أحزاب الأكثرية البرلمانية تفرض شروطها لتطبيق «الاندماج»

تشهد الساحة السياسية دعوات كثيرة لاندماج الأحزاب ذات التوجه الأيديولوجى والسياسى المشترك، كخطوة جديدة لتنظيم المشهد السياسى الذى يعانى التشتت، إلا أن الفكرة لم تجد أى صدى داخل الأحزاب الكبيرة صاحبة الأكثرية فى البرلمان، التى تتمسك بكياناتها كما هى، مع إمكانية انصهار الأحزاب الأخرى داخلها.

وقال محمد عبده، عضو الهيئة العليا لـ«الوفد»، ونائب رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، إن «الوفد» مع دمج الأحزاب السياسية القريبة فى الفكر والأيديولوجية فى كيانات قوية تستطيع التحرك فى الشارع وتصبح أكثر تأثيراً وتعبيراً عن مطالب الجماهير، وجذب الشباب.

«الوفد»: لن ننضم لأحد.. و«المصريين الأحرار»: تجاربنا أثبتت فشل الفكرة.. و«مستقبل وطن»: لن نهدم كياناً فاعلاً

وأضاف «عبده» لـ«الوطن»، أن «الوفد» لا يمكن أن ينضم لأى من الأحزاب الموجودة على الساحة لأنه أقدم حزب فى العالم والأعرق فى مصر وعمره 100 عام، وتابع: «يد حزب الوفد ممدودة لجميع الأحزاب التى تؤمن بمبادئه وثوابته للانضمام إليه، وطالما الحزب الذى يريد الانضمام لـ(الوفد) سيساعد على قوته وتأثيره فى الشارع لا يوجد مانع، ولكن إذا كان اندماج أى حزب معنا سيؤثر على مبادئ الوفد والخروج به عن الثوابت التى بنى عليها، فذلك مرفوض تاماً». وأكد الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، أن الحزب باقٍ ويواصل مسيرته فى خدمة الدولة وشعبها، وما يتم تداوله بشأن اندماجنا مع أحزاب أخرى «مزاعم» لا أساس لها من الصحة، مضيفاً أن «المصريين الأحرار» لا يسعى للاندماج مع أحد، ولنا تجربتان سابقتان فى الاندماج؛ الأولى مع حزب الجبهة الديمقراطية، والثانية انضمام مجموعة من الحزب المصرى الديمقراطى، وكلاهما لم يكتب لهما النجاح.

وقال إن فكرة الاندماج جيدة، لكنها تحتاج لثقافة سياسية، وهذه الفكرة يتبعها خلافات بدءاً من اسم الحزب وصولاً للمقاعد والمناصب، فالاندماج يحتاج تناغماً فى الأيديولوجيات والمبادئ سواء اقتصادية أو اجتماعية بين الأحزاب الراغبة فى تحقيق عملية الدمج. وقال الدكتور أحمد بيومى، رئيس حزب الدستور، إن فكرة الدمج أصبحت ضرورة لتقوية الأحزاب، وهناك مساعٍ لتنفيذها على أرض الواقع خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أنه التقى المستشار بهاء أبوشقة رئيس «الوفد» لتهنئته بمناسبة فوزه برئاسة الحزب، وناقش معه فكرة تشكيل ائتلاف سياسى مدنى يجمع أحزاب التيار الليبرالى تحت مظلة حزب الوفد، ليكون نواة لفكرة اندماج الأحزاب.

وأضاف «بيومى» أن الفكرة لاقت قبولاً كبيراً لاسيما أن «أبوشقة» يسعى بقوة إلى توحيد القوى السياسية المتقاربة فى الفكر والأيديولوجية، وإنشاء أحزاب سياسية كبيرة يكون لها تأثير أقوى فى الشارع، وتم الاتفاق على إقامة عدة لقاءات، بين الهيئة الوفدية والهيئة العليا لـ«الدستور»، لبحث كيفية إنشاء ائتلاف الأحزاب، مؤكداً أن فكرة ائتلاف أحزاب التيار الليبرالى ليست مقتصرة على «الوفد والدستور» فقط بل سيتم مناقشتها بشكل موسع فى الفترة المقبلة، لأنه لا بديل عن التوحد لأن الديمقراطية لن تصبح فاعلة إلا بوجود أحزاب كبيرة.

وقال أحمد الشاعر، المتحدث باسم حزب «مستقبل وطن»، إن ما يتردد عن اندماج الحزب مع أحزاب أخرى غير صحيح، لأنه لا يمكن أن نهدم كياناً قائماً وفاعلاً أساسياً فى الحياة السياسية، ولكن نرحب بأى حزب آخر يندمج تحت مظلة «مستقبل وطن».