المحتوى الرئيسى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : Red Sparrow.. هوليوود مستمرة في الحرب الباردة - E3lam.Org

04/18 12:24

بدون شك هوليوود “طرفا أصيلا” في الحرب الباردة بين الأمريكان والروس، فلا يكاد يمر عام من دون ظهور عملا سينمائيا يتناول تلك العلاقة “الشائكة” فبعد فيلم Atomic Blonde؛ تعود هوليوود لتقدم فيلم Red sparrow “العصفور الأحمر” والمأخوذ عن رواية صدرت عام 2013 للكاتب “جاسون ماثيوز” وكانت من بين الكتب الأكثر مبيعا عالميا، وأشادت CIA بها في بيان رسمي.

نرشح لك: مصطفى حمدي يكتب: “يد الله”.. هدية مارادونا لبابا الفاتيكان (2)

الفيلم به سخرية واضحة من عقلية المخابرات الروسية، وأن سلاحها الاقوى من خلال “الجنس” وتدريب العميلات عليه في مدارس خاصة حتى يتقن الإيقاع بالعملاء الامريكان بسهولة داخل “غرف النوم”، والحصول على ما يريدون من معلومات وتصوير الولايات المتحدة بأنها البلد اللطيف الأخلاقي البعيد عن الفساد في مؤسساته السياسية. الحوار مليء بجمل تؤكد وجهة النظر تلك مثل ” كنت وطنيًا مخلصًا في البداية، ثم تغيرت لما شاهدته من فساد كبير”، هكذا يكشف الجاسوس الروسي لعميلة المخابرات “دومينيكا” عن شخصيته الحقيقية وهنا تضرب هوليوود “بقوة” على لسان عملاءها الروس.

ليس خافيا أن صناعة السينما الأمريكية من أفضل الوسائل للترويج للسياسة الخارجية الأمريكية بشكل يستطيع كسب القلوب والعقول في الخارج، من خلال مركز أبحاث لمكافحة الأيديولوجية الشيوعية تابع للوكالة الاستخباراتية، مهمته التفاوض من أجل شراء حقوق نصوص الروايات وتحويلها إلى أفلام للترويج للسياسة الأمريكية، وتعزيز صورة الحياة الأمريكية في العالم، وفي أفلام هوليوود التي تترشح أو تنال جوائز السينما العالمية، غالباً ما يلاحظ فيها الحرب على الإرهاب، وقدرة المخابرات المركزية الأمريكية “CIA” على قيادة المعارك النوعية!

بداية الفيلم كانت فنية راقية من خلال عروض الباليه الروسية الشهيرة وجسدتها ببراعة جينفر لورانس وحتى مشهد “التحول” الدرامي المؤثر والمؤلم عندما تنكسر ساق راقصة الباليه بخطأ “متعمد” من زميلها بالفرقة فتنتهي حياة الشابة الصغيرة، ولكن يكون هناك تدابير أخرى يقوم بها العم “ضابط المخابرات” الذي يريد استغلال جمالها وتتحول حياة الفتاة “دومينيكا” فجأة فتجد نفسها داخل مدرسة لتعليم “فنون الجنس” بعد فترة من الإذلال النفسي والضغط عليها بسبب ظروفها الإقتصادية السيئة، وتأخذ لقب “العصفور الأحمر” ضمن سلاح العصافير الروس.

تصبح راقصة الباليه “ضابطة” في الاستخبارات الروسية مهمتها إغواء وكيل الاستخبارات الأمريكية المركزية الذي يقوم باختراق أجهزة الحاسب الألي للمخابرات الروسية، وهنا يصطدمان سويًا في جو مشحون بالخداع والعاطفة. وجاء النصف الثاني من الفيلم أكثر تسلية من الأول، حيث تم كشف النقاب عن الغموض ووصلت المؤامرة ذروتها.

واللافت أن المدرسة التي ذهبت لها البطلة “دومينيكا” بها شباب ايضا بجانب الفتيات، الجنسين يتم تدريبهما على كيفية إستغلال “الجنس” وهو ما أدى لوجود مشاهد جنسية عديدة بالفيلم لجينفر لورانس ولذلك تدخل مقص الرقيب “بشدة” في الدول العربية التي عرضت الفيلم وكان أقلها تدخلا في “دبي” ! والتي حذفت نحو 15 دقيقة فقط من الأحداث فيما زادت دقائق الحذف في مصر والكويت! وهو ما فسره البعض بعدم تحقيقه ايرادات عالية حيث تم تصنيفه عالميا ل17 عاما بسبب مشاهد الجنس والعنف الكثيرة، وهو ما حجب جزء كبير من جمهور المراهقين .

حقق الفيلم ايرادات أعتبرت ضعيفة بلغت نحو 122 مليون دولار عقب أول شهر من عرضه داخل وخارج الولايات المتحدة.

عاب الفيلم مشاهد العنف المبالغ فيها، مثلا مشهد إنتقام دومينيكا من زملاءها الراقصين في فريق الباليه ومشهد التعذيب للعميل الأمريكي، كذلك وضح تجريد الشخصيات من إنسانيتها وحريتها بشكل مستفز ولكن التصوير والانتاج الضخم كانا عناصر مهمة إلى جانب أداء الممثلين جينفر لورانس، ماتياس شوينارتس، جويل إجيرتون، وجاءت النهاية جيدة جدا وبها قدر من التشويق والمفاجأة.

تميز أداء جينفر لورانس، خاصة أن الشخصية بها تحولات كبيرة، وخضعت لتدريب ثلاث شهور من أجل تقديم رقصتها في بداية الفيلم وأيضا نفذت ريجيما قاسيا لإنقاص وزنها ونجحت في مشاهد عديدة في الدخول لنفسية المرأة وإظهار مشاعرها المختلفة والصعبة وسط تلك الضغوط والقهر الذي تعرضت له. وأعتقد انها تجربة تضاف لها ويحسب لها أنها تحملت الفيلم على عاتقها دون خوف ولكنها جاءت بعد تجربة كبيرة وهي فيلم Mother، ولذلك كانت الأراء لصالحه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل