المحتوى الرئيسى

5 مسارح شهدت مواجهات عسكرية غير مباشرة بين روسيا وأمريكا

04/18 11:29

العملاقان العالميان لهما تاريخ طويل من المواجهات العسكرية، ولكن أيًا منهما لم يكن مباشرًا أبدًا. فلم يتواجه الطرفان فى حرب مباشرة بين القوات الأمريكية والروسية، لعدة عوامل كثيرة أهمها البعد الجغرافى بين الطرفين، فلا تجمعهما حدود مشتركة، وبرغم اقتراب طرف من ولاية ألاسكا من حدود منطقة سيبيريا، فإن الظروف الجوية لا تسمح أبدًا بنشوء حرب هناك؛ نظرًا لصعوبة تحريك المعدات العسكرية فى مناطق جليدية بالمنطقتين وصعوبة الحفاظ على العنصر البشرى فى درجات حرارة متدنية للغاية، تؤثر بشكل سلبى على الوظائف الحيوية للقوات.السبب الآخر هو أنهما فى الحقيقة عملاقان، ويمتلك كل منهما ترسانة عسكرية ضخمة من الأسلحة والمعدات الحديثة والمتطورة والتى يمكن أن تصل للطرف الآخر وتدمره فى سرعة فائقة. فالخوف من الدمار المتبادل كان سببًا آخر لمنع تلك المواجهة المباشرة، فأى منهما قد يبادر بشن هجوم عسكرى على الآخر فهو يعرض نفسه للدمار الشامل، لأن الطرف الآخر قادر على محوه تمامًا من الخريطة، هذا إذا لم ننظر إلى القوة النووية الضخمة لكل منهما.

ظل سباق التسلح قائما بسرعة فائقة بينهما فى فترة الستينيات والسبعينيات، وبرغم خوف دول العالم المستمر من نشوب حرب خطيرة بين العملاقين فإنهما الوحيدان المتيقنان من عدم نشوب تلك الحرب تمامًا؛ لأنها تمثل انتحارا للطرفين. فاتخذ الطرفان شكلا آخر من المواجهة وهو حروب الوكالة والتى ظلت مستمرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى اليوم، ونراها متجسدة عبر التاريخ فى عدة مآسٍ محورية فى تاريخ الشعوب، نذكر بعضًا منها فى التقرير التالى:

أولى علامات الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة. بعد الحرب العالمية الثانية كانت كوريا كشبه جزيرة موحدة وجزء من الإمبراطورية اليابانية، وبعد هزيمة اليابان فى الحرب، اتفقت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى على تقسيمها إداريًا حتى يتسنى إدارتها بشكل أفضل منذ 1948.

 وفى يونيو 1950 اجتاحت ميليشيات شيوعية من كوريا الشمالية "جيش كوريا الشمالية الشعبى" الخط الفاصل مع كوريا الجنوبية تمهيدّا لضمها إليها بمساعدة سوفيتية ثم صينية. قررت الولايات المتحدة دعم كوريا الجنوبية حتى تصد خطر المد الشيوعى الذى سيسعى إلى اختراق جميع الدول. كان جيش كوريا الشمالية مدربا بشكل أفضل، وقاسى الجيش الأمريكى صعوبات عديدة فى الحرب. وبعد تغيير تكتيك الحرب، استطاع الوصول إلى الحدود الكورية الشمالية مع الصين، وفى يوليو 1953 تم توقيع معاهدة بوقف القتال وإنشاء منطقة عازلة تبعد 2000 ياردة عن نقطة مركزية بين الجارتين.

كانت فيتنام هى المسرح الثانى الذى دارت عليه الحرب بين الرأسمالية الأمريكية والشيوعية السوفيتية، وهى الحرب الأولى التى خرجت فيها الولايات المتحدة خاسرة أمام الشيوعية، وقدم الاتحاد السوفيتى والصين الدعم والسلاح للشيوعيين فى شمال فيتنام بمعاونة حاكم فيتنام الشمالية "هوشى مينه"، وبعد انسحاب اليابان من فيتنام سيطرت الصين على الجزء الشمالى منها فى حين عاد الجزء الجنوبى إلى فرنسا.

سعى حاكم فيتنام الشمالية إلى ضم جنوب فيتنام إلى حكمه، ودرب الشيوعيين لإرسالهم إلى الجنوب ومحاولة التأثير عليهم، وبرغم محاولات فرنسا كسب ود الشماليين ووعدهم بالاستقلال، فإن ذلك لم يلقَ قبولهم. فكانت الشيوعية مترسخة فى وجدان الشماليين، وتعاملوا بود مع الجنوبيين.

بينما كان حاكم فيتنام الجنوبية مسيحيا كاثوليكيا وهو ما تكرهه الشيوعية، ولذا فقد حظى بدعم الولايات المتحدة. استنزفت الحرب الفيتنامية الموارد الأمريكية وتسببت فى ارتفاع التضخم والتأثير سلبًا على الاقتصاد الأمريكى ولم يتسنَ لها الخروج من المستنقع الفيتنامى إلا فى عام 1975.

بعد الفراغ السياسى الذى عانت منه أوكرانيا نتيجة هروب الرئيس السابق الموالى لروسيا وانتخاب رئيس جديد موالٍ لأوروبا، استغلت روسيا الفرصة لضم منطقة القرم، التابعة سابقًا لأوكرانيا، الواقعة على البحر الأسود منفذها الوحيد على المياه الدافئة لحماية تجارتها، كانت روسيا على دراية بضعف القوة العسكرية الأوكرانية وأنها لن تقوى على الوقوف أمام القوة الروسية، لذلك استطاعت أن تُنزل قواتها على الحدود بين القرم وأوكرانيا لفصلها تمامًا عنها.

 ويسكن شبه جزيرة القرم غالبية من الناطقين بالروسية وذوو الأصول الروسية، وشهدت فى 1 مارس نزول قوات روسية على أرضها بعد قرار مجلس النواب الروسى بالسماح بإرسال قوات عسكرية إليها. بعد أسبوعين استكملت روسيا عملية ضم القرم بعد إجراء الاستفتاء والتى ظهرت نتيجته بأغلبية ساحقة فى صف الانضمام إلى روسيا فى أواخر فبراير 2014.

بدأت المعارك فى مارس 2014 بميليشيات أوكرانية مسلحة بالتعاون مع بعض عناصر من الجيش الروسى، استطاع هؤلاء الاستيلاء على المبانى الحكومية فى عدة ولايات شرق أوكرانيا، والهجوم على أفراد الشرطة وعلى المتظاهرين المؤيدين للحكومة الأوكرانية الجديدة الموالية لأوروبا.

نشرت روسيا قواتها على حدود المنطقة الشرقية لأوكرانيا لفصلها عن باقى الأراضى الأوكرانية فى الغرب كما فعلت فى ضم القرم، فى سعى متواصل لضم تلك الولايات إلى روسيا والتى كانت تاريخيًا تتبعها أيام الدولة القيصرية، واستطاعت التنسيق بين كل الميليشيات الانفصالية لتنفيذ كل العمليات بمنتهى التناغم والدقة، والتى نتج عنها انسحاب للشرطة أو انضمامهم لصفوف الانفصاليين الموالين لروسيا.

وبالمثل فإن عدم قدرة الحكومة الوطنية فى كييف على استمرار السيطرة على شرق البلاد، قد أدى لاستمرار المعارك حتى اليوم، برغم انخفاض حدتها.

واعتمد المسلحون على الدعم الروسى ماديًا وعسكريًا بشكل مباشر كما أن اقتصاد شرق أوكرانيا حاليًا مدعوم بشكل أساسى من روسيا. وتعتمد روسيا فى تكتيكاتها فى شرق أوروبا على تجنيد ذوى الأصول الروسية فى الجيش الأوكرانى وغيرهم من دول البلطيق وتحفيزهم بالمكاسب المادية والمناصب العليا فى قيادات الجيش.

بجانب قطع الاتصال بين الوحدات العسكرية فى القرم وشق أوكرانيا والقيادة فى كييف، فإن الهجوم على المراكز الحساسة يتم من خلال أعداد ضخمة من الجيش الروسى والمعدات وإطلاق كثيف للنار، ثم هجوم من المدنيين الموالين لروسيا على القواعد العسكرية، ينتج عنه نتيجة حتمية وهى استسلام القادة العسكريين لقائد القوات الخاصة الروسية.

نزاع الخمسة أيام فى جورجيا 2008

تراكم التوتر فى منطقة جورجيا- أبخازيا - أوسيتيا الجنوبية على مدار سنوات عدة، وذلك منذ التسعينيات وحتى 2008، وكان هذا التوتر هو السبب فى نشوء هذا النزاع العسكرى الذى استمر خمسة أيام من السابع من أغسطس وحتى الثالث عشر من عام 2008.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل