المحتوى الرئيسى

"الكردى".. عزبة أسيوطية تحلم بمنشآت خدمية | أسايطة

04/19 11:41

الرئيسيه » بين الناس » “الكردى”.. عزبة أسيوطية تحلم بمنشآت خدمية

كتب- فاتن الخطيب وناريمان كمال:

أطفال صغار يتوزعون بشوارع العزبة الصغيرة الضيقة يتخذون من مستخدمات بيئتهم ألعابا صنعوها برؤيتهم الخاصة لعدم قدرة العديد من أهالى العزبة على توفير ألعاب أطفالهم فاختار الأطفال الطريق البديل ألعاب مصنوعة بيدهم بعدما فقدوا الأمل فى توفير مقومات التعليم الكاملة لعدم وجود مدارس بعزبتهم ولم تبق لهم من أحلامهم سوى اللعب، وها هم ذويهم الآثار الناجمة عن فقر المدارس.

عبدالناصر عبدالحفيظ، مبيض محارة، رجل ستينى يتكأ على عصاه الخشبية، ويبدأ الحديث قائلا: تخلو العزبة تماما من المدارس ونعتمد على مدارس التعليم المجتمعى، ويلتحق بها أطفالنا من سن السابعة حتى الثالثة عشر وهذا بسبب عدم وجود مدارس فأقرب مدرسة لأطفالنا توجد فى نزلة دوينة التى تبعد عنا 4 كيلو متر أو فى دوينة التى تبعد 5 كيلو متر “ومدرسة نزلة دوينة شايلة ولادها بالعافية الفصل فيه يجى 50 عيل”.

يتابع عبدالناصر: لا يوجد حتى رياض أطفال، ونتيجة لافتقارنا للمدارس وصلت نسبة المتعلمين بالعزبة حوالى 10% فقط.

ويلتقط نادى بدرى، لا يعمل، أطراف الحديث من عبد الناصر قائلا: “ولاد أخويا مش بيرحوا مدارس خالص، هيروحوا فين إحنا عايشين على معاش الشؤون”، وللذهاب إلى المدرسة لابد من استقلال المواصلات وهى عبارة عن سيارات ربع نقل أو تكاتك، وفى سيارات الربع نقل وهى غير آمنة، ونحن نخشى على أولادنا مخاطر الطريق والحوادث، فإما حادث سيارة أو حادث تصادم توك توك وإما كلاب تطاردهم فى الطريق، ناهيك طبعا عن المضايقات التى تتعرض لها الفتيات “يعنى إما كلب يطلع عليهم أو عيل يعاكس”، وكل من لديه فتاة يخشى عليها ويوقفها عن التعليم بسبب ذلك.

يُكمل نادى حديثه: نحن بحاجة ماسة إلى مدرسة فأطفالنا تتسرب من التعليم إضافة إلى أنه حتى من التحق بمدرسة يصل منزله منهكا من المواصلات والنتجية أنه لا يذاكر وينسى كل ما درسه فى مدرسته من الأساس.

وهنا يعود عبدالناصر للحديث مرة أخرى مشاركا نادى الحديث بقوله: فى الصباح تكون المواصلات بسيطة فلا يوجد لدينا موقف سيارات أجرة من الأساس فهى عربات ربع تقل خاصة فيضطر التلاميذ لاستقلال مركبة توك توك ويدفع كل منهم عشرة جنيهات ذهابا وإيابا، فمن أين يأتى ولى الأمر بهذا المبلغ يوميا وكل واحد فينا لديه أكثر من طفل؟ “اللى معاه إمكانيات بيودى عياله واللى معندوش مبيروحش”، خاصة وأن أغلب أهل العزبة بسطاء الحال. وطول المشوار والجرى خلف المواصلات ليلحق مدرسته أو للعودة إلى بيته يؤثر سلبا عليهم “العيل من المشوار مبيقدرش يذاكر بيجى ياكل لقمة وينام وفى عيال بتروح يوم وتغيب يومين.

يبدو أن طلب المدرسة طلبا ملحا حتى إنك إن تحدثت مع أى مارٍ بالطريق تجد أول ما ينطق به “عايزين مدرسة”، وها هو أذان العصر ينطلق من مكبرات المساجد وأفرع الأشجار يزداد ظلها على حواف الترعة فى الوقت الذى كان فيه سيد محمود مارا قرب المضيفة التى دار بها حديث الجمع وإذ به يشاركهم نفس المطلب قائلا: “العزبة مفيهاش حاجة أصلا”، وحتى مدارس التعليم المجتمعى بعضها يتطلب مساهمة تصل إلى تبرع 1500 جنيه، والكثيرون لا يمتلكون هذا المبلغ، نحن بحاجة ماسة إلى مدرسة “بدال ما ولدى يروح النزلة آخر الدنيا يبقى قريب جنبى هنا على الأقل لو حصلت له حاجة أبقى قريب منه”، فنحن نظل فى قلق دائم طيلة فترة وجودهم بالمدارس ولا نعمل أى خطر يتعرضون له ولا أى مشكلة هم فيها الآن، وتواجد تلاميذ قرى مختلفة بمدرسة واحدة لا يخلو من المشاجرات بينهم وهنا يتدخل الأهل ويحتد الصدام وما أكثر الأمثلة التى حدثت فى هذا الشأن بل إنه فى أماكن أخرى حدث نفس الشيئ ووصل الأمر لإطلاق الأعيرة النارية على بعضهم.

يستأنف نادى حديثه: عربات ربع النقل تتوقف بعد المغرب وهى غير آمنة على أطفالنا “العيال الصغيرة بتروح المدرسة متشعبطة فى العربيات”.

انتقالا من مشكلة المدرسة يشكو آخرون من عدم وجود وحدة صحية موضحين أن أقرب وحدة فى قرية دوينة والانتقال إليها فى حالة المرض ليلا يكلفهم مبالغ أكبر من طاقتهم وخاصة أن أغلبهم بسطاء الحال.

فيما طالب آخرون بتركيب لمبات إنارة لشوارع العزبة مؤكدين أن العزبة لم يتم تركيب أية لمبات بها منذ سنوات طوال وأنهم يركبون لمبات أمام منازلهم على حسابهم الخاص.

أما عن الأسفلت فشكوا عدم رصفه وأن الرصف يقف عند الخمايسة ولا يوجد شارع واحد مرصوف بها موضحين أن الكردى مفصل ما بين دوينة وباقور.

واختتم الجمع حديثهم مؤكدين أن العزبة تخلو من جميع المنشآت الخدمية وحتى القوافل الطبية أو البيطرية التى تجوب القرى لم يرونها مرة واحدة كأنهم غير موجودين على الخريطة بحسب حديثهم.

فيما ذكر البعض أن سيارات النظافة لا تدخل العزبة نهائيا.

والآن جاء دور رئيس الوحدة المحلية بدوينة للرد على تساؤلات وشكاوى الأهالى، ليقول حمدى خراشى، بالنسبة للمبات الإنارة فلمبات الخطة لم تصل بعد وحينما تصل سيتم إنارة المنطقة، أما بالنسبة للمدرسة والواحدة الصحية فلا توجد بالعزبة أرض أملاك دولة وفي حال تبرع الأهالى سيتم إتخاذ الإجراءات اللازمة لتخصيصها وتوفير المبانى والمنشآت اللازمة، مع العلم أن عزبة الكردى تبعد 3كيلو متر فقط عن دوينة.

أما عن الرصف فمدرج بالخطة رصف الطريق الرئيسى نزلة دوينة والكردى وتجرى أعمال الرصف حاليا. وحول شكوى القمامة فالوحدة المحلية تتعامل عن طريق نقاط الجمع التى بها قمامة فأى مكان به جزء مخصص لتجميع القمامة يتم رفعها فورا.

وبالنسبة للصرف الصحى فهو لم يدخل دوينة القرية الأم نفسها حتى الآن وحاليا هناك تنسيق مع نواب مجلس الشعب حول هذه النقطة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل