المحتوى الرئيسى

مخابئ الحروب في ألمانيا.. من ملاجئ تحت الأرض إلى المنازل الفارهة

04/17 23:11

أحد ملاجئ الحروب في ألمانيا

وفقاً لبيانات وزارة الداخلية، يوجد في ألمانيا نحو ألفي مخبأ تحت الأرض تم بناؤها خلال الحربين العالمية والباردة، لكن أيًا منها قادر على توفير الحماية في الوقت الحالي، لذا فقد تم طرحها للبيع في العقد الأخير.

ويرجع السبب في الاهتمام بتجديد هذه المخابئ، إلى أنها تتمتع بأساسات صلبة جداً، فضلًا عن القيمة التاريخية التي تحويها، وبالطبع ميزتها الأساسية، وهي أنها لا يمكن هدمها، كما تصل سماكة الجدران الخارجية للمخابئ في بعض الأحيان إلى 4 أمتار، مما يجعل من المستحيل تقريبا تدميرها.

وفي برلين يبرز مخبأ "تويفلسبيرج"، الذي أصبح فيما بعد محطة تنصت للوكالة الأمريكية للأمن الوطني، وتم تشييده على ارتفاع 115 متراً، باستخدام أطنان من الأنقاض التي دفنت مدرسة عسكرية نازية في غابة جرونيفالد.

وفي 2007، سمحت الدولة الألمانية بتسويق الملاجئ، وعهدت بها إلى المعهد الفيدرالي للعقارات، حيث يمكن شراؤها للأغراض السكنية أو التجارية.

وبيع حتى الآن 50 ملجأ على الأقل في جميع أنحاء ألمانيا، بينما هناك 220 ملجأ متاحة تتراوح قيمتها بين 20 ألف و4 ملايين يورو، وفقًا للمساحة والمنطقة التي يقع بها.

وتحوّلت بعض الملاجئ إلى جدران للتسلق، مثل تلك الموجودة في بريمن وبرلين، وأخرى إلى فنادق تحوي غرفاً معاصرة في أجواء تاريخية مثل فندق "هوتيل إم بونكر" في ميونيخ.

لكن الأمر لم يقتصر على هذه النواحي فقط، بل امتد إلى الثقافة أيضاً، حيث تم تحويل ملاجئ إلى متاحف جديدة ومعارض فنية.

أما أحد أكثر الملاجئ الذي يُثير الفضول، فهو ذلك الذي أقام به أدولف هتلر في أواخر أيامه. بيد أنه لا وجود له رسمياً، وتحيط به هالة من السرية، حيث تم دفنه أسفل الأنقاض بعد أن دمر الروس المباني التي كان يوجد بها في نهاية الحرب العالمية الثانية.

ويُعد "برلين ستوري بانكر"، من بين الملاجئ التي يمكن زيارتها في العاصمة للتعرف على بعض الحقب الأكثر مأساوية في تاريخها، حيث استضاف 12 ألف شخص أثناء قصف المدينة في عام 1945.

وكان ملجأ هتلر قد بني في حدائق مبنى "مستشارية الرايخ الجديدة"، وهو قريب جد من بوابة براندنبرج الشهيرة، وكان يضم 30 غرفة على مساحة ألفين و700 متر مربع.

وكانت هذه المنطقة ذات ميزة استراتيجية كبيرة، نظراً لأنها محاطة بأغلب المباني الحكومية، التي كانت توجد بها ممرات تحت الأرض فيما بينها، وملاجئ أخرى أصغر.

ومن الصعب اليوم التحديد بدقة الملجأ الخاص بالزعيم النازي، وسط مجمع من المباني.

بالمثل، تم استغلال بعض الملاجئ كمنازل خاصة مثل ذلك الخاص بالمليونير كريستيان بوروس، الذي يحوي أيضًا مجموعته الفنية الخاصة التي يعرضها للجمهور بزيارات مع مرشد.

كذلك يبرز الملجأ المكون من 5 طوابق بجدران من الخرسانة قطرها متران، ونافذات محدودة للغاية، الذي أنشئ في 1941 تحت إشراف المهندس ألبرت شبير الذي كان مقربا من هتلر، وكان ملجأ مضادا للطائرات.

وبعد انتهاء الحرب سيطر عليه الجيش الأحمر وحوّله إلى سجن، ومن الاستخدامات المتنوعة للمبنى، أن استغل أيضًا كمخزن فواكه في برلين الشرقية، حينما كانت المدينة مقسمة إلى شطرين، بل وأيضا ملهى ليلي.

ويمكن في المكان الأصلي للملجأ رؤية آثار الرصاص في الأحجار. لكن المالك الجديد للمكان أقام بناء إضافيا بنوافذ كبيرة وأحاطه بأشجار كثيفة تجعل المنزل عمليا غير مرئي من الشارع.

بينما عرض المؤرخ الفني ديزيريه فويرله، مجموعته الخاصة بأحد ملاجئ برلين للجمهور، وقدم فيها الفن القديم من جنوب شرقي آسيا، وقطعًا تنتمي للإمبراطورية الصينية، وأعمالا لفنانين معاصرين مثل كريستينا إجليسياس وآنيش كابور وتسنج فانشي.

وأوضح فويرله أنه "لم يكن من السهل تحويل ملجأ قديم للاتصالات إلى متحف"، رغم أن تصميم المكان مثالي للمعرض.

لكنْ هناك آخرون ذهبوا لأبعد من ذلك، وحوّلوا أحد الملاجئ إلى واحد من أكثر الملاجئ فخامة وأمانًا في العالم، وهو "فيفوس أوروبا وان"، القادر على استيعاب 34 أسرة حال وقوع كارثة عالمية.

وكان هذا الملجأ تحت الأرض قد تم تشييده أساساً خلال الحرب الباردة في روتنشتاين، وهي بلدة صغيرة هادئة في شرق ألمانيا.

وتقول المسؤولة في شركة "فيفوس جروب"، باربي جروسمان، إن تجديد الملجأ "يستهدف منح الأوروبيين ملجأ منيعا كي يسبقوا أي كارثة عالمية بخطوة".

ويقع الملجأ، الذي أصبح صالحاً للاستخدام، على مساحة 5 كلم مربع، وهو قادر على تحمل انفجار نووي من مسافة قريبة أو حادث جوي مباشر أو وسائل الحرب البيولوجية والكيماوية وأي هجوم مسلح.

وتكلف تجديد هذا الملجأ مليار دولار، وهو مجهز، بحيث يمكن لساكنيه البقاء عام كامل تحت الأرض، ويحظى بخدمات ترفيه مثل مسبح ومسرح ومستشفى صغير ومطاعم ومدرسة ومحطة بث تليفزيوني ومخبز.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل