المحتوى الرئيسى

فيوليت جيسوب "غير القابلة للغرق".. نجت من "تايتانيك" وسفينتين آخريين

04/19 16:22

منذ ولادتها، في الأول من أكتوبر 1887، فهي "ناجية"، فكانت أمها لا يعيش لها أطفال، فكانت هي أول طفلة تنجو من الموت بين 9 أطفال، تبقى منهم 6 فقط، ثم أصيبت بالسل، وعلى الرغم من أن الأطباء توقعوا أن مرضها سيكون قاتلا، فإنها نجت منه.

"فيوليت جيسوب"، الناجية من أسوأ كارثة بحرية في التاريخ المعاصر، غرق السفينة "تايتانيك"، بعد اصطدامها بجبل جليدي يوم 15 أبريل  1912 في المحيط الأطلسي في أثناء رحلتها من ساوثهامبتون إلى نيويورك، وليس هناك صدمة عندما معرفة إنها نجت أيضًا من غرق وتصادمات السفن الشقيقة "RMS Olympic"، و"HMHS Brittanic".

ولدت "جيسوب" بالقرب من مدينة باهيا بلانكا في الأرجنتين، لأسرة من المهاجرين الأيرلنديين، حيث توفي والدها بسبب مضاعفات من الجراحة، وانتقلت عائلتها إلى إنجلترا، التحقت فيوليت بمدرسة تابعة لأحد الأديرة، وكانت ترعى شقيقتها الأصغر منها، لأن والدتها كانت تعمل كمضيفة على متن السفن، وبسبب مرضها انتقلت فيوليت للعمل بدلا منها.

كان أوائل القرن العشرين وقتًا سيئًا لشركة "خط النجم الأبيض" للملاحة البريطانية، ولكن ليس على ما يبدو لـ"فيوليت" في عام 1910، بعد عملها كمضيفة مع Royal Mail Line لمدة عامين، انتقلت لوظيفة على متن RMS Olympic، كانت أولمبيك سفينة فاخرة، أكبر الخطوط المدنية في وقتها.

وفي خريف عام 1911، غادرت أولمبيك ميناءها في ساوثامبتون وتصادمت مع سفينة حربية بريطانية، لم تكن هناك وفيات، على الرغم من الأضرار التي لحقت بالسفينة، التي عادت إلى الميناء دون غرق، ثم بعد 7 أشهر، صعد "جيسوب" إلى "تيتانيك" كمضيفة.

وفي مذكراتها، تذكر "جيسوب"، أنها تلقت أمرا بأن تصعد إلى سطح السفينة، كان عليها أن تكون مثالا لغير الناطقين بالإنجليزية على كيفية التصرف، والذين لم يتمكنوا من أتباع التعليمات المعطاة لهم كونها بلغة لا يفهمونها، "شاهدت طاقم السفينة يقوم بتجهيز وإنزال قوارب النجاة إلى المياه"، كان دورها في القارب رقم 16، وبينما كان القارب ينخفض لينزل إلى المياه، سلَّمها أحد ضباط السفينة طفلا رضيعا لتحمله.

في صباح اليوم التالي، أنقذت فيوليت وباقي الركاب الناجين بواسطة السفينة RMS كارباثيا، تابعة أيضا لنفس الشركة، وعلى متن السفينة، أخذت سيدة يفترض أنها والدة الطفل، الرضيع وتركتها دون أن توججيه لها كلمة.

مرة أخرى، وعلى الرغم من معايشتها مأساة "تيتانيك"، وقضاء الليل في قارب النجاة، استمرت "فيوليت" في العمل كمضيفة.

اندلعت الحرب العالمية الأولى، وأصبحت "فيوليت" ممرضة في الصليب الأحمر البريطاني، وفي صباح 21 نوفمبر 1916، كانت على متن سفينة "بريتنيك"، التي كانت تتبع شركة "وايت لاين"، وتم تحويلها لسفينة طبية حربية، وبسبب انفجار غامض، غرقت السفينة في بحر إيجه، وهذه المرة لم يستغرق الأمر سوى 57 دقيقة فقط لغرقها، ما أدى لمقتل 30 شخص.

وافترضت السلطات البريطانية، أن السفينة إما ضربت من قبل طوربيد أو بلغم زرعته القوات الألمانية، وانتشرت نظريات المؤامرة التي توحي بأن البريطانيين كانوا مسؤولين عن غرق سفينتهم، وحتى الآن العلماء لم يتمكنوا من التوصل إلى نتائج نهائية عن السبب الحقيقي.

ووصفت "فيوليت" مشهد من قارب النجاة في مذكراتها، "سقطت جميع آلات سطح السفينة في البحر مثل لعب الأطفال.. ثم أخذت في الهبوط بشكل مخيف، ومؤخرتها ارتفعت مئات الأمتار في الهواء مع الهدير النهائي لها، ثم اختفت في الأعماق.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل