«سايكو بارك».. أول مبادرة للتوعية النفسية في مصر

بالرعم من احتياج المريض دائمًا لدعم المقربين منه لمواجهة الفقد والألم والاكتئاب، إلا أن الغالبية العظمى من المصريين تفتقر إلى الثقافة النفسية السليمة ما يجعل كلمات مثل "معلش.. أنا تعبان أكتر منك.. اوعي تفكر في الانتحار هتموت كافر.."، وغيرها هي الأكثر انتشارًا على ألسنة من يستمع لشكوى المرضى.

شجعت هذه الثقافة مجموعة من الأطباء النفسيين لتدشين "سايكو بارك"، أول مبادرة للتوعية بالصحة النفسية في مصر، منذ أن تم تأسيسها العام الماضي بهدف تقديم الدعم والمشورة، من خلال أطبائها القائمين عليها، وتقديم عدد من الأنشطة والحملات التي تستهدف المحيطين بالمريض النفسي من خلال طرق عصرية، مثل طبع كلمات ممنوع قولها لمن يشتكي من ألم نفسي أو اكتئاب أو توتر أو حتى نية على العودة للمخدرات.

ويؤكد القائمين على "سايكو بارك"، من خلال صفحتهم الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن المبادرة ليس لها أي أهداف ربحية، كما أنها نجحت على مدار الفترة الماضية في مساندة الكثير من طالبي الاستشارة والدعم، ومنع أكثر من ١٢ حالة انتحار وذلك من خلال ترك تليفونات الأطباء والتواصل مع المحتاجين في أي وقت.

وعلى الرغم من أهمية المبادرة إلا أنها تواجه العديد من الصعاب التى تعيقها عن الاستمرار مثل عدم وجود دعم مادي وتشجيع من الشركات، أو المؤسسات الراغبة في خلق مكان آمن لموظفيها، وتعتبر أن انعدام المساندة المادية قد يهددها بعد استكمال المشوار الذي بدأته، مناشدة المهتمين بتقديم المساندة والتشجيع حتى يكتمل المشروع وتنتشر الثقافة النفسية.

أما عن شهر أبريل الخاص بالتوعية عن مرض التوحد، يقول مسئولو المبادرة: "مرض التوحد هو خلل في المخ واستقبال الإشارات العصبية والحسية، أسبابه تعود لخلل في الجينات والعوامل البيئية وأكبر سبب هو إهمال تطعيم الـrubella "الحصبة الألمانية"، فتصل الإشارات عشوائية، وفي وقت واحد فيصبح رد الفعل غريب.

وأضافت الحملة، في منشورها،: "يهتم مرضى التوحد بالأنشطة المعتمدة على الترتيب أو أنشطة معقدة مثل حبهم للرياضيات ومعظمهم يصل لدرجة العبقرية، ومن الممكن أن يستهلك مريض التوحد الكثير من الوقت في الرسمة نفسها أو النشاط نفسه، لذا فهم يحتاجون للمزيد من الدعم والصبر ومن الممكن أن يختفي المرض تدريجيًا لو تم اكتشافه مبكرًا وتم التعامل معه بطريقة سليمة من خلال العمل مع الطفل بالأنشطة والمهارات الاجتماعية".