بريد الوطن| أمن المطارات الإسرائيلية والكيل بمكيالين

‫منذ ما يقرب من عشرين شهراً نجح الصحفى الإسرائيلى ديفيد سليمان فى اختراق كل الاحتياطات الأمنية فى مطار «بن جوريون» الدولى بتل أبيب، وقام بوضع اثنتى عشرة قنبلة وهمية داخل اثنتى عشرة طائرة ركاب مدنية فى المطار، وبحسب صحيفة «تايم أوف إسرائيل» الإسرائيلية فإن هذا الصحفى استخدم بطاقة شخصية خاصة بزميله «تامير» وانتحل صفته، وتمكن من العمل فى إحدى الشركات العاملة بالمطار، ونجح بالاسم الجديد والصفة الجديدة من العمل داخل المطار لمدة يومين كاملين فخخ خلالهما الاثنتى عشرة طائرة ركاب بالقنابل الوهمية، وصور مقاطع فيديو لعملية الاختراق التى قام بها بمطار «بن جوريون». المهم أن مغامرة الصحفى الإسرائيلى فى المطار لم تكتشف إلا فى اليوم الثالث لعمله فى المطار، وكانت فضيحة كبرى هزت إسرائيل كلها، وبالطبع تم تعديل كل الخطط الأمنية فى كل المطارات الإسرائيلية لتجنب تكرار مثل هذا الاختراق مستقبلاً.

المدهش فى الأمر أنه لم تصدر أى سلطة فى الولايات المتحدة أو فى الدول الأوروبية أى تحذيرات تفيد بتجنب السفر لإسرائيل أو وقف السياحة إليها لعدم كفاية الإجراءات الأمنية فى مطاراتها بعد هذه الواقعة، وتناسى العالم المتقدم كله هذه الواقعة الخطيرة التى كان من الممكن أن تؤدى إلى تفجير اثنتى عشرة طائرة ركاب، وموت مستقليها بالمئات لو كانت القنابل التى استعملها الصحفى الإسرائيلى فى مغامرته قنابل حقيقية، وهكذا يستمر مسلسل الكيل بمكيالين بنجاح تام ضد العرب.

                               د. عبدالمنعم بدوى عبدالوهاب- القاهرة