المحتوى الرئيسى

أموات يتكلمون بطريقتهم.. قصة «نزيف الجثث» لاتهام القتلة

04/18 05:06

لسنوات عديدة ساد الاعتقاد أن جثث الموتى يمكن أن تتحدث وتخبر القائمين على تطبيق العدالة بقاتليها، حسبما أفاد تقرير "ناشونال جيوجرافيك".

من تحليل الشعر غير الموثوق به إلى عينات الحمض النووي التي أسيء التعامل معها، شهد علم الطب الشرعي الحديث حصته من المتاعب، ولكن لا يزال هناك الكثير من الشجاعة للطرق التي تجمع بها المحاكم اليوم أدلة على جريمة: فقبل بضعة قرون فقط، كان المتهمين يدانون بالقتل بناء على فكرة أن الجثة ستنزف بشكل عفوي في وجود القاتل.

منذ عام 1100 على الأقل إلى أوائل 1800، تم الحكم على الرجال والنساء في المحاكم في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية استنادا إلى اختبار يسمى "نزف الجثث"، أو "اختبار النعش".

في مثل هذه الشهادات كانت الجروح النازفة من الجثة واندفاع الدم من أنوف وعيون المتوفى تعتبر دليلًا على صدق الاتهام للجاني.

لا أحد يعرف بالضبط كيف بدأ الاعتقاد في نزف الجثث، ولكن أحد أقدم ما تم تسجيله هو في القرن السادس، في القصيدة الجرمانية الملحمية Nibelungenlied، في القصيدة يٌقتل سيغفريد قاتل التنين، وتوضع جثته في نعش، عندما يقترب القاتل هاغن، تبدأ جروح قاتل التنين بالتدفق.

وقد استحوذت الفكرة بالفعل على عقول الكثيرين وقت كتابة القصيدة، حيث تقول "إنها أعجوبة عظيمة وكثيرا ما يحدث اليوم أنه عندما يرى قاتل مذنب بجوار الجثة تبدأ الجراح في النزيف."

وتقول إيه جيه سكوديير، عالمة الطب الشرعي والروائية، إن الأكثر منطقية أن الجراح في الجثة تنضح بعض الدماء لكنها لا تنزف وكأن الإنسان ما زال على قيد الحياة، منوهة أن الدم يتكثف ويتجلط بعد الوفاة.

وكان الملك جيمس الأول من أكثر المؤمنين بنزف دم الجثث للإعلان عن المتهمين، وهو الملك الذي عرف عنه هوسه بالسحر والتنجيم والسحرة على وجه الخصوص، بعد أن اكتشفوا ما لا يقل عن 70 ساحرة في عام 1590 باسم الملك جيمس السادس في اسكتلندا.

تم تعذيب السحرة باستخدام أجهزة مثل "الكسارة الثديية" حتى اعترفوا، في نهاية المطاف، تم حرق حوالي 4000 شخص في محاكمات الساحرات في اسكتلندا.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل