المحتوى الرئيسى

خبراء يحللون الضربة العسكرية لسوريا.. وعسكريون: فشلت ولن تتكرر

04/18 19:54

استهدفت الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة مع فرنسا وبريطانيا في سوريا، مركز البحوث العلمية وقواعد ومقرات عسكرية في دمشق ومحيطها بعدد 105 صاروخا بالستيا من مدمرات وقواعد أمريكية، وذلك بعد أيام على تهديدات الإدارة الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري رداً على هجوم دوما الكيمائي كما زعمت تلك الدول.

وأكد اللواء أركان حرب محمد الشهاوي مستشار كلية القادة والأركان وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن اتهام النظام السوري والرئيس بشار الأسد باستخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه، مجرد ذريعة للضغط على الأسد وتقديمه أمام محكمة الجنايات الدولية، كما حدث مع الرئيس السوداني، ومن ثم رضخ لعملية تقسيم السودان، وهو ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، أن تقسمها إلي 5 دول.

وأشار إلى أن منطقة دوما بالغوطة الشرقية والتي زعمت الولايات المتحدة باستخدام الغازات السامة فيها على مسافة 9 كيلو متر من دمشق، ولو تم استخدمها كان ممن الممكن أن يتغير اتجاه الريح ويصيب من أطلق تلك الغازات السامة وتساءل اللواء لماذا يستخدم النظام السوري السلاح الكيمائي في الغوطة بعد أن سيطر على كل النقاط فيها ووضع يده على كل المواقع فيها ؟.

وتابع الشهاوي، أن الدفاعات السورية استطاعت أن تسقط 70 صاروخا من أصل 105، بدون أي مساعدة من الجانب الروسي، فالجيش السوري وحده هو من تصدي لتلك الضربة الصاروخية الأمريكية الفرنسية البريطانية واستطاع أن يفشلها تماما، والدليل أن الخسائر السورية من تلك الضربة إصابة 3 أشخاص وبعض الجرحى، مشيراً إلي أن التحالف الغاشم لن يكرر تلك الضربة مرة أخرى في القريب العاجل بعدما فشلت الضربة الأولي .

وأضاف مستشار كلية القادة والأركان أن موقف مصر الدبلوماسي كان واضحاً وأن بيان وزارة الخارجية كان قوياً منذ التلويح بضربة عسكرية علي سوريا، وأنه يجب أن توجه تلك الصواريخ على قواعد داعش والإرهاب وليس على الشعب السوري والمواطنين الأبرياء .

وقال اللواء أركان حرب محمود خلف الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الضربة الصاروخية الأمريكية الفرنسية البريطانية تدل بما لايدع مجالاً للشك بأن ترامب لا يمتلك حتى الآن اى إستراتيجية شاملة للتعامل مع الحالة السورية، فلا يمكن أبدا بأى حال اعتبار الضربات الصاروخية بديلاً عن إستراتيجية شاملة سياسية ودبلوماسية وعسكرية للتعامل مع الملف السوري المعقد، والمتميز بكثرة عدد اللاعبون فيه وصعوبة التوافق بينهم فلدينا كل من أمريكا وروسيا وإيران وتركيا والسعودية وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا، وليس من بينها الشعب السوري، صاحب الحق الأصيل فى ترتيب أمور بلاده وهذا كله يجعل من الحسابات أمراً بالغ التعقيد. 

وتابع خلف: يكفينا النظر لتعددهم لنتفهم حجم المصالح المتباينة بين تلك الدول وبعضهم البعض مما تنتج معضلة إستراتيجية، تفشل أى جهود لحلها لذلك يحتم الأمر ضرورة بداية التعامل السياسي معها أولاً، ومن ثم لا يمكن اعتبار الضربات الصاروخية الأولى والثانية أنها تقدم أى حل على الإطلاق بل على العكس تماما، فروسيا لن تخرج من سوريا ولا تركيا ولا إيران طواعية، فتركيا مثلاً بدخولها شمال سوريا، ستقلده حتما إسرائيل فى جنوب سوريا لنفس الأسباب التركية .

وأضاف الخبير العسكري: التاريخ يعلمنا أن مثل هذا النوع من الصراعات المعقدة يتطلب تكاتفاً للتعاون الدولي، جميعنا قد يراه أمراً بعيد المنال فى الوقت الحاضر، وعلينا الأخذ فى الاعتبار بأن المنطق لا يجعلنا أن نتصور أنه من الممكن للنظام العربي أن يجد حلا بمفرده أبدا، دون التعاطي مع كل هؤلاء اللاعبون، ودون حشد سياسي دولي، وفى إطار فهم ديناميكية الحركة لعناصر الصراع المتفاعلة أمام أعين العالم يوميا، وارتكازا على أسس العلاقات الدولية المرتبطة بالمصالح الاستراتيجي لكل لاعب فى هذا الصراع المعقد، وليس على دق طبول الحرب، أو بقواعد العالم الفاضل غير الموجود أساسا، ولا على الشعارات الرنانة ولا الاكتفاء بتوجيه وتوزيع الاتهامات وجلد الذات، ولا سكب الزيت على النار مثلما يفعل ترامب .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل