المحتوى الرئيسى

«قمة القدس».. هل أسدلت الستار على «صفقة القرن»؟

04/16 18:25

أرادت المملكة العربية السعودية خلال القمة العربية التي احتضنتها أمس الأحد، الرد على ما تشيعه وتسربه بعض المصادر من تغير الموقف العربي بشكل عام والموقف السعودى بشكل خاص، تجاه الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، والشائعات التي تزعم تماشي المملكة مع الموقف الأمريكى لإدارة ترامب، بما يعرف بصفقة القرن، والتى شرعت الإدارة الأمريكية بتنفيذها على الأرض.

ومن ثم كان هناك حرص سعودى منذ انطلاق القمة على نفى تلك الإشاعات والتسريبات بإطلاق شعار "قمة القدس" على القمة 29، وتخصيص 150 مليون دولار لدعم صندوق القدس، إضافة لتخصيص 50 مليون دولار لدعم وكالة الأونروا.

القمة تمسكت بموقفها الداعم والمساند لقضية الشعب الفلسطيني في إطار الصياغات المعلنة، والجديد في هذا السياق، جملة الشائعات التي سادت الأجواء السياسية والإعلامية في المنطقة العربية حول حقيقة الموقف العربي، وموقف بعض الدول، من القرارات الأمريكية الأخيرة المتعلقة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وما قيل عن تغطية عربية لـ"صفقة القرن".

"ما نتج حتى الآن عن القمة العربية في السعودية، يدحض الشائعات التي تتحدث عن قبول عربي بـ"صفقة القرن"، التي تروج لها الإدارة الأمريكية، هكذا أكد وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية تيسير جرادات، على استمرار الموقف العربي الداعم للقضية الفلسطينية.

اقرأ أيضا : «قمة الظهران».. تستثني قطر وتتجه لملفات أكثر سخونة

"جرادات" أشار إلى أن منح القمة اسم القدس، وما برز بحقها في كلمات الزعماء العرب، بما فيها خطاب العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، ودعمه للمدينة بمبلغ 150 مليون دولار، دلالة على أهمية ومركزية قضية القدس في قلوب الشعوب العربية والإسلامية، حسب "الأناضول".

أما صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فرأى أن القمة العربية تبنت بالكامل كل المقترحات الفلسطينية واعتمدتها في قراراتها التي جاءت في البيان الختامي، وأبرزها اعتماد الرؤية السياسية السلمية التي طرحها الرئيس أمام مجلس الأمن في فبراير الماضي المستندة لمبادرة السلام العربية.

عريقات، أوضح أن القمة العربية بالأمس كانت قمة فلسطينية بـ"امتياز"، حيث أدان جميع القادة العرب إعلان الرئيس الأمريكي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدين على الحق الفلسطيني الثابت في القدس عاصمة لدولة فلسطين، مشيرا إلى أن اللجنة الوزارية العربية ستواصل عملها في محاولة لثني دولتي جواتيمالا وهندوراس عن الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال عبر مخاطبة الاتحاد الإفريقي، حسب "عمون".

اقرأ أيضا: لماذا اختارت السعودية «الظهران» لعقد القمة العربية؟

من جانبه، أكد المحلل السياسي هاني حبيب أن الصياغات الواضحة حول الموقف العربي من القرارات الأمريكية المتعلقة بالقدس المحتلة، تؤكد فشل كل الضغوط للتعاطي العربي مع "صفقة القرن" الأمريكية، رغم كل التسريبات التي أشارت إلى ضغوط عربية على الجانب الفلسطيني لتعديل موقفه إزاء معارضته الشديدة لهذه الصفقة.

الكاتب الفلسطيني نزيه دياب، أشار إلى موقف الرياض المساند للقضية الفلسطينية خلال قمة الظهران قائلا: "لعل هذه الكلمات تلجم أصحاب فرضية صفقة القرن"، حسب "إرم نيوز".

أما المحللة والكاتبة السياسية عبير عبد الرحمن، فترى أن أهم ما حققته القمة هو إعطاء صك براءة للعرب من التورط مع الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب فى تصفية القضية الفلسطينية، عبر ما يعرف بصفقة القرن.

وطرحت الكاتبة عددا من الأسئلة بعد القمة العربية أهمها هل ستتوقف صفقة القرن؟ وهل بمقدور العرب التصدي لصفقة القرن التى بدأت الإدارة الأمريكية فعليا فى تنفيذها عبر اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل؛ وعبر محاولاتها تصفية وكالة غوث اللاجئين بقطع الدعم المالى عنها، أم أن العرب يدركون أن الصفقة أصبحت قدرا مقدورا، وأن أقصى ما يمكن فعله هو النأي بأنفسهم عن الصفقة عبر التبرؤ من أى صلة لهم بها، وإلقاء الكرة فى الملعب الفلسطينى عبر التبني السياسي للموقف الفلسطيني الرافض لها، حسب وكالة "معا".

غازي فخري، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، أكد أن مخرجات القمة جاءت معقولة جدا، خصوصا أنها أكدت دعم العرب للشعب الفلسطيني في حربه لتحرير أرضه، مضيفًا: "القمة العربية أكدت رفضها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل، كما أن موقف المملكة العربية السعودية كان متميزا خصوصا مع تبرعاتها لدعم الفلسطينيين ضد الحصار الاقتصادي الإسرائيلي".

اقرأ أيضا: فلسطين في القمة العربية: دعم شهري ومواجهة «ترامب» وتحقيق دولي لـ«يوم الأرض»

كما أوضح أن مخرجات القمة قضت على ما يسمى بـ"صفقة القرن" التي تعدها أمريكا لخدمة إسرائيل، كما أشاد بالموقف المصري الذي أكد خطورة إهمال القضية الفلسطينية على الأمن القومي العربي.

الكاتب السعودي سلمان الدوسري، أشار إلى الانتقادات التي وجهت لبلاده في الأيام الماضية عقب التكهنات بعزم الرياض عقد صفقة سلام مع دولة الاحتلال على حساب حقوق الفلسطينيين، مؤكدا "لا أحد يزايد على السعودية في مساندة القضية الفلسطينية.. الأفعال للمملكة والأقوال لغيرها".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل