المحتوى الرئيسى

أنطون ماكارينكو وتربية أطفال الشوارع

04/17 07:09

يصادف هذا العام مرور 130 عاما على مولد أنطون ماكارينكو (1888-1939)، الكاتب والمفكر التربوي والمعلّم السوفيتي.

اعتبرت منظمة اليونيسكو أنطون ماكارينكو أحد 4 معلمين أثّروا في أسلوب التفكير التربوي في القرن العشرين إلى جانب: جون ديوي، غيورغي كيرشينشتاينر وماريا منتيسوري.

وضع ماكارينكو نظرية ومنهج التربية المجتمعية والأسرية من خلال كتاباته التي نشرها في كتبه "قصيدة تربوية" (1935)، "كتاب للأبوين" (1937)، "أعلام على أبراج" (1938).

وأنشأ ماكارينكو معسكرا لعمل الأحداث وأطفال الشوارع في ضواحي مدينة خاركوف، وتمكن من نظرياته في التربية، ليتمكن رواد هذا المعسكر من الأطفال والمراهقين عام 1933 من تجميع كاميرا "فيد" (فيليكس إدموندوفيتش دزيرجينسكي) وفقا لنموذج آلة التصوير الفوتوغرافي الألمانية "ليسا"، حيث قام الأطفال بتجميع عشر آلات تصوير في البداية، وفي العام اللاحق 1934 جمّعوا 1800 آلة تصوير، وفي عام 1935 قاموا بتجميع 15000 آلة تصوير.

وتمكن ماكارينكو من تحويل ظاهرة أطفال الشوارع إلى طاقة إنتاج في المجتمع، ليتحول الإنسان/ الطفل المجرم والضحية في نفس الوقت، إلى فرد ناجح ومنتج في المجتمع، حيث تمكن من الغوص في أعماق الروح البشرية للطفل، ليتعرف داخلها على الجمال والبراءة والنقاء، ولينتزع تلك القيم انتزاعا وليخرجها إلى المجتمع، ويستبدل العنف والقمع والظلم والتدمير بالأخلاق والفضيلة والعدل والعمل والبناء.

كان المنهج الذي اتبعه يعتمد بشكل أساسي على اللعب كجسر هام لنقل المعرفة للطفل، فهو يؤمن بأن "اللعب يشغل حيزا مهما في حياة الطفل، وهو الحيز نفسه الذي يشغله العمل في حياة الكبار.. واللعبة الجيدة تشبه العمل الجيد، واللعبة المتقنة تشبه العمل المتقن، والحركة المحكمة في اللعب تشبه الحركة المحكمة في العمل، والتفكير المنطقي السليم في اللعب يشبه التفكير العلمي السليم في العمل، وعدم إهدار الموارد في اللعب يشبه عدم إهدار الموارد في العمل".

الكاتب مكسيم غوركي في زيارة لمعسكر تربية الأحداث 1928

كان ماكارينكو يرى أن اللعب يمنح الطفل شعورا بسعادة مرتبطة بالإبداع أو بالانتصار أو بالقيم الجمالية أو بالإتقان، وهو ذات طيف السعادة الذي يحصل عليه الإنسان من العمل الجيد المتقن، لذلك لم يجد فرقا بين اللعب والعمل كما يظن كثيرون، بل إنه يذهب لأبعد من ذلك في أن المدخل الخاطئ في التربية إنما يكمن في اعتقاد أن العمل يختلف عن اللعب في تحمل المسئوليات، فاللعب يحمل في قواعده تحمّلا كبيرا للمسئولية تماما كما في العمل، فاللعب الجيد، والمتقن، والسليم يحمل في طياته الكثير من المسؤوليات التي يجب على الطفل أن يتحملها، ويتعين عليه أن يتحمل تبعات أدائه.

لكن الفرق بين العمل واللعب يكمن في أمر واحد فقط، فالعمل هو مشاركة الإنسان في الإنتاج المجتمعي بخلق منتجات مادية أو ثقافية تمثل قيما تخدم المجموع، بينما لا تنتج أنشطة الطفل في اللعب قيما مجتمعية على نحو مباشر، إلا أنها مع ذلك تخدم المجتمع بشكل غير مباشر من خلال خلق المهارات الجسدية والنفسية الضرورية للعمل عند الطفل منذ نعومة أظفاره.

افتتاح متحف الكاتب دوستويفسكي في موسكو

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل