المحتوى الرئيسى

ما بعد داعش.. البنتاجون يرسم خريطة المنطقة بعد القضاء على الإرهاب

04/15 23:09

 من النسخة الورقية لجريدة اليوم الجديد 

الاستراتيجية الجديدة تضمن أمن إسرائيل ومستقبل الأكراد.. ودعم الدول العربية لمواجهة إيران

تعمل دوائر صنع القرار فى الولايات المتحدة الأمريكية، على رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط، تختلف عن ما قبل 2011، ستظهر إلى العلن، بعد القضاء على تنظيم داعش بالعراق وسوريا، على نحو يحقق المصالحة الأمريكية ويضمن أمن إسرائيل، ويراعى حلفاءهم من غير العرب، وهم الأكراد، على حساب وحدة الأراضى العربية.

وأعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى خطاب له خلال لقاء مع حشد جماهيرى أن الولايات المتحدة ستسحب جنودها من سوريا فى وقت قريب جدا، وسيترك دول أخرى يهتمون بالأوضاع هناك، مضيفا أن تنظيم داعش يتهاوى بسرعة ويتم حاليا استرداد الأراضى التى يسيطر عليها فى سوريا.

الوضع على الأرض لا يؤكد أن واشنطن سوف تنسحب من سوريا فى الزمن القريب، لأن جنرالات البنتاجون لن يتركوا إيران تتمدد فى سوريا والعراق ولا سيما فى المناطق المحررة من سيطرة داعش.

فى وقت سابق نشر أحد جنرالات الجيش الأمريكى، تقريرا عن استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية فى المرحلة المقبلة تحمل أسم «ما بعد داعش». يقول الجنرال، إنه مع انهيار داعش ككيان فعال، يبدو أن هناك ديناميكيات جديدة ستؤدى إلى تعقيد فترة المقبلة، مضيفا أن هذه التغييرات على الأرض تفرض إعادة ضبط التوازن الإقليمى للتكتل الشيعى والسنى.

ومن الواضح وفقا للجنرال أن هناك مشكلة تتمثل فى أن إيران، بدعم من روسيا، تسعى إلى توسيع نفوذها من خلال بناء جسر برى من إيران عبر العراق وسوريا وحتى لبنان فى شرق البحر الأبيض المتوسط. ومن شأن هذه الخطوة أن تضع نظاما شيعيا جهاديا على السواحل الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط مضيفا أن سيطرة إيران على الأنظمة فى بغداد وبيروت ودمشق، إلى جانب نفوذها فى اليمن، تجعلها فى وضع يمكنها من محاصرة شبه الجزيرة العربية وتهديد الممرات المائية الاستراتيجية، بما فى ذلك مضيق هرمز وباب المندب.

ويقول الجنرال الأمريكى الخريطة الجديدة يجب أن تتضمن استراتيجية لمنع توسع الهلال الشيعى وأن يكون ذلك هدفا أمريكيا أساسيا فى المنطقة، وهو أمر ضرورى ليس فقط لاستعادة مصداقية الولايات المتحدة مع حلفائها الرئيسيين، بل هو أمر حاسم لاستعادة الاستقرار فى المنطقة بأسرها.

ويذكر الجنرال أنه يمكن تحقيق هذا الهدف بدون تدفق ضخم للقوات البرية الأمريكية، وهو عبر بناء القوات الديمقراطية الكردية والسورية الموالية للغرب. وإعادة تشكيل عناصر الجيش السورى الحر لمواجهة التوسع الإيرانى المدعوم من روسيا.

يؤكد الجنرال الأمريكى أن قيام الولايات المتحدة بإسقاط طائرة سورية فى وقت سابق كانت تهاجم قوة كردية موالية للغرب رسالة مفادها أن واشنطن ستحمى حلفاءها فى المنطقة من تجاوزات حلف إيران، مضيفا أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يستخدم القوات السورية لاختبار إدارة ترامب لمعرفة ما إذا كان سيتخلى عن حلفائه على الأرض.

يؤكد الجنرال أنه لحسن الحظ، أسقطت الولايات المتحدة الطائرة وهى رسالة واضحة إلى كل من روسيا وسوريا وكذلك حلفاء واشنطن أن هناك خطوطا لا يمكن عبورها لأى شخص مشيرا إلى أن التهديد الروسى باستهداف أى طائرة أمريكية تحلق غرب نهر الفرات هو اختبار آخر لإدارة ترامب فى وقت تريد كل من روسيا والولايات المتحدة تجنب المواجهة المباشرة، لكن على واشنطن أن توضح للجميع أنها لن تخاف .

وذكر الجنرال أنه ينبغى وضع استراتيجية لإعادة تنظيم الخريطة الإقليمية الحالية والمصالح الاستراتيجية الحيوية الأساسية للولايات المتحدة، وفى الوقت نفسه ليس من المنطقى للولايات المتحدة أن تضع نفسها فى حرب طائفية شيعية عمرها 1300 سنة.

يذكر الجنرال أن تركيا هى أيضا مشكلة متزايدة: الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية يدعمون الجهاديين فى محاولة لإعادة تأسيس الإمبراطورية العثمانية القديمة، وضد أى نوع كيان كردى مستقل، فهى تتفق مع الإخوان المسلمين وحماس والآن أيضا مع إيران وقطر، عند هذه النقطة، يجب أن ينظر إلى تركيا على أنها حليف غربى مشكوك فيه.

يقول تقرير الجنرال إنه يجب أن تقوم الاستراتيجية الأمريكية الأساسية على منع إيران من إنشاء جسر برى شيعى من طهران إلى لبنان. لذلك، ويجب أن يكون أحد العناصر الرئيسية لاستراتيجية واشنطن هو دعم كردستان العراق .

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل