المحتوى الرئيسى

وجدى زين الدين يكتب: الاستعمار الدولى الجديد والموقف الوطنى المصرى

04/15 19:01

العدوان الثلاثى الذى نفذته الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا على سورية، هو بكل المقاييس كارثة بشعة ليس فقط ضد دمشق وإنما ضد الأمة العربية جمعاء، فلم تعد هذه القوى الدولية العظمى، تلقى بالاً أو اهتماماً بالأمة العربية التى تفرقت وتشرذمت بشكل يدعو إلى الحسرة والألم ويصيب بالإحباط الشديد.

والدليل على ذلك أن هذه الضربة أو العدوان الثلاثى يأتى قبيل انعقاد القمة العربية بساعات قليلة، أليس هذا دليلاً قاطعاً على الاستهانة الكبرى بالدول العربية التى تقف متفرجة على هذه المسخرة الدولية، بل إن بعضاً من الدول العربية يؤيد ويؤازر هذا العدوان الغاشم!!

التشرذم العربى والعجز الواقع على الأرض، يجعل من الدول الكبرى تفعل ما تشاء وتريد، والمستفيد الأول والأخير هو إسرائيل، بل إنها تباهى بأنها شريك أساسى فى كل عدوان يتم على أمة العرب، التى نجحت كل الدول الكبرى فى أن تشغلها بقضاياها الداخلية من خلال مؤامرات الفتنة وإحداث الفوضى، ما جعل حكام العرب، يقفون متفرجين على كل هذه المصائب التى تحدث ليس فقط فى سورية، وإنما فى معظم الأقطار العربية بلا استثناء.

وستظل إسرائيل هى الوحيدة الرابح الأساسى فى كل ما يحدث.. و أمس الأول قلت فى هذا المكان إنه آن الأوان لأن يتخلى العرب عن الأنانية

والمعروف أن لمصر موقفاً ثابتاً ومهماً فى التعامل مع كل هذه المؤامرات التى تحاك ضد الأمة العربية، وقد قطعت القاهرة على نفسها عهداً منذ أربعة أعوام على وجه التحديد، بعد ثورة 30 يونيو، أن تسعى بكل السبل والوسائل للحفاظ على وحدة الأراضى السورية، ورفض كل مخططات التقسيم ومؤامرات الفوضى والاضطراب التى تحاك ليس فقط لسوريا وإنما لجميع الأقطار العربية، وقد تنبهت مصر تماماً لكل هذه المؤامرات وبدأت فى حرب ضروس ضد قوى الشر والإرهاب، ولاتزال تقود هذه الحرب نيابة عن العالم، وقدمت مصر الكثير من الشهداء والمصابين فى هذه الحرب المقدسة، فى حين أن هناك دولاً عربية تشجع هذا الإرهاب وتؤيده.

وكذلك سياسة مصر حريصة كل الحرص بشأن الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، لأن سقوطها يعنى السقوط الذريع للبلاد ووقوعها فى بحور الفوضى والاضطراب، وهذا

لذلك كانت السياسة المصرية واضحة وصريحة فى هذا الشأن، ولن تتخلى مصر عن مطلبها المهم وهو التمسك بالحل السلمى عن طريق التفاوض بين كافة الأطراف، فهو الحل الأمثل والصحيح للأزمة السورية، بعيداً عن آلة الحرب المدمرة، ولدى مصر قناعة كاملة بأن الحلول العسكرية لن تقدم الحل النهائى فى هذه الأزمة السورية بل إن آلة الحرب تزيد الأزمة اشتعالاً ولن تؤتى بنتائج إيجابية والخاسر فيها هو الشعب السورى العربى الشقيق.

أما فيما يتعلق بشأن الصراع الدولى أو القوى الدولية، فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن تكون سوريا هى مركز لتصفية هذه الصراعات الدولية، فهذا شأنهم ولا علاقة لهذا البلد العربى بصراعاتهم، واستعراض القوى فيما بينهم.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل