المحتوى الرئيسى

ماذا بعد «العدوان الثلاثي» على سوريا؟

04/17 13:48

شنت الولايات المتحدة، بمشاركة فرنسا وبريطانيا، ضربات جوية في الساعات الأولى من صباح السبت الماضي على أهداف في سوريا ردا على هجوم كيماوي في مدينة دوما السورية، والذي أودى بحياة 75 شخصًا، بينهم أطفال.

أثار الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة على مرافق الأسلحة الكيميائية السورية، سؤالاً في جميع أنحاء العالم، وهو "ماذا بعد؟".

شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قالت إنه بعد الهجوم الأمريكي كشفت الرسائل المختلطة التي جاءت من الإدارة الأمريكية أنه ليس واضحًا كيف سيكون رد فعل البيت الأبيض على أي هجمات أخرى بالأسلحة الكيميائية، ومتى وكيف ستخرج الولايات المتحدة من سوريا.

يذكر أن هذه الهجمات جاءت بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الثالث من إبريل أنه ينوي سحب القوات الأمريكية بشكل نهائي من سوريا، إلا أنه قال خلال الإعلان عن الهجوم على سوريا ليلة الجمعة، إن الولايات المتحدة ستعمل باستمرار لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية.

اقرأ المزيد: قلق إسرائيلي بعد إعلان أمريكا عزمها الانسحاب من سوريا

في الوقت نفسه، شدد المسؤولون الأمريكيون، بعد الهجوم، على أن استراتيجية البيت الأبيض لم تتغير أبدًا، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن "المهمة الأمريكية لم تتغير، الرئيس كان واضحًا في أنه يريد عودة القوات الأمريكية إلى الوطن بأسرع ما يمكن".

وأضافت: "نحن مصممون على سحق داعش بشكل كامل، والعمل على منع عودتها مرة أخرى، وبالإضافة إلى ذلك، نتوقع أن يتحمل حلفاؤنا وشركائنا الإقليميون مسؤولية أكبر عسكريا وماليا من أجل تأمين المنطقة".

من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن ترامب عدل عن قراره بالانسحاب، عندما قال لوسائل الإعلام الفرنسية يوم الأحد إنه "قبل 10 أيام، قال الرئيس ترامب إن إرادة الولايات المتحدة هي الانسحاب من سوريا، لقد أقنعناه بأنه من الضروري البقاء".

ودفعت الأسئلة التي أثيرت بسبب رسائل ترامب المختلطة، الولايات المتحدة إلى الإصرار على أن الأهداف الرئيسية لتدخل الولايات المتحدة في سوريا لم تتغير، وأنها لا تزال تهدف إلى هزيمة تنظيم داعش بشكل كامل.

حيث إيريك باهون، المتحدث باسم البنتاجون، أن "الهجمات الأخيرة لا تشير إلى انحراف الولايات المتحدة عن أهداف سياسة الولايات المتحدة في سوريا".

وأضاف: "استهدفنا أهدافًا تسمح لبرنامج النظام السوري للأسلحة الكيميائية بأن تكون أهم وأكثر خطورة" من مهمة هزيمة داعش.

اقرأ المزيد: «التخبط».. شعار الإدارة الأمريكية بعد إعلان ترامب الانسحاب من سوريا

لكن التغيير الذي طرأ على سياسة ترامب، والتي أشار إليها ماكرون، أثار تساؤلات حول ما ستفعله الولايات المتحدة بالضبط في المستقبل، لا سيما بشأن أي هجمات كيماوية أخرى.

كان مسؤول رفيع المستوى في الإدارة قد صرح للصحفيين في 14 إبريل الجاري أنه "لدينا العديد من المعلومات الواضحة والقوية، التي تشير إلى استخدام الأسد الأسلحة الكيميائية في هذا الهجوم".

مضيفًا: "المعلومات التي لدينا تشير إلى استخدام الكلورين والسارين، وكلاهما أسلحة كيميائية، تم استخدامهما في هذا الهجوم وما بعده".

وأكد المسؤول أن الهدف من الهجوم الأمريكي هو منع الزعيم السوري بشار الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية، قائلًا "كما أوضح الرئيس، إذا لم تنجح هذه الخطوة، فإننا سنكون مستعدين للتحرك مرة أخرى".

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن هناك احتمالات كبيرة أن يحدث مرة أخرى، حيث قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، أمام مجلس الأمن يوم الجمعة، إن الولايات المتحدة "ترى أن النظام السوري يلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيميائية بشكل متكرر"، مضيفة أن الأسد "استخدم الأسلحة الكيماوية في الحرب السورية 50 مرة على الأقل".

اقرأ المزيد: لماذا لن يوقف «العدوان الثلاثي» حمام الدم في سوريا؟

كما قالت جماعات غير حكومية ومراقبو حقوق الإنسان في سوريا، إن الكثير من هذه الهجمات استخدم خلالها غاز الكلور، الذي يقول المسؤولون الأمريكيون إنه استخدم في الهجوم الكيماوي الذي وقع في دوما.

وأشارت "سي إن إن" إلى أن الهجوم الأمريكي الأخير يثير تساؤلات حول ما إذا كان استخدام غاز الكلور أصبح "خطًا أحمر" جديدًا، يستدعي رد فعل من الولايات المتحدة في كل مرة يتم استخدامه.

وردًا على هذا التساؤل، صرح عدد من مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية أن هذا الأمر يمكن أن يصبح قضية سياسية رئيسية بالنسبة للرئيس، ليصبح بإمكانه اتخاذ قرار في كل قضية على حدة.

وخلال استضافتها على شبكة "سي بي أس" الأمريكية، الأحد  الماضي، ردت نيكي هالي عن السبب الذي دفع الولايات المتحدة للرد على الهجوم الكيماوي على دوما، على الرغم من استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية عشرات المرات في الماضي.

حيث قالت: "أعتقد أنه من الواضح أن هذا الأمر كان تراكميًا، حيث استخدم الأسد الأسلحة الكيميائية عدة مرات، في تحد لقرارات الأمم المتحدة، وشعرنا كما لو أننا قد اتبعنا كل التدابير الدبلوماسية الممكنة، وأنه قد حان وقت العمل".

وعندما سألت عن تصريحات ترامب حول رغبته في سحب القوات الأمريكية من سوريا، حددت هالي بعض المعايير التي يمكن أن تبقيهم هناك لفترة طويلة، بما في ذلك إساءة استخدام المواد الكيميائية، وهزيمة داعش، ووقف نفوذ إيران في المنطقة.

اقرأ المزيد: هل يعرقل «كيماوي دوما» خطط ترامب للانسحاب من سوريا؟

من جانبه، قال جيمس كارافانو، نائب رئيس مؤسسة "هيريتيج" المحافظة، إن أهداف الإدارة الأمريكية واستراتيجية الانسحاب من سوريا، لا يجب أن تكون معقدة أو طويلة الأجل.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل