المحتوى الرئيسى

قبة وضريح «أبوالنجاة»: قِبلة الباحثين عن التبرك والراحة وإزالة آثار الحسد وفك عقد تأخر الزواج

04/19 10:13

على ضفاف نهر النيل بمدينة «فوه» يقع ضريح وقبة سيدى سالم بن على الأنصارى الجابرى «المغربى»، المُلقب بـ«أبوالنجاة»، الذى يُعد من أهم معالم المدينة الأثرية، إذ يلجأ إليه مريدوه للتبرك وإزالة آثار الحسد وفك عقد تأخر الزواج، فضلاً عن أنه مصدر لراحة العديد من أبناء المدينة وغيرها من المدن، إذ يعتقدون أن «سره باتع»، وهو من أهل القرن السادس الهجرى، ويعد أستاذاً للشيخ عبدالرحيم القناوى، الذى ذهب إلى مدينة فوه ليتعلم على يد سيدى سالم أبوالنجاة، بينما ترجع القبة إلى عام 1181 هـ، وهو تاريخ التجديد، وأُنشئ الضريح فى عصر على باشا مبارك يضم مئذنة تعد أعلى مآذن «فوه»، وقد هدم المسجد أكثر من مرة ولم يبق إلا القبة.

تتجول على الشاطئ لتجد القبة عبارة عن غرفة لا تتعدى مساحتها الـ5 أمتار، تضم مدخلاً عبارة عن كتلة بارزة قليلاً عن سمت الجدران ومرتفعة عن التربيع السفلى وهى ذات عقد ثلاثى مدائنى، وباباً يكتنفه مكسلتان صغيرتان، وقد زينت واجهة جانبى المدخل ببلاطات القاشانى متعدد الألوان، تتخلله بلاطات رخامية، وهذا يعد من العناصر المميزة لهذا الضريح عن باقى الأضرحة الموجودة بمدينة «فوه».

«سامية»: «بارتاح لما بادعى ربنا على بابه يشفينا ويحوش عنا الهم ولما بابقى متضايقة باجى أزوره ربنا بيخفف عنى»

يصطحبك محمد نصر، أحد مفتشى آثار فوه، فى جولة داخل القبة فتجدها ذات أربع واجهات حرة بالتربيع السفلى، الأولى هى الواجهة الجنوبية الشرقية، يتوسطها بروز نصف دائرى وهو بروز محراب الضريح، والثانية هى الواجهة الجنوبية الغربية، ويفتح بها دخلة صغيرة معقودة بعقد منكسر تتصدرها فتحة نافذة مغشاة بمصبعات معدنية، فضلاً عن الواجهة الشمالية الشرقية ويقف فى منتصفها فتحة نافذة مستطيلة الشكل مغشاة بمصبعات معدنية تكون عند التقائها مناطق مربعة مشطوفة الأركان، وفى الجزء الشمالى من هذه الواجهة مثبت مرسومان من الرخام بالخط النسخى المملوكى أحدهما من عصر السلطان الناصر محمد 735 هـ، والثانى من عصر السلطان برسباى 825 هـ، والواجهة الشمالية الغربية تعد الرئيسية للقبة تتوسطها كتلة المدخل البارزة قليلاً عن سمت الجدران ومرتفعة عن التربيع السفلى وهى ذات عقد ثلاثى مدائنى ويكتنف الباب مكسلتان صغيرتان وقد زينت واجهة جانبى المدخل ببلاطات القاشانى العثمانى متعدد الألوان كان يعرف بـ«الزلزلى»، تتخلله بلاطات رخامية، وزخرفت واجهتها من أعلى بزخارف الطوب المنجور تتخللها كتابات كوفية نصها «الله كافى»، ويتصدر كتلة المدخل فتحة باب يغلق عليها مصراعان من الخشب، كل منهما عبارة عن حشوات خشبية مجمعة ومطعمة بالصدف، قوام زخارفها أربعة أطباق نجمية، كما تجد منطقة الانتقال، التى تأخذ من الخارج شكل المثلث المقلوب صغير الحجم بالأركان الأربعة، ويعلوها مثمن تأخذ أضلاعه الشكل المقعر.

وفى الداخل تبهرك رقبة القبة وخوذتها، حيث تأخذ الرقبة شكلاً مضلعاً من 16 ضلعاً بزاوية، كل ضلع يكون شكل عمود مستدير، وفُتح بأضلاعها الأربعة الجنوبى الشرقى والجنوبى الغربى والشمالى الشرقى والشمالى الغربى فتحة نافذة معقودة بعقد نصف دائرى، أما باقى الأضلاع الستة عشر فبكل منها مضاهية معقودة بعقد نصف دائرى، ويعلوها شريط دائرى مزخرف بزخارف الطوب المنجور ثم الخوذة التى تأخذ الشكل البصلى المضلع يعلوها سارٍ وهلال نحاسى، وتجد التربيع السفلى، يتوسط الضلع الشمالى الغربى فتحة مدخل القبة، أما الضلعان الجنوبى الغربى والشمالى الشرقى فيتوسط كل منهما فتحة مستطيلة يتصدرها فتحة نافذة مستطيلة الشكل، أما الضلع الجنوبى الشرقى فيتوسطه حنية المحراب وهى حنية نصف مستديرة متوجة بعقد نصف دائرى، وترتكز القبة على منطقة انتقال بها حنايا ركنية ثلاثية الشكل وتأخذ من أعلى شكل العقد المنكسر.

ويؤكد «نصر» أن المقصورة الخشبية تتوسط الضريح وهى من خشب الخرط متنوع الأشكال، وتنقسم إلى 3 مستويات، المستوى السفلى صغير مقسم إلى حشوات مستطيلة ومربعة بالتناوب، ثم المستوى الأوسط من الخط الصهريجى، ويتوسط واجهة المقصورة الشمالية الغربية باب من ضلفتين مزخرفتين قوام زخرفتهما زخرفة المعقلى المائل، أما المستوى الثالث فهو عبارة عن صف من الخورنقات «أشكال عقود مفصصة»، وللمقصورة سقف خشبى محمول على 4 قوائم بزوايا المقصورة الأربع، مزخرف بسدائب متعددة الألوان ويتوسط سقف المقصورة قببية صغيرة مفصصة الشكل، ويبرز سقف المقصورة ذو الزخارف الهندسية إلى خارج الأضلاع، وقد عثر المرحوم حسن عبدالوهاب فى الضريح على مشكاتين من الزجاج المموه بالمينا محفوظتين حالياً بمتحف الفن الإسلامى بالقاهرة.

«نجاة»: «سره باتع واتجوزت بكراماته وجيت أدعى هنا عشان ربنا يهدى لى ابنى ويحرس البلد لأنه راجل مبروك والدعوة على بابه تفك الكرب»

بجانب القبة والضريح تجد سيدتين تبدو عليهما ملامح التعب، جاءتا من وسط المدينة إلى المكان لتأخذا قسطاً من الراحة ولتدعو كل منهما الله أن يزيل أثر الهم الذى حل ببيت إحداهما.. تجد سامية عبده، 67 عاماً، تلتف حول القبة وتردد عبارات وسط دموع تسبقها «شاالله يا سيدى أبوالنجاة، سرك باتع اشفينا وخلينا وحوش عنا الهم»، تقول: «باجى أتبارك بيه باستمرار، ولما ببقى متضايقة باجى أزوره ربنا بيخفف عنى، كنا زمان بنعملوله حضرة وبنعمل رز بلبن ونوزع على خدامه، وننور ليه شمع لأن سره باتع، وبتاع الغلابة معاهم علطول، وبيشفى من الأمراض».

إلى جوار «سامية» تقف نجاة شحاتة، 60 عاماً، جاءته راجية من الله أن يمن عليها بالشفاء، وأن يُزيح الكرب ويهدى لها نجلها: «هو اللى جوزنى زمان، أمى كانت بتجيبنى عنده نلف حواليه وندعى ربنا، وربنا كرمنى واتجوزت بعد ما زرته كام مرة، ده ولى من أولياء الله الصالحين، وحارس للأرض والبلد، ولما جه عدوان على مدينتنا كان هو حارسها، والناس محصلهاش حاجة، لما تيجى عنده تلاقيه بيستجيب وأولياء الله الصالحين مُعترف بيهم ورسولنا وصانا عليهم، وأبوالنجاة معروف بيجيله ناس من كل مكان، القرى والحضر، راجل مبروك مجرد الدعوة على بابه بتفك الكرب، أنا جيت عشان أدعى ربنا من أمام بابه إنه يهديلى ابنى ويحرسه، معنديش غيره، وفيه بنات بتيجى هنا علشان ربنا يكرمها وتتجوز، زيارة الأولياء خير، وكان ليه مسجد الناس كانت بتيجى تصلى فيه لكنه تهدم من زمان، كنا بنيجى نؤدى فرائض ربنا فيه ونلف حوالين الضريح ناخد البركة لكن راح المسجد وبقيت القبة والضريح، وهتفضل موجودة لآخر العمر، لبركته لأنه كان طيب ومستجيب للدعوات، طبعاً إحنا بندعى ربنا أمام أبواب الصالحين اللى وصانا عليهم وربنا قادر على كل شىء».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل