المحتوى الرئيسى

"الفيرمي كمبوست".. سماد عضوي ينتجه دود الأرض | ولاد البلد

04/16 18:41

الرئيسيه » بيئة » “الفيرمي كمبوست”.. سماد عضوي ينتجه دود الأرض

قبل ثلاثة أعوام مضت بدأ مدحت محمد، صاحب مزارع لدود الكمبوست بمحافظة أسيوط، بعد رحلات عمل كثيرة، ليبدأ عمله الخاص في إنتاج سماد فيرمي كمبوست، البديل الطبيعي للأسمدة الزراعية.

يقول مدحت إنه بدأ مشروعه بعد بحث دقيق وقراءة وفيرة عن الموضوع والتواصل مع أصحاب مزارع قدامى للوقوف على سقطاتهم وتجنبها، والاستفادة من خبراتهم.

بدأ مدحت مشروعه بنحو 200 دودة، حصل عليهم من معمل المناخ بالقاهرة واستطاع السفر بهم، وأعد لهم بيئتهم الخاصة مسبقا.

يوضح أنه بعد بحثه ومتابعته مع أصحاب المزارع عرف أن الدود يعيش فى بيئة رطبة غنية بالكربون ونسبة بسيطة من النيتروجين، فحاول توفير مثل هذه البيئة مستخدما أقفاص الفاكهة، التي وضع فيها قطع من الكرتون والمواد العضوية من بقايا المأكولات والقمامة، وعمل على تربيتهم وإكثارهم، ليتزايد عددهم خلال عام واحد لنحو 400 ضعف.

محمد الصافي، مُربي ومتابع لمشروع إنتاج سماد الفيرمي كمبوست بمحافظة الإسكندرية، يقول إن فكرة إنتاج سماد الفيرمي منتشرة منذ زمن في دول مقل أمريكا وتركيا والهند وأندونيسيا وتايلاند وبعض دول أوربا، لكن فى مصر نحن حديثو العهد بها.

يتابع أن دودة الأرض اتضح أنها تتغذى على فضلات نباتية أو حيوانية وتحوله لنوع معين من السماد يطلق عليه “فيرمي” غني بالبكتيريا النافعة والإنزيمات ومفيد للتربة، ويساعد التربة على استرداد عافيتها، وُيسهل استخلاص العناصر للنباتات.

ويوضح الصافي أن الفيرمي يعد سمادًا عضويا معقما، فعند إصابة نبات بفطر معين يتم الحصول على جذوره وإطعام الدود به، وينتج الدود سمادا مضادا للفطر أو ما يشابه الأنتي فيرس، ويصبح واقيًا للنبات من نوع المرض.

ويضيف أن أولى بدايات الحصول على دود الكمبوست كانت عن طريق معمل المناخ في القاهرة، فحصل عليه كجهة بحثية، للتعرف على كيفية الحصول على السماد والتعرف عليه، ومن هنا بدأت تنتشر الفكرة.

يقول الصافى إن تربية دود الكمبوست ليست سهلة بل تحتاج لدراية بمتطلبات الدود الحياتية، وتوفير البيئة الخاصة به من درجة الحرارة والرطوبة والحامضية في التربة، فعند دراسة الدود لوحظ أنه يعيش في مساحة من 5 إلى 10 سم، تحت سطح التربة، ويخرج إلى سطح التربة للتغذية وينزل لأسفل لإنتاج سماد الفيرمي.

ويوضح أن هناك هدفين للأشخاص وراء تربية دود الكمبوست وهما الإكثار وإنتاج سماد الفيرمى كمبوست، فمن يهدف للإكثار يمكنه بدء مشروعه بنحو 100 دودة فقط كتجربة لمدة شهر أو اثنين، حتى يتمكن بعد هذه الفترة من فهم المشروع، ويمكنه مع مرور عام واحد الحصول على 400 ضعف العدد وذلك بسبب قدرة الدود العالية على التكاثر.

الدودة منذ خروجها من الشرنقة تأخذ فترة شهرين لتصل مرحلة البلوغ وتبدأ التزواج وتنتج شرانق أخرى، والشرنقة الواحدة يكون بها من 2 إلى 7 دودات، ليصل به للهدف الثاني وهو إنتاج سماد الفيرمي كمبوست بعد انتهائه من مرحلة إكثار عدد الدود.

لكن من يرغب فى إنتاج سماد الفيرمى منذ البداية، يستطيع أن يحصل على 3 إلى 4 كيلوجرام من الدود، عددهم عشرات الألاف، ويبدأ في إنتاج السماد.

محمد أبوالفتوح، عضو مجلس إدارة بجمعية الإسراء لتنمية الثروة الحيوانية والإنتاج الداجني بمحافظة الشرقية، وهي جمعية زراعية غير هادفة للربح، بدأ نشاطه في إنتاج سماد الفيرمي كمبوست، قبل عام ونصف العام، وكان ذلك بمحض الصدفة، خلال حديثه مع مهندس زراعي بالجمعية.

يقول أبوالفتوح إنهم عملو في مجالين في نفس الوقت، وهو إنتاج نبات اسمه الأزولا، بسبب ارتفاع أسعار علف الدواجن، وهو نوع من النبات يتغذى عليه الدود، والدود في الوقت ذاته ينتج فيرمي كمبوست، تستفيد منه الأزولا، لتصبح دورة متكاملة.

ويضيف أن الفيرمي كمبوست ميزته في البكتيريا النافعة التي يحتوي عليها، متمثلة فى إنزيمات وهرمونات مكلفة جدا في حال شرائها لإنتاج عضوي.

الدود يمنحنا وسيلة رخيصة من خلال استخدامنا  قش الأرز وتبن القمح وتحويلها من خلال تغذية الدود عليها، كما أن سماد الفيرمى يسهل امتصاص العناصر الموجودة في التربة، فالعناصر الموجودة في التربة، النباتات غير قادرة على امتصاصها، ما أدى إلى انخفاض إنتاج لك النباتات بسبب التسميد بالكيماوي، وأصبح  المكسب ضئيلًا نتيجة لعدم توافر أي بديل عن الكيماوي، فالكيماوي يعطي للنباتات شكلا وليس مضمونا.

يبين أبوالفتوح أنواع دود الكمبوست على مستوى العالم، فيقول إن الدود فى مصر ثلاثة أنواع، نوع يعيش فوق سطح التربة إلى 20 سم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل