المحتوى الرئيسى

«البيضة المتحركة».. العرب أول من صنعوا الصواريخ الباليستيكية

04/16 00:38

أثار استخدام الرئيس عبد الفتاح السيسي لمصطلح «الصواريخ الباليستيكية» خلال كلمته في القمة العربية بالسعودية اليوم، جلًا واسعًا، على الـ«سوشيال ميديا»، وتصدرت الكلمة قائمة الأكثر تداولًا على موقع «تويتر».

وقال الرئيس خلال كلمته في «قمة القدس» اليوم، إن مصر لن تقبل قيام عناصر يمنية بقصف الأراضي السعودية بالصواريخ الباليستيكية باعتباره تهديدًا للأمن القومي العربي، في إشارة إلى الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على المملكة في الآونة الأخيرة.

وقال خبراء إن كلمة الرئيس السيسي اليوم كانت صحيحة، فقد نطقها انطلاقا من اللفظ الإنجليزي «ballistic missile».

وترصد «الدستور» أبرز المعلومات عن الصواريخ الباليستيكية والكروز:

شكّل تطور طائرات القتال وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة تهديدًا واضحًا لقدرات وإمكانيات وسائل الدفاع الجوي الحالية ومالها من فاعلية، لذا لزم إجراء التطوير اللازم في معدات الدفاع الجوي لمجابهة هذه التهديدات، وأصبحت «الصواريخ البالستيكية» تشكل أحد وسائل الصراع المسلح في العصر الحديث، لما تتمتع به من قدرة على تحقيق المفاجأة وإحداث أكبر قدر من التدمير المادي والمعنوي باعتبارها سلاح ردع هجومي دون مخاطر التضحية بالعنصر البشري، واهتمت دول عدة أبرزها الولايات المتحدة وروسيابمشروعات وبرامج تطوير الصواريخ أرض- أرض (البالستيكية والكروز) حيث استفادت من العلماء الألمان في مجال الصواريخ (أرض - أرض) بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية، وحتى وقتنا هذا لا تزال تلك الصواريخ تمر بمراحل إنتاج وتطوير عديدة، وتشهد تكنولوجيا صناعتها تنافسًا كبيرًا بين مختلف الدول من حيث المدى ودقة الإصابة والحمولة.

مراحل ما قبل الحرب العالمية الأولى

(1) استخدام الصينيون قبل الميلاد الصواريخ لإعطاء الإشارات عبر الأراضي إلا أنها كانت بدائية.

(2) تم استخدام نوعًا من السهام تربط في رأسها اسطوانات بها مواد مشتعلة ضد المغول عام (1232).

(3) كان العرب من الرواد الأوائل في صناعة الصواريخ، وصنّع العالم العربي حسن عبد الرحمن نجم الدين طوربيد يسير بقوة اندفاع الغازات، وأطلق عليه (البيضة المتحركة) عام 1258.

(4) خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر طور الألمان الصاروخ العربي وصنعوا أول قنبلة تطلق من قاعدة أرضية، ثم تلى ذلك الإيطاليون الذين أدخلوا علية تعديلًا بتركيب زعانف للصاروخ لزيادة المدى وزيادة درجة الإتزان.

(5) في القرن السابع عشر، فسر العالم اسحق نيوتن سر انطلاق الصاروخ بقانونه الشهير الخاص (رد الفعل).

(6) استخدام القائد الهندي حيدر علي في نهايـة القـرن السابع عشر القذائف النارية ضد البريطانيين.

(7) استفاد البريطانيون من ذلك، وتم تجهيز صاروخ استخدم في قذف بولونيا وكوبنهاجن.

(8) شكلت بريطانيا أول فيلق للصواريخ واستخدمته في عدة معارك منها معركة «ووترلو» عام 1805.

(9) سارعت أمريكا بتشكيل كتائب الصواريخ عام 1846 واستخدمتهـا في الحـرب ضد المكسيك.

مرحلة الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية

(1) برز العالم الروسي قسطنطين زيولكوفسكي الذي وضع الأسس العلمية لنظرية المحرك الصاروخي إلا أنها كانت نظرية بحتة.

(2) كتب لهذه النظرية النجاح على يد العالم الأمريكي جودار الذي أجرى تجارب عملية ونشر رسالته عن التقدم في صناعة الصواريخ ذات الوقود السائل عام 1936.

(3) في الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية تمكنت الولايات المتحدة من تصميم الصاروخ (SPIRIT OF NIGHT) الموجه لاسلكيًا ويصل مداه حتى 400 ميل ويحمل رأسًا مدمرة بها 100 رطل من المتفجرات.

(4) ثم كانت الطفرة الألمانية ولها السبق بفضل العالم «أدبرت» التي توجت أبحاثه النظرية بأول إنتاج في الثامن من سبتمبر عام 1944 باسم «V-2» واستخدم من الساحل الشمالي لفرنسا على الجزيرة البريطانية.

مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية

(1) في أعقاب الحرب العالمية الثانية شهدت صناعة الصواريخ تطورًا كبيرًا بفضل العلماء الألمان الذين وقعوا تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي بعد هزيمة ألمانيا وتم التركيز على الصواريخ (أرض - أرض) بسبب الفكر الاستراتيجي لكلا القوتين في أسلوب نقل التهديد النووي عبر القارات.

(2) لم يقتصر الأمر على استخدام الصواريخ في المجال العسكري بل تعداه إلى استخدامها في إطلاق الأقمار الصناعية وسفن الفضاء التي تسبح بين الكواكب في العصر الراهن، لاستخدامها بمجالات الاتصالات وأبحـاث البيئة وغيرها.

أنواع صواريخ (أرض - أرض)

صواريخ قصيرة المدى تطلق بشكل فردي أو مجمعة وتستخدم في تنفيذ مهام مدفعية الميدان بالمعركة ويصل مداها حتى 50 كيلومتر.

تشبه الطائرات النفاثة أو الموجهة دون طيار (UAVS) في طريقة دفعها بمحرك نفاث مع محرك بدء، وهي قابلة للتوجيه ومزودة بأنظمة إلكترونية تمكنها من الوصول إلى أهدافها المحددة وتجنب الدفاعات المضادة، وتوائم خط السير للتضاريس والهيئات الأرضية على الارتفاعات المنخفضة والمنخفضة جدًا وطورت الصناعات العسكرية الطائرات الموجهة دون طيار للعمل كصواريخ (أرض - أرض) «كروز» مع إجراء الموائمة لإطلاقه من الطائرات مثل الصاروخ (STAR-1) التي كانت سابقًا الطائرة الموجهة دون طيار (DALILA).

صواريخ لها قوة تدميرية عالية تعمل بمرحلة دفع واحدة أو أكثر طبقًا للمدى الذي يتراوح من 70 كيلومتر إلى عدة آلاف من الكيلومترات، وتطلق من قواذف ثابتة أو متحركة، وتعتمد نظرية عمل الصواريخ على إطلاقها بزاوية رأسية معينة وبقوة دفع كبيرة، طبقًا لمسافة الهـدف خارج الغلاف الجوي ليعود مرة أخرى بسرعة عالية في اتجاه الهدف.

يختلف الاستخدام من دولة إلى أخرى، طبقًا لظروف محل منها وطبيعة ونوع التهديدات المحيطة بها وإمكانياتها وقدراتها العسكرية، واختلف المعسكرين الشرقي والغربي ودول الشرق الأوسط في هذا التقسيم كالآتي:

يقسم المعسكر الغربي الصواريخ على أساس مدى العمل إلى ثلاثة، هم:

(أ) صواريخ بالستيكية متوسطة المدى «Medium Rang Ballistic Missiles» واختصارها «MRBM» ويتراوح مداها من 1000 - 3000 كيلومتر.

(ب) صواريخ بالستيكية فوق المتوسطة «Intermediat Rang Ballistic Missiles» ويتراوح مداها من 3000 - 5500 كيلومتر وتسمى «IRBM».

(ﺠ) صواريخ عابرة للقارات «Inter Continental Ballistic Missiles» ومداها أكبر من 5500 كيلومتر وتسمى (ICBM).

يتراوح مداها من عشرات إلى مئات الكيلومترات، ومنها أنواع موجهة، ويمكنها حمل رؤوس نووية ومن أمثلتها الصاروخ (LANCE).

صممت لمعاونة القوات البرية الغربية ويصل مدى بعض أنواعها المتطورة إلى (50) كيلومتر.

يقسم المعسكر الشرقي أو الروسي الصواريخ طبقًا للمستوى الذي تعمل معه بغض النظر عن المدى فقد يتساوى صاروخان في المدى، لكن يعملان في مستويين مختلفين، وهنا يكون الفارق أو الاختلاف في القوة التدميرية للرأس الحربية ونوعيتها التقليدية أو غير تقليدية، وقسمت كالآتي:

تستخدم على مستوى الدولة بهدف تدمير الأهداف الاستراتيجية في أي منطقة من العمق الاستراتيجي للعدو مثل العملاق (TOPOL-M).

تعمل على مستوى الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية وتدعم بها التشكيلات ويمثل هذا النوع الجزء الأكبر من صواريخ القوات البرية، وقسمت من حيث المدى إلى صواريخ بعيدة المدى وهي لا تتجاوز عدة مئات من الكيلومترات مثل الصاروخ (ISKANDER-M) والصواريخ (SS-44) وصواريـخ قريبـة المدى مثـل الصاروخ (S-21) والصاروخ (SCUD-C).

تستخدم على المستوى التكتيكي ويصل مداها بضع عشرات من الكيلومترات وتحمل برؤوس كيميائية أو برؤوس تقليدية.

يقسم دول الشرق الأوسط الصواريخ طبقًا للمستوى كالآتي:

تستخـدم على مستـوى الدولـة (مستوى القيـادة العامـة) ويتـراوح مداهـا بيـن (300-600) كيلومتر ويمكـن أن تهـدد الأهـداف الحيويـة في العمق للعدو.

تستخدم لتقديم المعاونة النيرانية لعملية الجيوش الميدانية ويتراوح مداها بين (100-250) كيلومتر، ويدعم بها الجيش أو يتم السيطرة عليها مركزيًا وقادرة على توجيه الضربات للأهداف الحيوية في العمق التعبوي للعدو.

أ - صواريخ تطلق من منصات أرضية مثل توماهوك طراز (GLCM).

ب– صواريخ تطلق من الغواصات وسفن السطح مثل طراز (BGM - 109).

ﺠ - صواريخ تطلق من الجو مثل طراز (AGM - 129) (AGM - 86).

د – مستودعات الذخائر وتطلق من القاذفات الثقيلة مثل (B-52 & B-2).

العوامل التي أدت إلى انتشار الصواريخ البالستيكية والطوافة

أ - امتلاك بعض دول العالم الثالث لتكنولوجيا إنتاج وتطوير الصواريخ.

ب– اتجاه بعض الدول المنتجة للصواريخ لبيعها محققة العائد المادي دون النظر إلى الاعتبارات السياسية أو الإخلال بمبدأ توازن القوى.

جـ– رغبة بعض الدول في أن تكون قوة إقليمية مؤثرة وفعالة بامتلاك هذه النوعية من الصواريخ بالإضافة إلى الأسلحة فوق التقليدية والنووية.

د - عدم قدرة بعض الدول على امتلاك سلاح جوي فعال.

مزايا امتلاك الصواريخ البالستيكية والطوافة

أ - صعوبة اكتشافها وتدميرها بعد إطلاقها أو اعتراضها بالوسائل الدفاعية.

ب– المعاونـة في تحقيـق قـوة ردع هجوميـة لمـن يمتلكها مع إمكانية تزويدها برؤوس نووية كيميائية.

ﺠ - امتلاك سلاح ردع منخفض التكاليف بالمقارنة بالقوات الجوية وما تتطلبه من كوادر معينة وتأمين فني راقي، وكذلك تجهيز مطارات متعددة علاوة على أنها تنقل التهديد إلى العمق دون مخاطر.

د – إمكانية المناورة السريعة مع استخدامها من اتجاه لأخر في أي وقت.

مخاطر انتشار الصواريخ البالستيكية والكروز

أ - تغيير موازين القوى العسكرية بين الدول.

ب– تزايد حدة التوتر بين الدول عند احتمال إستخدام القوة العسكرية لحل الصراعات.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل