصالح خيالها المريض، الذي يعادي الحضارة الإنسانية.

وقال إنني أثق أنكم تتابعون جميعا، الجهود الجبارة التي تقوم بها القوات المسلحة والشرطة المصرية، في معركة الحياة والشرف، معركة سيناء 2018، التي تتواصل نجاحاتها يوما بعد يوم، لدحر قوى الشر والإرهاب التي لا تهدد مصر وشعبها فحسب، بل تهدد المنطقة والحضارة الإنسانية بأسرها.

وأضاف أن معركتنا جزء أساسي من حرب شاملة، يجب أن نتضافر جميعا لخوضها ضد التنظيمات الإرهابية أينما وجدت، هذه الحرب الشاملة يجب أن تشمل كل حلقات العمل الإرهابي، تنظيما، وتسليحا، ودعما سياسيا، وغطاء أيديولوجيا وإعلاميا، ولا مجال لأن نستثني أي حلقة من حلقات هذه السلسلة الإجرامية، فكلهم بدون استثناء شركاء في الإرهاب، وكلهم مسئولون عن الجرائم البشعة التي ترتكبها هذه التنظيمات الإرهابية.

وتابع السيسي إنني لازلت آمل أن يعود البعض، ممن يصرون على الوقوف في الجانب الخاطئ من التاريخ، إلى جادة الصواب، والتوقف نهائيا عن رعاية الإرهاب ودعمه، بشكل يتناقض كليا مع تعاليم الإسلام، وأواصر الأخوة والعروبة، بل وقيم الإنسانية والحضارة.

وأكد الرئيس ضرورة الإسراع بالتوصل إلى حلول سياسية للأزمات في سوريا واليمن والعراق، وقال إن مصر تجدد عهدها معكم، بأن تكون في القلب من كل جهد، يهدف لإعادة الحياة إلى عملنا العربي المشترك، ومواجهة الأطماع الإقليمية الخارجية في منطقتنا، فالأمن القومي العربي كل لا يتجزأ.

وشهد السيسي الحفل الختامي لتمرين "درع الخليج المشترك 1"، الذي عقد بالمنطقة الشرقية بالسعودية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبحضور عدد من قادة وزعماء الدول المشاركة في التمرين.

وأشاد الرئيس خلال الحفل بما أظهرته القوات المشاركة من كفاءة قتالية عالية واستعداد وتأهب راقيين، مشيرا إلى ما تساهم به بفعالية المناورات والتمارين المشتركة فى تعزيز التعاون والتنسيق العسكري والأمني للقوات المشاركة، بما يضمن استعدادها للتصدي لمختلف التحديات والمخاطر التي تتعرض لها المنطقة وحماية مقدرات شعوبها.

وعلى هامش القمة العربية استقبل السيسي بمقر إقامته بمدينة الدمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إذ أكد السيسي استمرار مصر في بذل جهودها من أجل استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، وضرورة المضي قدما في جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، كما التقى الرئيس فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، حيث أكد الرئيس خلال اللقاء على موقف مصر الثابت بشأن ضرورة التوصل إلى حل للأزمة الليبية من خلال المسار السياسي.

والتقي السيسي أيضا بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، حيث أكد السيسي موقف مصر الثابت المساند للحكومة الشرعية في اليمن، ودعمها لوحدة الدولة اليمنية وسلامتها الإقليمية، فضلا عن مواصلة مصر جهودها لتخفيف المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها أبناء اليمن وتوفير الدعم لهم، ثم التقي الرئيس اللبناني ميشال عون، حيث أكد السيسي حرص مصر على تطوير العلاقات الخاصة والمتميزة التي تجمعها بلبنان، والارتقاء بالتعاون القائم بين البلدين فى شتي المجالات.

والتقى السيسي، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، حيث وجه رئيس تونس التهنئة للسيسي بمناسبة إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية، مشيرا إلى ما تعكسه نتائج الانتخابات من ثقة كبيرة يحظي بها الرئيس لدي الشعب المصري، وأكد السيسي حرص مصر على تطوير أطر التعاون القائمة مع تونس فى مختلف المجالات، فضلا عن تكثيف التشاور بين البلدين إزاء الأزمات القائمة بالمنطقة.

وأجرى السيسي اتصالا هاتفيا مع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، حيث أكد تطلعه لاستمرار التنسيق مع رئيس الوزراء المجرى لدفع التعاون المشترك بين الجانبين والتشاور إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين مصر ودول تجمع "فيشجراد".

وتلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو أكد خلاله حرص بلاده على استمرار التنسيق والتشاور مع مصر إزاء مختلف القضايا، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، ومن جانبه أكد السيسي استمرار موقف مصر الداعم لوحدة الصومال، معربا عن حرص مصر على مواصلة تعزيز مختلف أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، وتقديم الدعم الفني لأبناء الصومال ومساندته في جهود بناء مؤسسات دولته وترسيخ الأمن والاستقرار به.

واستقبل السيسي ستيفان ريتشارد رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لشركة "أورانچ" الفرنسية، وأعرب عن التطلع لتعزيز التعاون مع الشركة في مختلف المجالات وزيادة حجم استثماراتها في مصر خلال الفترة المقبلة، وذلك في إطار خطة الدولة للتحول إلى المجتمع الرقمي.

وتناول اللقاء التأكيد على دعم الدولة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في ظل الدور الذي يقوم به لتحقيق التنمية المستدامة والتحول الى المجتمع الرقمي بالتعاون مع كافة القطاعات المعنية، وذلك في إطار حرص الدولة على التطوير التكنولوجي لمنظومة الخدمات المقدمة للمواطنين.

كما شهد اللقاء بحث تعزيز التعاون مع شركة أورانچ العالمية من خلال زيادة استثماراتها في مجالات الارتقاء بمستوى خدمات الاتصالات المقدمة للمواطنين، والتطبيقات الداعمة لأنظمة عمل المدن الذكية، وتقديم حلول مبتكرة، وإتاحة الخدمات الذكية بما يساهم في الدفع قدما بعمليات الشمول المالي.

واستقبل السيسي مارك ألين رئيس شركة "بوينج" العالمية، وأعرب عن تقديره للتعاون القائم بين مصر و"بوينج"، باعتبارها شركة رائدة عالميا في صناعات الطائرات التجارية والعسكرية وأنظمة الأمن والفضاء، مشيرا إلى حرص مصر على تطوير هذا التعاون في ظل ما تتمتع به الشركة من سمعة متميزة، وبما يساهم في تحقيق المصلحة المشتركة للجانبين.

وشهد اللقاء استعراض أوجه التعاون بين الجانبين حيث أكد الرئيس انفتاح مصر وتطلعها للتعاون مع شركة "بوينج" وزيادة نشاطها في مصر في جميع المجالات ذات الصلة بنشاط وخبرة الشركة، بما في ذلك التعليم والتدريب الفني، مشيرا إلى الاستعداد لتوفير جميع الإمكانات المتاحة بما يساهم في إقامة شراكة استراتيجية بين الجانبين، والعمل على نقل الخبرات والتكنولوجيا المتطورة التي تمتلكها الشركة للكوادر المصرية، وذلك في إطار السياسة التي تنتهجها الدولة حاليا بالاستثمار في الموارد البشرية والاهتمام بدعم الصناعات التكنولوجية الحديثة.

والتقى السيسي مع مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، وألقى كلمة في بداية الاجتماع، رحب خلالها باللقاء السنوي مع أعضاء مجلس أمناء المكتبة، مشيرا إلى ما تمثله المكتبة من نموذج لمؤسسة العلم والثقافة، وترسيخ قيمة المعرفة في وقت يواجه فيه العالم تحديات جسيمة، وتعاني المنطقة العربية من مشكلات حادة.

وأضاف الرئيس أن ما يواجهه العالم من تحديات يأتي في مقدمتها الإرهاب الذي يريد أن يهدم أسس المدنية والحضارة، وأن مصر تحارب تلك الظاهرة دفاعا عن وطن يتسم بالتسامح والتعددية وعن المنطقة العربية والعالم بأسره، مؤكدا أن مواجهة صناعة التطرف فكريا تعد ضرورية لتحصين الشباب من الاتجاهات الفكرية والنفسية التي تدفع نحو السير على طريق الموت والإرهاب، مؤكدا في هذا الإطار أهمية الدور الذي تقوم به مكتبة الإسكندرية لمواجهة التطرف، بهدف تكوين وعي إنساني، يتسم بروح التنوير، ورجاحة الفكر، وإنسانية النظرة.

ونوه الرئيس إلى العمل الجاري لإنشاء مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة، وكذا المركز الحضاري الذي يضم مجمعا للأديان، بما يعكس الروح الجديدة التي تسود مصر.

وأشاد الرئيس بجهود مكتبة الإسكندرية لنشر الثقافة والحفاظ على التراث في مجالات عديدة، وطالب المكتبة بتعزيز دورها في مجال الفضاء الرقمي، والاهتمام بالدراسات المستقبلية، وعقد مؤتمرات ترصد وتحلل المتغيرات العالمية في مجالات الفكر والثقافة والتكنولوجيا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل